مازن العليوي
مازن العليوي
كاتب سوري في صحيفة الرؤية الإماراتية، ويعمل حاليا في مجال إعداد البرامج الحوارية الفضائية ، رئيس قسمي الثقافة والرأي في صحيفة "الوطن" السعودية اعتبارا من عام 2001 ولغاية 2010 ، عضو اتحاد الكتاب العرب (جمعية الشعر)، واتحاد الصحفيين العرب، بكالوريوس في الهندسة الكهربائية والإلكترونية، وبكالوريوس في اللغة العربية وآدابها، لديه 3 مجموعات شعرية مطبوعة

أن تنتمي

آراء

ـ 1

المكان هو أنت .. وأنت هو المكان، تتقاربان إن باعدكما الزمان .. لا يفصلك عنه شيء، هو الذاكرة والأحبة، وهو الجموح والطموح والجنون، هو الكل يحتوي ما بين ضفتيه الأجزاء .. يسقيها فتنمو، يعانقها فتهيم، ولا يتوقف الهوى.

ـ 2

أن تكون جزءاً من مجموع فأنت تنتمي، وأن تكون جزءاً من أسرة فأنت تنتمي .. وأن تكون جزءاً من وطن فأنت تنتمي، وهو انتماء أكبر يتجذر فيك حتى تغدوان واحداً، يسري فيكما نسغ يستمد ديمومته من حالة عشق تتماهى فيك وتعطيك الوهج الذي تحب.

ـ 3

أن تنتمي، فأنت تتنفس هواء تحب، وترى مشهداً تحب، وتغني كما يغني المكان .. تعشق أمسه ويومه، وتثملك صورُ تنوعه وتباين شخوصه، لكنهم جميعاً يلتقون في نقطة واحدة لا يحيدون عنها، تتمركز في مكان ينتمون إليه، تتمركز في وطن لا يفارق القلوب ولا يغادر الأمنيات.

ـ 4

أن تنتمي، فالعقل ينتمي أيضاً، يشد العاطفة والنبض معه ليحط الركب في مساحات كم تلوعتَ بها، فباتت تعرّش في أعماقك.

ـ 5

أن تنتمي، فخلاياك تسبقك إلى حيث انتمائك، وأنهار شوقك لا تهدأ وهي تتدفق لتصبح رافداً يصب في بحر المكان.

ـ 6

أن تنتمي، فأنت تسهم في صناعة غد يحلم به الجميع، يرتحلون بخيالاتهم إليه فيرسمون أجمل حكايات يمكن لها أن تكون، يبنون ويزركشون بأهدابهم ما سوف يأتي من أيام، ويبحرون في رؤى ما كان لها أن ترد إلى البال لولا صدق الانتماء.

ـ 7

تستطيع أن تنتمي إن بعدت وإن قربت .. والوطن لا يعدله شيء، إن نهض نهضت، وإن جار عليه الزمن تألمت، هو انتماؤك الأكبر، وفيه قد تكتشف غربتك أكثر .. فالتصق به كي لا تغترب عنه وأنت فيه، فثمة أوطان تعاني ويعاني أهلها الأمرين.

يقول أبوحيان التوحيدي: «وأغرب الغُرَباء من صار غريباً في وطنه، وأبعد البُعداء من كان بعيداً في محل قربه».

المصدر: صحيفة الرؤية