السلام عليكم شيخنا الفاضل، يرد الفاضل بالسلام، ويسألني عما أريد. فسألته عن حكم صديقة لي لم تفِ بنذرها لأنه فوق استطاعتها أولا، ولأنها كانت صغيرة عندما نذرته، ولم تدرك حينها حجم ما تفعل. سكت الشيخ ثم تمتم ببعض الكلمات التي لم أفهمها، حشرج قليلا، سعل، وقال سأعود إليك. دقائق من الانتظار وإذا بالمكالمة تنتهي دون رد، اختتمها صوت المجيبة التلقائية بأن شيخنا الفاضل مشغول وأن علي إعادة المحاولة لاحقا. فامتثلت للأمر وأعدت المحاولة بعدها بنصف ساعة، ولكن غيرت السؤال هذه المرة، ليس اختبارا لعلم شيخنا الفاضل، لكن ليطمئن قلبي على علم هذه الأمة.
اتصلت ورد الشيخ الفاضل، فسألته عن اللباس الشرعي للمرأة المسلمة وبكل سرور جاء الرد سريعا. أذكر أنني لم أنتهِ من قول كل ما أريد حيث كان الشيخ متحمسا للإجابة. وراح يمطرني بأحاديث من السنة وآيات ومواقف ذكرت عن الرسول صلى الله عليه وسلم وما اتفق عليه أهل العلم والثقات و… و… و… حتى تمنيت لو ذلك الصوت يعود لي فيقول إن الشيخ مشغول أو أن عليّ إعادة المحاولة “لاحقا”.
لا أعلم لماذا.. لم أجرب الإجابة بعد على السؤال، لكنه شعور يراودني أن هناك اهتماما كبيرا جدا بحفظ كل ما ورد عن لباس المرأة، وهناك تجاهل، عند بعض أهل العلم، لما ورد عما سواه من قضاياها. ومادفعني لقول ذلك هو كتاب يتحدث عن نساء عربيات مسلمات بلغن بعلمهن مبلغا عليا، وأخر حاربن بكل قوتهن، وأخر عالجن، علمن، وجهن، أعددن أجيالا طيبة الأعراق، لم أعرف عنهن حتى وجدت ذلك الكتاب في إحدى زوايا المكتبة.
شيء مستفز أن نحصر عقولنا بين الجسد والعين. جسد المرأة وعين الرجل أو العكس فقط، كي لا تسقط الأولى على الثانية في غير شرع الله. ولست ضد ذلك بالتأكيد، إلا إن هذا التجاهل المستفز، عند البعض، له شأن آخر سأعيد محاولة استيعابه “لاحقا”.
حنين عساف