«أنونيموس» تعطّل إنترنت إسرائيل بـ 44 مليون هجمة

منوعات

“نحن الأنونيموس: إلى الكيان الصهيوني، لفترة طويلة جدا، ونحن نتسامح مع جرائمكم ضد الإنسانية، ونغفر خطاياكم دون عقاب، من خلال إعلامكم المخادع، وسياستكم المكارة، ضللتم الجميع بادعائكم الديمقراطية، ولكن في الواقع هذا أبعد ما يكون عن الحقيقة، هدفكم الوحيد هو تحسين حياة قلة مختارة، في حين تنتهكون بلا مبالاة حريات الآخرين.

شرد تعصبكم للصهيونية الملايين وقتل الكثير، وبينما أن العالم يصرخ، تضحكون بتخطيط هجومكم المقبل، ويتم كل هذا تحت ستار السلام، ولكن طالما نظامكم موجود فلن يتحقق السلام.

تنعتون كل من يعارض أفكاركم ويرفض الامتثال لكم بالإرهابيين وضد السامية، وجعلتم العالم يؤمن بالمحرقة اليهودية التي لا أصل لها، ابتدعتموها أنتم وأولياؤكم ما لها من قرار، أنتم لا تستحقون الوجود، وستواجهون غضبنا نحن الأنونيموس.

دولتكم تفتقد الشرعية، ولا تليق أن تمارس الحياة السياسة، لن نسمح لكم بانتهاك حرمة دولة ذات سيادة مشروعة، لا طالما عانت من مكركم، وستنتصر قريبا إن شاء الله.

تتلخص حملتنا ضدكم في ثلاثة أهداف، الخطوة الأولى تبدأ بعد إصدار هذه الرسالة، حيث سنقوم بإزالة الكيان الصهيوني إزالة ممنهجة من شبكة الإنترنت، والخطوة الثانية سنقوم بكشف خططكم المستقبلية، وجرائمكم ضد الإنسانية للعالم أجمع، أما الخطوة الثالثة والأخيرة فسنقدمها لكم كهدية منا نحن “الأنونيموس”.

هكذا كان نص الرسالة المصورة التي أصدرتها مجموعة أنونيموس صباح أمس عبر حسابها الرسمي على الشبكة الاجتماعية “يوتيوب”، وبداية أكبر اتفاق على شن هجمات ضد مواقع إلكترونية إسرائيلية رسمية، معلنين في الوقت نفسه عن توحد أقوى المخترقين من مختلف أنحاء العالم، في كيان واحد تضامناً مع الشعب الفلسطيني ومحو إسرائيل من على شبكة الإنترنت، إليكم مزيدا من التفاصيل في التقرير التالي:


صورة لأحد حسابات “أنونيموس” الرسمية في تويتر سمي باسم الهجمة OP_ISRAEL.

شنت مجموعة قراصنة الإنترنت الأشهر “أنونيموس” هجومها المعروف باسم ضد إسرائيل أو OpIsrael، احتجاجاً منهم على سوء معاملة الفلسطينيين، واعتباراً من صباح أمس تعذر الوصول إلى العشرات من المواقع الإسرائيلية على شبكة الإنترنت.

وذكرت وزارة المالية الإسرائيلية أن المواقع الحكومية قد تعرضت لما يقارب 44 مليونا من الهجمات الفريدة من نوعها، وأكثر من 700 هجمة متكررة من هجمات حجب الخدمة DDoS، التي استهدفت الأنظمة الحكومية رفيعة المستوى في إسرائيل، مثل وزارة الخارجية، ووزارة الدفاع، وبنك القدس، ومدونة جيش الدفاع الإسرائيلي، والموقع الرسمي للرئيس الإسرائيلي.

وقامت أنونيموس بنشر بيانات شخصية لبطاقات ائتمانية لأكثر من 5000 مسؤول إسرائيلي، بما في ذلك أسماؤهم وأرقام هوياتهم والعناوين الشخصية لبريدهم الإلكتروني، كما كشفت المجموعة عن بيانات لأكثر من 600 ألف مستخدم إسرائيلي.

وقالت صحيفة هآرتس العبرية، إن قرابة 19 ألف حساب فيسبوك لإسرائيليين، تم تسجيل اختراقه من قِبل قراصنة من حول العالم، يتبعون مجموعة مجهولة، مضيفة أن القراصنة هددوا بمحو خريطة إسرائيل من على شبكة الإنترنت، عبر شن هجمات واسعة النطاق، ضد عدد من الموقع الرسمية الإسرائيلية.

وأعلنت القناة العاشرة أمس سقوط عدد من مواقع عدة، منها وزارة الاستيعاب وموقع سوق الأوراق المالية وموقع المحاكم الإسرائيلية، كما تم اختراق بعض المواقع الشخصية الصغيرة.

وكتب على المواقع التي تم السيطرة عليها من قبل الهكرز شعارات دعت لتحرير فلسطين، فيما اعتبرت الصحافة الإسرائيلية هذا الهجوم أكبر عملية قرصنة معلوماتية على وجه التاريخ قام بها عدد من المجموعات المنتمية للأنونيموس العالمي، وذلك بعد تهديدات كانت قد أصدرتها مجموعة قراصنة من جنوب إفريقيا باختراق العديد من المواقع الإسرائيلية وتسببت في خسائر فادحة، كما أكدوا أيضا على نيتهم “بمحو إسرائيل عن عالم الإنترنت”.

وأكد مدير خدمات وأجهزة “أون لاين” التابعة للحكومة الإسرائيلية أوفير بن آفي أن العملية هي الأكبر، وتشن ضد دولة معينة ونتائجها ستكون ضخمة، على حد قوله.

وعلى الفور استخدمت إسرائيل قراصنة للرد دون جدوى، وإن كان قراصنة إسرائيل قد أسقطوا عدة مواقع إخبارية باكستانية ومواقع إسلامية أخرى، كما اعترف روني بكار مسؤول إسرائيلي عن عالم السايبري بالقول إنه “لا حول ولا قوة لإسرائيل” سوى أن تجلس وتشاهد الحرب الدائرة بين القراصنة، يشار إلى أن إسرائيل تتكتم حتى الآن على خسائرها من جراء هذا الهجوم رغم اعترافها أن الأمر نشر القلق والذعر والفوضى، لا سيما المؤشرات الأمنية والعسكرية والمصرفية.

في المقابل أوضح القراصنة القائمون على العملية عبر حسابهم الرسمي على موقع “تويتر” استمرار هجومهم الإلكتروني ضد المواقع الإسرائيلية وبعض الحسابات لناشطين داعمين للسياسة الإسرائيلية تجاه الشعب الفلسطيني، حيث يأملون أن يصل أصوات الفلسطينيين إلى العالم عبر تلك الهجمات.

ووضع القراصنة رسائل مختلفة داعمة للأسرى الفلسطينيين والقضية الفلسطينية، وأخرى منددة بالسياسة الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين على المواقع المخترقة، إلا أن أغلب تلك المواقع أغلقت تماما، وذلك لحين التعامل مع الاختراق وإعادتها مرة أخرى.

ذكر أن بعض التقارير الإخبارية رصدت هجمات إلكترونية انتقامية نفذها قراصنة إسرائيليون استهدفوا مواقع باكستانية وفلسطينية، إلا أن هجمات قراصنة “أنونيموس” تبقى ذات الأثر الأكبر خاصة بعد توقف نحو 14 موقعا إلكترونيا تديرها الحكومة الإسرائيلية تماماً عن العمل.

ويقع هذا الهجوم الإلكتروني الهائل على إسرائيل في يوم ذكرى الهولوكوست “ذكرى المحرقة”، التي اتهمت الحكومة الإسرائيلية جماعة أنونيموس بأنها أساءت في معاملة المواطنين الإسرائيليين وانتهاكها للمعاهدات المبرمة معها مسبقاً، مما هددت الحكومة بقطع الإنترنت في غزة، متجاهلة “التحذيرات المتكررة” حول انتهاكات حقوق الإنسان.

المصدر: الإقتصادية