يفتتح في مدينة تورونتو الخميس المقبل، 18 سبتمبر (أيلول)، متحف الأغا خان للفنون الإسلامية الذي يضم أكثر من 1000 قطعة إسلامية من مختلف العصور والجغرافيات، وتعرض فيما بينها فترة زمنية تتجاوز الألف عام. وقد تجولت بعض قطع المجموعة في عدد من المعارض الدولية من قبل تمهيدا لاستقرارها في متحف كبير يضمها في تورونتو. وتضم المجموعة قطعا متنوعة من السيراميك، والمعادن، والعاج، والحجارة، والخشب، والنسيج، والسجاد، والزجاج، والصخور، والكريستال، بالإضافة للصور والمخطوطات الصغيرة على الرق والورق، بغرض تقديم نظرة عامة لبعض الإنجازات الفنية للحضارات الإسلامية، من شبه الجزيرة الآيبيرية وحتى الصين.
المتحف، الذي صممه المعماري الياباني فوميهيكو ماكي، والمركز التعليمي به يعدان من كبرى المنشآت الثقافية في مجال الفن الإسلامي بأميركا الشمالية وهو المتحف الأول لمؤسسة الأغا خان للثقافة، حسب ما يذكر المسؤولون عن المتحف لـ«الشرق الأوسط»، مشيرين إلى أن المؤسسة كانت في السابق تدعم المتاحف الأخرى مثل المتحف الوطني في مالي، كما عرضت منذ عام 2007 قطعا من مجموعتها ضمن معارض أقيمت بأماكن مختلفة مثل متحف اللوفر ومتحف الأرميتاج في سانت بطرسبرغ ومتحف الغولبينكيان في لشبونة، ومتحف مارتن غروبيوس باو في برلين، ومتحف صاقب صابونجي في إسطنبول، ومتحف الفنون الإسلامية في كوالالمبور بماليزيا، ومتحف الحضارات الآسيوية في سنغافورة. وبلغ عدد زوار تلك المعارض نحو مليون شخص.
أما عن سبب اختيار تورونتو لإقامة المتحف، فيرجع المسؤولون ذلك لكون كندا «دولة رائدة على مستوى العالم من حيث تعزيز التعددية والتنوع الثقافي؛ وتعد من المجتمعات المنفتحة والمتحررة»، ويعد المتحف مكملا لرسالة المركز العالمي للتعددية في أوتاوا، الذي أسسه أيضا الآغا خان بالتعاون مع الحكومة الكندية.
المجموعة الدائمة للمتحف تشمل المجموعة الخاصة للأمير صدر الدين والأميرة كاثرين آغا خان التي تضم منمنمات ومخطوطات، إلى جانب مشغولات وأعمال فنية إسلامية جمعها الآغا خان وأفراد عائلته على مر الأجيال. علاوة على ذلك، سيتضمن المتحف أيضا قطعا قُدمت تبرعا للمتحف. من جهته، يقول هنري كيم، مدير المتحف «سيعرض المتحف، وهو بمثابة المنزل لمجموعة مذهلة من الأعمال الفنية الجميلة؛ الإبداع الفني والإنجازات التي حققتها حضارات المسلمين من إسبانيا حتى الصين. أعتقد أن الزائرين المحليين والدوليين سيكونون أمام مفاجأة عظيمة عندما يكتشفون الكم الهائل الذي يشكله التراث الخاص بحضارات المسلمين ضمن تراثنا العالمي الثقافي المشترك».
رسالة المتحف تتلخص في محاولة إبراز دور الحضارات الإسلامية وتعزيز الوعي بإسهاماتها تجاه التراث العالمي، وبناء جسور تواصل بين الشعوب والعقائد المختلفة، وتعزيز التعددية. ويعنى المتحف بتقديم الفنون والثقافة الإسلامية التي تعكس التنوع الجغرافي والثقافي التاريخي للمجتمعات الإسلامية بداية من إسبانيا في الغرب ووصولا إلى الصين في الشرق. وهو ما تعكسه كلمة الآغا خان في تقديمه المتحف، حيث يشير إلى أن السنوات الأخيرة عكست «حاجة العالمين الإسلامي والغربي إلى العمل معا بفاعلية أكبر لتكوين فهم متبادل». ويختتم قائلا: «إننا نأمل أن يسهم هذا المتحف في خلق فهم أفضل للشعوب الإسلامية بمختلف تنوعاتها الدينية والعرقية واللغوية والاجتماعية».
مؤسسة الآغا خان مشهورة عالميا بجائزة العمارة الإسلامية التي تقدمها وتهدف من خلالها إلى تعزيز الفهم والتقدير للثقافة الإسلامية كما يعبر عنها من خلال الهندسة المعمارية. ونتساءل هنا إن المتحف سيستضيف معارض فوتوغرافية بالأماكن الفائزة أو سيكون هناك تعاون بشكل ما. الإجابة من جانب المتحف بأن المعارض المتعلقة بالجائزة ستقام بشكل مستقل عن المتحف الذي قد يشارك في الأنشطة المرتبطة بالجائزة.
لندن: عبير مشخص – الشرق الأوسط