ضابط في شرطة دبي برتبة مقدم ، حاصل على درجة الدكتوراة من جامعة سالفورد بالمملكة المتحدة في إدارة التغيير وعلى درجة الماجستير في الإدارة العامة (MPA) من جامعة ولاية أوريجون بالولايات المتحدة الأمريكية، مهتم في مجال الجودة والتميز المؤسسي ، يعمل حالياً مديراً لمركز أبحاث التميز بالإدارة العامة للجودة الشاملة بشرطة دبي
«يلوم الناس ظروفهم على ما هم فيه من حال، لكنني لا أؤمن بالظروف، فالناجحون في هذه الدنيا أناس بحثوا عن الظروف التي يريدونها، وحينما لم يجدوها صنعوها بأنفسهم». برنارد شو
عودتْ «أمي فاطمة» نفسَها على زيارة الأرحام القريبين من بيتها «من سرَّهُ أن يبسط له في رزقه ويُنسأ له في أثره فليصل رحمه»، فكان نصيبُ ابنة خالتِها (والدتي شيخة) من زياراتها ثلاث مرات أسبوعياً. وفي كل زيارة، وبمجرد جلوسها على كرسيها المعتاد في المجلس، تطلب صحف اليوم، لتبدأ في قراءتها على مسامع أمهاتنا من الأقارب، ولطالما سمعتها تقرأ الأخبار والأشعار (شعر حمد بوشهاب وعلي بن ارحمه وربيع بن ياقوت وغيرهم).
ولدتْ «أمي فاطمة» بنت إبراهيم بن عفضان في أربعينات القرن الماضي، وهي الثالثة في الترتيب بعد الوالد سعيد والوالدة آمنة. ومثل غيرها من البنات، وتعلمت القرآن الكريم عند «المطوّعة»، إلا أنها وثلة من البنات واصلن تعليمهن النظامي في مدرسة رابعة العدوية بالشارقة إلى الإعدادية. تقول «أمي فاطمة» إنها كانت تعشق العلم والمعرفة، حتى إنها بدأت وهي في سن مبكرة بمراسلة الأصدقاء والإذاعات في الوطن العربي، وكانت هوايتها جمع الطوابع، ومن الطرائف التي ذكرتها، أنّ طابعاً إسرائيلياً وصلها ذات يوم، فأحرقته فوراً!
وبما أن الظروف كانت صعبة في تلك الأيام، ولأنها كانت تعيل ابنيها أحمد ونسيم، وبنصيحة من صديقتها، تقدمتْ للعمل في وزارة الصحة، مع بداية الاتحاد، وكانت من المواطنات الأول اللاتي عين مشرفات لسكن الممرضات في المستشفى الكويتي القديم بالشارقة، براتب قدره 970 درهماً فقط، وبعد ذلك نقلت إلى عيادة «الباورهاوس» في استقبال المراجعين، تلك العيادة التي كان يأخذني إليها أبي، ومازلت ُ أذكر كيف كانت تستقبل الناس بروحها الإيجابية السمحة.
تبهرنا دائماً قصص الناجحين، مثل: ستيف جوبز، والعالم أحمد زويل، ومحمد العبار، لكن ما أكثر قصص النجاح في بيوتنا وفي أنفسنا! حقاً علينا اليوم أن نبتهج بها ونفتخر، وإن صغرت. يقول الشاعر:
أتزعم أنك جرم صغير …. وفيك انطوى العالم الأكبر
«أمي فاطمة»، أمهاتنا جميعاً، إن كانت من سعادة على هذه الأرض، فأنتن مصدرها الأول..
متعنا الله بكنّ، ومتعكنّ بنا.
المصدر: الإمارات اليوم
http://www.emaratalyoum.com/opinion/2015-02-26-1.760295