يدون ويغرد في مجالات الآداب والسياسة والاجتماع. صدر له رواية بعنوان ( سور جدة ) وكتاب ساخر ( كنتُ مثقفاً ).
أنجولا أغنى ثاني دولة إفريقية بالنفط ورئيسها هو ثاني أقدم زعيم إفريقي، خرجت أنجولا من حرب أهلية عام 2002 بقيادة الزعيم الخجول جوزيه سانتوس السبعيني الذي تعلم في الاتحاد السوفيتي ففتح البلاد ووطد علاقاتها مع الصين ودول إفريقيا وأوروبا والبرازيل والدولة المستعمرة قديماً البرتغال ومع هذا لا تزال أنجولا متخلفة وفقيرة.
حتى انتخابات سبتمبر 2008 كان جوزيه رمزاً للتحرر والهوية الأنجولية ومع امتعاض المحاربين القدامى إلا أن وفرة النفط كانت تدفعه إلى الأمام، كان مميزاً ووطنياً وقائد حرب أصيل والمواطن الأنجولي البسيط كان يثق فيه وصوّت له في تلك الانتخابات بنسبة %81، بعد فوزه أصبحت قبضة جوزيه محكمة جداً فهو الآن يعين القضاة وهو رئيس الوزراء ورئيس القوات المسلحة وحزبه هو حزب الدولة وفرض دستوراً جديداً للبلاد عام 2010، ببساطة أنجولا أصبحت جوزيه وجوزيه هو أنجولا.
ما يحدث مع جوزيه يحدث طوال التاريخ، حدث مع إيفان الرهيب القيصر الروسي الذي بدأ عهده بطموحات مبالغ بها ثم حول الإمبراطورية إلى سجن طوال 40 سنة من حكمه، حدث مع هتلر حين استعاد في بداية حكمه الكرامة الألمانية وتقدم الاقتصاد الألماني وانتهى عهده بحرب مدمرة، حدث مع بشار الذي افتتح حكمه بربيع دمشق وانتهى بمجزرة حلب، ومع مبارك حتى عام 1998 ومع تيمور بن سعيد ومع عبدالحميد الثاني ومع آلاف الأمثلة عبر التاريخ، يحدث دائماً أن تتعطل التنمية في الدول التي يتمسك فيها الدكتاتور بكرسيه أكثر مما ينبغي.
نشرت هذه المادة في صحيفة الشرق المطبوعة العدد رقم (٢٨٣) صفحة (٢٤) بتاريخ (١٢-٠٩-٢٠١٢)