كانت الأساطيل الغربية تغمض عيناً وتفتح العين الأخرى، وتكتفي بما تريد أن تراه، وتسمح بمرور ما لا تريد أن تراه.
سلاح بهذا الكم الهائل يصل إلى اليمن، ويسلّم إلى مجموعة يفترض أنها خارجة على القانون بحكم نص القرار 2216 الصادر من مجلس الأمن الدولي، ومدرّبون يتقاطرون من لبنان وغيره رغم القيود المفروضة، ومشغّلون أجانب يشرفون على تجهيز وإطلاق الطائرات المسيّرة والصواريخ بتقنياتها المتطورة، ولا يلفت كل ذلك أحداً من المنادين بتخفيف الضغوط على الحوثي.
وعندما أراد قادة تلك الأساطيل ودورياتها في خليج عمان وعدن وبحر العرب، أن يرصدوا الممرات المعروفة لديهم، فتحوا العين الأخرى، فالعدوان على أبوظبي لا يسمح لهم بملاعبة الحوثي والذين يقفون خلفه، وفي يوم واحد، تصدر قيادات القوات الأمريكية والبريطانية بيانين منفصلين، فإذا وضعناهما جنباً إلى جنب كانا مكملين لبعضهما البعض، فهذا يحتجز سفينة محملة بمواد تستخدم في التفجيرات، كانت في طريقها إلى اليمن، وذاك، أي الإنجليزي، يحتجز سفينة تحمل مخدرات تقدّر قيمتها بحوالي 20 مليون دولار، والغريب في الأمر أن هذه السفينة كانت قد احتجزت من قبل وهي تحمل أسلحة قبالة السواحل الصومالية، فالذي نعرفه أن الوسيلة المستخدمة في تهريب الممنوعات والمواد المحظورة تصادر حسب كل القوانين، والغريب أكثر أن أحد البيانين يذكر بأنهم شكّوا في السفينة عندما شاهدوها تسلك ممراً يستخدمه المهرّبون!
بكل تأكيد سيراودنا الشك من مواقف مثل هذه، ومن تناقضات نجدها في نصوص صادرة عن قوى دولية، ومع ذلك سنقول بأن حلفاءنا لم يكونوا جادين من قبل، وبعد كل ما شاهدوه ورصدوه بأجهزتهم وأقمارهم الصناعية اكتشفوا أنهم يجب أن يكونوا متيقّظين، لأن رسائل المسيّرات والصواريخ موجهة إليهم ضمناً لتغيير مسار محادثات النووي في فيينا، ولأن وجودهم غير المثمر يعني إضعاف ثقة حلفائهم في المنطقة بهم، وربما خسارتهم.
فهذا أمننا، يتقدم على كل شيء، ولا مجال لأي اعتبارات عندما يكون أمننا على المحك.
المصدر: البيان