كتابات شبابية

أخبار

عودة الأمل

الثلاثاء ١١ مارس ٢٠١٤

دبي - آية مراد جرس الساعة يدق ليحطم سكون المكان وتمتد إليه يد خالد في بطء شديد حيث يتأمل عقارب الساعة لعله يعلم الوقت ولكن مالبث أن استدار عن الساعة وأعطاها ظهره وهو يتمتم "مافائدة الوقت بالنسبة لي وقد أضحي كل شيء حولى خال من القيمة". خالد شاب في مقتبل العمر ولكنه للأسف عاطل عن العمل فهو لم يستطع تحقيق أي حلم من أحلامه علي أرض الواقع بعد فشله المتكرر في الحصول علي وظيفة مناسبة حتى صار يلقى اللوم على كل الناس ولا يرى إلا السواد يكسوا كل شيء حوله. وهاهو ذا خالد قد أتخذ قرارا بالهجرة عسى أن يحقق طموحاته المؤجلة في بلد أخر غير بلده، وكان عليه الإسراع بإجراءات السفر حتى يغادر بلده في أسرع وقت ممكن غير أسفا على أي شيء سيتركه خلفه. ذهب خالد لقضاء بعض الحاجات الأساسية إستعدادآ للرحيل غدا باكر فبدأ بزيارة أقاربه حيث ودعوه بدموع حارة راجين من الله عز وجل أن يلهمه طريق الرشد وألا تطول سنوات غربته الشيء الكثير، تركهم خالد وهو يتعجب بداخله من فعلهم فكيف يدعون له بالعودة القريبة للبقاء بجانب المشاكل والأزمات التي لاتنتهى فهو حتما يتمنى عكس مايدعون به بل إنه عاقد العزم علي عدم العودة البتة لتلك الديار. أقبل الليل ولم يبق إلا ساعات قليلة علي…

أخبار سنن التخلف

سنن التخلف

الجمعة ١٤ يونيو ٢٠١٣

عندما يتم تصدير الأفكار المميزة على نحو واسع يحدث الرقي بآليات التفكير ما يضيف إلى حصيلة الفرد فكرياً والمجتمع تنموياً، وهذا هو الهدف الذي يفترض أن تقوم به وسائل الإعلام عموماً، فأول خطوة يجب أن يقوم بها مَنْ أراد النهوض هي تطوير الأفكار التي تقوده إلى الأفضل، أما التشبث بأفكار العصور الجاهلية وتصديرها إلى عصر الحضارة كموروث مميز فينبغي حمايته من الانقراض وهو في حقيقة الأمر إرثٌ بغيض يتم نقله بطريقة أو بأخرى إلى الأجيال القادمة ولن يضيف إلى المجتمع إلا التخلف والنكوص على عقب الجهل المطبق والأفكار اللامسؤولة التي ينوء بها عاتق المجتمع. مع دخول الصحافة عالم الإنترنت ونشوء صحفٍ إلكترونية ظهرت إلى النور صحف إلكترونية بأسماء القبائل كمؤشر خطير وحدثٍ مؤسف يشخّص الحالة المتأزمة التي وصل إليها المدشنون والمتعاطون مع طرحها الذي لا يخلو إطلاقاً من رائحة التعصب القبلي الذي نهانا عنه نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم بقوله: (دعوها فإنها منتنة) ما قد ينعكس سلبياً على تماسك الوحدة الوطنية، ويصبح الولاء للقبيلة على حساب الولاء الوطني الذي هو عنصر أساسي لقيام المجتمع الذي يمتزج فيه جميع أفراد المجتمع الواحد ليكونوا حضارة راقية. وعتبي في هذا الشأن ليس على قادة سنن التخلف، وإنما على وزارة الثقافة والإعلام التي يفترض بها ألا تمنح التراخيص لصحف كهذه، درءاً لمفسدة العصبية…

أخبار مشاكل عائلية !

مشاكل عائلية !

السبت ٢٢ ديسمبر ٢٠١٢

تحكي إحدى الأساطير القديمة أن أزيموديوس (أحد الشياطين) هو المسؤول عن تحبيب الأزواج في الفسق والفجور، وأنه السبب في تفريق الأزواج عن بعضهم .. كما أنه في الأساطير اليهودية يساوي كبير الشياطين .. بالإضافة لكونه زوج ليليث (وهي الأنثى الأولى – قبل حواء – التي رفضت أن تخضع لسلطة آدم وصارت رمزا للتمرد على الرجل) !.. المهم أن الأخ "أزيموديوس" لا يرتاح ولا يغمض له جفن إلا بتفريق الأزواج والعمل على تشريد الأطفال المساكين .. كان هذا سابقا وليس اليوم .. لأن وسائل الاتصال الحديثة تقوم بهذه المهمة على أكمل وجه الآن .. ولا تترك لأزيموديوس المسكين فرصة لعمل أي شيء !.. أعتقد أنه عاطل عن العمل .. وعلى الأرجح تمت إحالته للتقاعد منذ فترة لا بأس بها .. والفضل في ذلك يعود لوسائل الاتصال، وللإعلام الغربي والعربي على حد سواء .. إذ وفقا لخبر نقلته صحيفة البيان الإمارتية، فإن النسبة العظمى من المشكلات العائلية تكاد تنحصر في إطار النفقة ومشاهدة وسائل الإعلام التي لا تتوافق مع معتقدات وثقافة المجتمع الإماراتي (والعربي عموما) .. وإذا كانت خلافات النفقة (إلى حد كبير) هي انعكاس آخر للإعلام الذي يروج لقيم الاستهلاك والمتعة التي تحمل العائل المسكين أكثر مما يطيق .. فإننا نصل لاستنتاج بسيط يكاد يقول ملء فيه إن الإعلام هو المتسبب…

أخبار ناقصات ثقة وذات

ناقصات ثقة وذات

السبت ٢٢ ديسمبر ٢٠١٢

"ناقصات عقل ودين" لطالما سمعت هذه الجملة المقتبسة من حديث نبوي شريف وكم كنت اسأل نفسي ترى ما تعني حتى قرأت وتعلمت معناها وبأي سياق تاريخي وردت قبل أكثر من ألف وأربعمة سنة . اليوم وفي عام ألفين واثنين بت احس أن لهذا الحديث تتمة. لا أعني أنه ناقص أو غابت عنه تلك الحقيقة لكن نساء اليوم ينقصهن أكثر مما ورد فيها على ما يبدو. وما يدفعني لقول ذلك هو الجواب المتكرر الذي اسمعه من كل فتاة تدافع عن حقها في العمل ألا وهو " لتحقيق ذاتي". من علمهن، من كذب عليهن وقال "إنكن ناقصات ذوات وبحاجة لما يكمل ذواتكن". كم كبيرة تلك الكذبة و كم مؤؤسف تصديقها. لم أسمع رجل يوما يقول أنا أعمل كي أحقق ذاتي ، دائما ما تكون أسبابهم واضحة ، منطقية، كجلب المال و  تحمل عبء الحياة وغيرها من المسؤوليات. لم لا نكون ،نحن النساء، أكثر ثقة بأنفسنا وبكمال ذواتنا ، ونكتفي بحقيقة نقصان العقل والدين، لحكمة أرداها الله سبحانه. السبب يعود لهذا المجتمع الكبير ، الدائرة التي تحيط عقل المرأة وتحاصرها بمجموعة من الأفكار والقناعات التي تكفل بقائها خاضعة مع شعور ملازم بالنقص أمام شقيقها الرجل لأنها اذا تحررت من التبعية ستشكل كارثة لها نتائج جمة لخصها لي زميل أفهم أسباب تفكيره على هذا…

أخبار حياة من الشطرنج

حياة من الشطرنج

الأربعاء ١٢ ديسمبر ٢٠١٢

على طريقة كاسباروف ملك الشطرنج، هكذا تكون الحياة، ما هي إلا مجرد حرب تدور أحداثها على قطعة من الخشب المرقع. ليس من السهل أن تحدد اتجاهك، فأروقة الحياة كثيرة، لكنها ضيقة… لا تتسع لك أيها المتخبط في الحياة. ليس من السهل أن تكون سعيدا فالجميع يطاردك.. يحاول التخلص منك، عليك أن تقيس كل خطوة تقدم عليها، أما اذا استطعت النجاة من خصم فلا ترسم البسمة على شفاهك كثيرا… اعذرني… فهناك خصم آخر ينتظرك على أحر من الجمر… تلك هي الحياة. حياتك لا تخلو من التخطيط والحساب والألم والفراق… طبعا والخدعة هي العامل الأساسي في هذه اللعبة، أن تضحي بأغلى ما عندك للتخلص من الخصم.. كم أنت رائع يا كاسباروف… بعد تخطيط عميق وحساب دقيق تتحرك بكل ثقة، فواثق الخطوة يمشي ملكا.. ولكن هيهات هيهات، فخصمك ليس بالخصم السهل، خطوتك المحكمة والتي تطلبت الكثير من الجهد جاءت بنتيجة سلبية، خصمك أصبح طليقا، حركته جاءت لتحاصرك، فتزداد حياتك تعقيدا، تنظر إليه فتجده يقول بابتسامة فرح خبيثة “… كش ملك”. هنا تفقد صوابك.. وتبدأ بالتخلي عن أملاكك شيئا فشيئا لتبقى على قيد الحياة… فيبدأ خصمك يتلذذ بالقضاء عليك فينقض عليك انقضاض الفهد على فريسته، لم يبق معك إلا القليل ولكنك لم تفقد الأمل.. فهو الشيء الوحيد الذي تبقى لديك… أين أنت يا كاسباروف…

أخبار حُلم سعودي

حُلم سعودي

الأحد ٠٢ ديسمبر ٢٠١٢

بينما كنت على أحد شواطئ مملكتي الجميلة ذات المناظر الخلابة والنظافة والإبداع في التصميم أخذني السلطان (نوم بن نوم آل نوم) لغفوة بسيطة على هذا الشاطئ المذهل وغرقت فوراً في النوم العميق ..عندها! أتاني مجموعة من الضيوف من عدد من دول العالم (الصديقة والشقيقة والقريبة) في الحلم ! شاب ياباني أتى يريد أن يفرد عضلاته علي قال لي .. أن في اليابان أكبر وأكثر مصانع السيارات التي يركبها العالم ، فقلت له ونحن لدينا سيارة ستسمع عنها وسنصنعها بعد كم سنة (يعني بحدود 100 سنة بس) وكل قطعها مستوردة والعاملين عليها أجانب ..والمهم لن يركبها أحد ! واتاني شاب ذو شعر أشقر وعينيين عسليتين صغيرتين يقول لي ..نحن في الصين استطعنا جعل العالم لا يأكل أو يشرب أو يلبس أو ..أو..أو.. الأ من منتجاتنا ، فقلت له على مهلك نحن وبكل اعتزاز جعلنا العالم لا يتحرك إلا بناءاً على طلبنا فبترولنا يحرك العالم فضحك علي وقال ولكنكم تستوردون كل مشتقاته حتى وأن خرج من بلدكم ،،،، سكتت وقلت سامحك الله ..!! ولم استفق من هذا الصيني حتى أتاني شاب بنجلاديشي. قال لي ياهو " أخر زمن ينادوننا ياهوووو" لدينا أعضاء البرلمان يعملوا لأجلنا لأننا ببساطه نحن نأتي بهم أو نقيلهم ،، فقلت حتى نحن مجلس شورانا الموقر يناقش هموم المواطن…

آراء قهر الرجال

قهر الرجال

الخميس ١٢ يوليو ٢٠١٢

سمعت هذه القصة، وربما سمعها بعضكم، وكانت قد روت أحداثها بطلتها عندما اتصلت بأحد البرامج الفضائية، وسألت الشيخ إن كان لها توبة؟ تحكي السيدة أنها ذات يوم غضبت من زوجها، وصرخت فيه تطالبه بتطليقها، وارتفع صوتها وهي تقول له: طلقني إن كنت رجلاً !.. تقول المرأة أن زوجها لم يرد .. اكتفى بوضع ذقنه على يده متكئاً عليها ناظراً في صمت .. وهي تزداد صراخاً وغضباً مكررة كلامها السابق، والزوج على حاله صامتاً ينظر لها دون رد .. حتى طال صمته .. عندها اقتربت منه وقد انتابتها الهواجس وسألته لم لا يجيب، إلا أنه بقي على حاله .. ثم اقتربت منه أكثر، لتعرف حينها فقط أنه مات .. أو بالأحرى، أنها قتلته ! قبل نحو 600 سنة وأكثر، كان القائد العثماني "بيازيد يلدرم" في أوج انتصاراته العسكرية، تلك التي قالوا أن من كان يمر بعدها على ساحة القتال كان يظن أنه لم يبق أحد من المعسكر الآخر لكثرة المقتولين، ومن كان ينظر لحجم الأسرى لديه كان يظن أنه لم يقتل أحد لكثرة الأسرى! بيازيد هذا الملقب لشدته بالصاعقة (يلدرم باللغة التركية) تعرض للهزيمة على يد القائد المغولي "تيمورلنك" في معركة (سهل أنقرة)، فأسره هذا الأخير ووضعه في قفص يطاف به في المدن ليعرض على الناس إذلالا له، الأمر الذي انتهى…

أخبار لا أرى .. لن أسمع.. وسأتكلم

لا أرى .. لن أسمع.. وسأتكلم

الإثنين ٠٩ يوليو ٢٠١٢

بشكل يومي، بل لحظي، هناك شخص ما في مكان ما يلعب دور المستشار العالم الخبير بكل شيء. في مجتمعي يطلقون عليه "أبو العريف".. وهو، بصراحة، اسم جميل. ويدل على الشخص الذي يلم بأمور كثيرة وإن كان يقال أحياناً في سياق السخرية. مر أكثر من عشرين عاما على ولادتي وأستطيع الجزم الآن بأن هناك شخصيات أشد خطراً من "أبو العريف" تنتشر في مجتمعاتنا. هذه الشخصية دورها الأساسي بالحياة هي أن "ترعبك" من كل شيء، وكل شخص. قد يكون مكاناً لم يزره من قبل، أو شخصاً لم يقابله في حياته مطلقاً. لكنه، وبنظرة ثاقبة لم يمن الله على أحد بها غيره، يستطيع أن يخبرك أن فلاناً يكيد لك، وأن العاملين في تلك المؤسسة هم "زمرة وحوش"، وأن الشخص الفلاني قلبه أسود و ..و .. مثل هذه الشخصيات لا أترك مجلسها إلا وهَّمٌ يعصف بي ، وشعور بالوحدة وظلمة الحياة ينتابني. كَمٌّ هائل من المشاعر السلبية يبثها هؤلاء الأشخاص، وللأسف هم كثر، في من حولهم، حتى أنني تمنيت لو كانت هناك محاكم تحاكم هؤلاء السلبين الذي يقتلون الأمل في نفوس البشر كما أن هناك محاكم تحاكم من يقتل الجسد. نحتاج إلى عقاب يردع من ينزعون التفاؤل والأمل والإيجابية وحسن الظن ممن حولهم. لذا، فقد قررت أن لا أجلس معهم ولا استمع إليهم بعد…

أخبار شاحنات بشرية!

شاحنات بشرية!

الإثنين ٠٩ يوليو ٢٠١٢

هل يمكننا معالجة الجراح التي تتسبب بها الحوادث وأن نشفى منها تماما - أتساءل؟ ربما في أحيان كثيرة، نعم، لكن الإصابات غالباً ما تترك أثراً وراءها قبل أن ترحل، ولو مجرد ندبة بسيطة. وماذا عن تلك الجراح التي لا يمكن معاينتها في أغوار الروح ؟ قد لا تكون هناك إجابة واحدة صحيحة حول الموضوع، لذا دعونا من تلك الإجابات الفلسفية ولنتحدث عن الحوادث والندوب التي تتركها والأساليب العملية لعلاجها. وحتى لا أطيل، دعونا نتحدث عن "ستيفن كينغ" (أعتقد أنه مثال لا بأس به عن موضوعنا اليوم)، والأسلوب الذي اتبعه ليعالج نفسه. لكن بدايةً، يجب أن أقول (لمن لا يعرف ستيفن كينغ) أنه كاتب وروائي أمريكي شهير، بل شهير جداً تبيع رواياته ملايين النسخ، بدأ الكتابة منذ فترة لا تقل عن أربعين سنة، جنى خلالها الملايين أيضاً. في نهاية المطاف هو أمريكي ويكتب باللغة الإنجليزية. لحسن حظه أنه لا يكتب بالعربية التي لا يشتري أهلها الكتب إذ لا يجدون وقتا للقراءة، فهم دائما منشغلون بأمور أخرى أكثر أهمية كالجلوس في المقاهي والدردشة مع الأصدقاء ومشاهدة مباريات كرة القدم الأوروبية والمسلسلات التركية ومحاولات التعرف على أكبر عدد من الجنس الآخر ..إلى آخر قائمة الانشغالات المهمة التي لا تنتهي عند الإنسان العربي! الزبدة أن ستيفن كينغ كاتب رائع، سيرة حياته تعد مثالاً ممتازاً…

أخبار ممكن أتعرف…

ممكن أتعرف…

الجمعة ١٥ يونيو ٢٠١٢

ممكن أتعرف هذه الطلب الروتيني المتوقع دائما بعد كل قبول لصديق على الفيس بوك. وكالعادة أرد على هذا الرجل الغريب القاطن في مكان ما بهذا العالم لماذا تريد التعارف؟ ويأتي الجوب ب" لنكون أصدقاء" متبوعا بوجه مبتسم كهذا :) . أصدقاء!!! ماذا يعني أصدقاء؟ بالمفهوم الفيسبوكي الصداقة هي أن تدردش مرة أو أكثر مع شخص آخر مظهرا اهتمامك بمشاركاته على الحائط الشخصي وقد تمنحه بعض اللايكات والتعليقات من حين لآخر وبذلك أنت تكون "صديقا". بهذه البساطة، الأمر لا يحتاج إلى تعقيدات وأطر العلاقات المملة كالمعرفة العميقة للصديق، ومشاركته همه وفرحه، وزيارته عند المرض أو العودة من السفر، لم تعد هذه أخلاقيات الصداقة، وما هو أهم من ذلك إن في هذه المواقع إن لم تكن صديقي فأنت حتما لست عدوي. لطالما تعلق لي ما أحب أن أقرأ، وتبدي إعجابك بما أكتب، ولاتبالغ بالنقد الهدام وإلا حذفتك، وتسألني عن الحال وأجيبك بكل خير، إذن نحن أصدقاء وهذه المواقع حققت غرضها السامي ألا وهو تسهيل "التواصل الاجتماعي". لحظة: التواصل الاجتماعي تعبير ليس دقيقا ولا منصفا، أتعلمون لماذا؟ لأن هذه المواقع فعلا سهلت التواصل مع الآخر، ولكنها قطعت التواصل مع من هم ينتظروننا على العشاء في صالة المنزل. يوميا أنا على موعد مع صراخ أمي الذي غالبا ما تبدأه بمقولتها الشهيرة "من يوم جبنا…

آراء شهادة مع وقف التنفيذ!

شهادة مع وقف التنفيذ!

الجمعة ١٥ يونيو ٢٠١٢

أقلب صفحات الفيس بوك - نافذتي على المجتمع - لأجد صورة قريبي طالب الهندسة حاملاً (شيكاً) كبيراً؛ كبيراً لدرجة أن قريبي بالكاد يستطيع إمساكه.. شيك عملاق من تلك التي يعطونها للفائزين في المسابقات التلفزيونية والمهرجانات الرياضية وبرامج المسابقات. ما الذي فاز به؟ أقرأ التعليق أسفل الصورة لأجد أنه فاز في مردف سيتي سنتر ببطولة لكرة القدم في البلاي ستيشن.. رائع. أكتب له أهنئه بالفوز ثم أتصل بأخي لأنقل له الخبر.. وأعود لمشاهدة الصورة مرة أخرى.. سحقاً!.. قيمة الجائزة أربعون ألف درهم إماراتي! الحق أقول لكم أني تفاجأت.. قيمة الجائزة تساوي مرتب أحد أصدقائي من خريجي الهندسة لسنة ونصف أو أكثر..! قد يعرف قريبي طالب الهندسة – وأتمنى ألا يعرف – أنه سيكون عليه أن يعاني أربع سنوات - أو أكثر كالعادة – ليتخرج من الجامعة، ثم يتوجب أن يكون محظوظاً ليجد له مكاناً يقبل بتوظيفه براتب زهيد زهيد (لأنه لا يمتلك خبرة عملية)، راتب بالكاد يبلغ مجموعه لسنة ونصف – مع حساب الخصومات شبه الشهرية - نفس قيمة الجائزة التي فاز بها خلال يومين من اللعب، تلك هي الحقيقة! لكن الحقيقة التي لابد من ذكرها أيضاً أن هناك "صنفاً" آخر من الخريجين، هم أولئك الذين ورثوا التخصص عن والديهم. هؤلاء غالباً ما يكون من السهل على أحدهم أن يجد عملاً…

أخبار كل قديم عظيم

كل قديم عظيم

الثلاثاء ١٢ يونيو ٢٠١٢

"أنا ولا شي مقارنة فيهم".. من تقصد؟.. "بيليه، زيدان، مارادونا، إنهم رائعون، عظماء، يعني كل منهم أسطووورة".. وانتهى الحوار بيني وبين لاعب كرة قدم موهوب في العشرين. ذكرني حواري معه بآخر كان مع فتاة وهبها الله قريحة شعرية غزيرة، مميزة وهي لم تزل في الثامنة عشر من العمر، وهي الأخرى كانت دائما ما تقول "يعني أنا حصير زي المتنبي، هدول أساتذة احنا تلاميذ قد ما كبرنا". من قال ذلك لكِ ياعزيزتي؟ وانتهى الحوار بإطباق الشفتين ونظرة مطولة للشمال. وقس على ذلك أمثلة كثر بالفن، الرياضة، الأدب ومجالات أخرى. أسأل نفسي: من علمهم أنهم صغار مهما كبروا، ومن زرع بنفوسهم ذلك اليقين أن من سبقونا فاقونا بمواهبهم وقدراتهم وسبقونا إلى قمم لن نصل إليها؟ سأسميها عقدة السابقين التي شدت انتباهي أيضا في العديد من النصوص القرآنية التي تتحدث عن أقوام رفضوا ما بعث الله به من الحق رفضا أعمى، فقط لأنهم غير قادرين على ترك ما عبد آباؤهم وأجدادهم الأولون. ولطالما انهال الأنبياء على الأقوام بالمعجزات التي شهدوها بأم أعينهم إلا أن تلك المعتقدات التي غرسها "السابقون" كانت أقوى من أن تهتز لذا كانت النتيجة غالبا أن يؤمنوا القليل ويكفر الكثير. من حملنا تلك العقدة، أهو التاريخ أم جينات الأجداد. أما الأول "التاريخ" فقد قضيت ثمانية عشر عاما وأنا أدرسه، روى…