كاتب سعودي
حاجات الإنسان المعاصر لا تقتصر على العمل والتعليم، والصحة، والسكن فهو يحتاج إلى أماكن الترفيه والمساحات المفتوحة للتريض بعد العمل، له، ولأطفاله. مدننا الكبرى غير البحرية، لم يؤخذ في الاعتبار الترفيه عند تأسيسها، ما جعل بيوتها عبارة عن صناديق مغلقة تعوزها الشمس، وتفتقر لنسائم الهواء النقي وأزمة الإسكان لا تستحضر معها أماكن الترفيه بسبب أنها حالة لاحقة ومقترحي اليوم هو حل لمساحات الترفيه في مقترح بسيط.
سيقول قائل ومن أين الأرض، فهي شحيحة للسكن ناهيك عن الترفيه؟ الإسكان وأزماته هو حديث الساعة على الرغم من كل الحلول، وفي الأسبوع الماضي، تناقلت الأخبار أن 100 مليون متر مربع من الأراضي المستولى عليها عادت للدولة، وأحسب أن مثلها سيعود إذا تتبعت الجهات المسؤولة بؤر الفساد التي أضرت بالبلاد والعباد. الصورة المقابلة لهذه الصورة المختنقة هي مساحات شاسعة من الأراضي الخام غير المطورة، أو المطورة ومتروكة كاستثمارات، وأرصدة بنسبة تصل إلى ثلث المعمور حولها في مدننا، وهذه الأراضي المحتكرة قد تكون الضارة النافعة، لو استغلت كمساحات تهوية وترفيه، بل مباني أندية لفك اختناق هذه الصناديق المعمارية المحيطة بها، فكل الفكر(جمع فكرة) طرحت مثل زكاة الأرض، أو تسييلها، لكن لم يطرح أحد فكرة أن تزرع وتوضع حدائق ليتنفس الجوار في مدن صارت مكتظة بالناس، وهذه ضريبة بلدية مناسبة حتى يعمرها صاحبها، أو يبيعوها للبلدية للخروج برأسمالهم.
حسب مسؤول من الإسكان وفي تقرير نشرته هذه الجريدة أن وزارة الإسكان لن تشتري أراضي من تجار العقار، هذا الخبر إن تأكد فهو ضربة قاصمة لأهل العقار، الذين حسبوا أنهم سيجنون قطعة من كعكة تمويل الإسكان، ولو حدث أن اشترت الوزارة أرضا سبق أن منحتها الحكومة، وهي غير مطورة فستكون محل كلام كثير، لهذا صرح مسؤول
أن وزارة الإسكان تحصل على الأراضي ليس من الأمانات فقط، بل كذلك من جهات حكومية أخرى، كأملاك الدولة في وزارة المالية.
في كل الأحوال اشترت وزارة الإسكان، أو لم تشتر فالأراضي المحتكرة بحاجة إلى التنمية الإسكانية ولكن الحاجة إليها في استخدامات استثمارية غير الإسكان ستكون إحدى مهمات ابتكار منتجات جديدة، مثل دور الترفيه والملاعب والحدائق،وغيرها مما تحتاج إليه المدن المتحضرة، فالمدن الجيدة تحرص على بيئة نوعية تفك اختناقات المدينة بمناطق للهواء والترفيه، والترفيه ليس مهمة البلديات فقط، فعبء الترفيه يتحمل جزء منه القطاع الخاص الصناعي والتجاري للترفيه عن موظفيه بعد العمل لتزداد الإنتاجية ويعم الرضا حياة الموظف وأسرته إذا كان يجد بعد العمل مكانا محببا يذهب له هو وأطفاله للخروج من عتمة المنزل.
المصدر: الاقتصادية
http://www.aleqt.com/2014/12/26/article_917968.html