كاتب إماراتي
و«الصبح إذا تنفس».
لظرف معين أو بسبب حالة نفسية معينة قد يطوف أحدنا «قيلولة» الظهر يوماً، فينام باكراً فيصحو بعد الفجر «خايس من الرقاد»، ولا يجد في نفسه قدرة على العودة إلى النوم بعد الصلاة، ربما ذات يوم يقرر أن يذهب إلى الدوام بعد الفجر مباشرة نوعاً من التغيير، والتغيير دوماً مفيد!
ما أجمل شوارع مدننا عندما تكون فارغة، لا يمكن تخيل كم وعدد الزوايا التي يمكن منها التقاط صور رائعة، كل شيء منظم وجميل، ولكن للأسف بعد نصف ساعة لن يبقى لدى أي مارٍ بهذه الشوارع ترف النظر لها بهذه الطريقة.
من ألطف الأمور التي شاهدتها أن حديقة دوامنا فيها مجموعة من الدجاج وديك واحد، بالطبع مشهد جميل وظريف، خصوصاً مع عقدة الرجل الشرقي الشهيرة، وحسده الدائم للديك صاحب الـ«أكثر من دجاجة»، سألت حارس الدائرة ففاجأني: يا باشا الديك ده موجود من أيام ما ناصر خميس كان ماسك النص! فعلاً كم من جمال نمر به في ما يعرف بالحياة السريعة «واحنا مش واخدين بالنا»!
النخيل الذي يحيط بالدائرة بدوره مثمر، والرطب أصبح تمراً، هي فرصة لأسرق شيئاً آخر من الدائرة غير الجرائد، ولكن لم أنتبه إلى هذه الصورة من قبل!
للمرة الأولى أجد موقفاً «عند الباب»، من دون الحاجة إلى تسلل السيارة بتلك السرعة الخفيضة بين سيارات الزملاء، خوفاً من شحف هذه أو تلك، وبالطبع فحين تشحف سيارة معينة تكتشف أنها لمدير الشؤون الإدارية!
انظر فجراً إلى مدننا من الأعلى سترى فيها روعة لم تعرفها من قبل، صوت ذلك الآسيوي الذي ينظف المكتب صباحاً شجي وجميل فعلاً، طعم آخر في كل شيء، والأغرب أنك تنهي عمل أسبوع كامل، خلال ساعتين تسبقان حضور الجميع!
سياسة الدوام المرن، ربما كانت أحد أفضل ثلاثة قرارات إدارية بخصوص العمل الحكومي غير المرتبط بالجمهور، خلال الأعوام الخمسة الماضية، تطويرها وتوسيع ساعاتها سيسهم في الحفاظ على الكثير.
المصدر: الإمارات اليوم