تصدرت تخصصات الطب والهندسة وإدارة الأعمال والاقتصاد والطيران وعلوم الفضاء والإعلام، رغبات الطلبة الأوائل على الثانوية العامة، بفرعيها الأدبي والعلمي، في ما أرجع الطلاب الحاصلون على المراكز الأولى سر تفوقهم إلى تنظيم أوقاتهم، ودعم أسرهم، مشيرين إلى ابتعادهم عن الدروس الخصوصية، واعتمادهم على شرح المعلمين في المدارس. ولفتوا إلى أن النظام التعليمي الإماراتي يتسم بالكفاءة، وتتوافر فيه الإمكانات التقنية والبشرية، التي تؤهل الطلبة للنجاح والتفوق.
وقالت الطالبات الحاصلات على المراكز الأولى إن مكالمة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، لتهنئتهن بتفوقهن، كانت المكالمة الأغلى والأهم في حياتهن، وأنها حافز ودافع لتقديم مزيد من التميز والتفوق لخدمة الدولة ورد الجميل لها.
وتفصيلاً، قالت الطالبة الأولى على مستوى الدولة (قسم الأدبي)، إسراء أحمد أبوالحسين إسماعيل (مصرية الجنسية)، إن مكالمة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، لها هي أكبر دافع إلى استمرار تفوقها الدراسي، وستظل علامة فارقة في حياتها، مشيرة إلى رغبتها في دراسة الاقتصاد والعلوم السياسية في مصر أو الإعلام.
من جهتها، اعتبرت الطالبة الأولى على المواطنين (علمي)، بمعدل 99.2%، رزان سليمان الكعبي، أن مكالمة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، حافز وداعم لها لبذل المزيد من الجهد لخدمة ورفعة الدولة، وأرجعت الفضل في تفوقها وتميزها، بعد الله، إلى والديها، ومدرستها، معتبرة أن كونها إماراتية فهذا يشكل دافعاً كافياً للبحث عن التفوق والتميز.
وأفادت رزان بأنها قررت الالتحاق بتخصص الطيران وعلوم الفضاء، لخدمة وطنها في هذا المجال، الذي يمثل المستقبل، بهدف الوصول باسم الدولة إلى أعلى المراتب.
وأكدت الطالبة الحاصلة على المركز الأول على طلبة القسم العلمي على مستوى الدولة، هاجر أحمد القطيفان، بنسبة 99.9% أنها لم تتلق دروساً خصوصية مطلقاً، وأنها تنوي دراسة الطب في جامعة الإمارات العربية المتحدة، وتتمنى أن تتخصص في أمراض الأورام السرطانية، نظراً لمعاناتها الشخصية مع هذا المرض، بسبب إصابة والدتها بسرطان الثدي.
من جانبها، لم تحدد أروى نبيل، الحاصلة على المركز الثاني على مستوى الدولة في القسم الأدبي، تخصصها الدراسي الذي تنوي الالتحاق به، مشيرة إلى أنها تفاضل حالياً بين الالتحاق بجامعة زايد ودراسة تخصص التنمية المستدامة، أو الالتحاق بجامعة الإمارات، والاختيار بين الإدارة والاقتصاد.
ولفتت إلى عدم اعتمادها على الدروس الخصوصية طوال مشوارها الدراسي، وأن المعلمين كانوا عوناً وسنداً لها دائماً.
فيما أكدت الطالبة الشيماء عبدالغني حسنين محمد همام (مصرية الجنسية)، الحاصلة على المركز الثاني على الأوائل على مستوى الدولة بنسبة 99.8%، أن نجاحها بتفوق كان ثمرة اجتهادها وإصرارها على التفوق، وذلك بتشجيع من عائلتها، مشيرة إلى أنها تتمنى مواصلة دراستها داخل الدولة من خلال المنح الدراسية المقدمة للمتفوقين، حيث تطمح لدراسة الطب البشري في جامعة الشارقة، التي تعد من الجامعات المرموقة في العالم.
وقالت الطالبة في مدرسة الطويين للتعليم الأساسي والثانوي للبنات، وفاء اليماحي، الحاصلة على المركز الرابع على مستوى الدولة (أدبي) بمعدل 99%: «كنت أرفع يديّ أدعو الله أن أكون من الأوائل في وقت الأذان، ولم تمض دقائق حتى استقبلت اتصال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، يخبرني بأنني من أوائل الدولة».
وأشارت الطالبة نور غازي المقضي، الحاصلة على المركز الخامس على مستوى الدولة (علمي)، إلى عدم حصولها طوال سنوات دراستها على دروس خصوصية، واعتمدها على معلمي المدرسة، ومراجعة دروسها في المنزل، لافتة إلى رغبتها في دراسة الهندسة النووية، وتأمل الحصول على منحة للدراسة في إحدى جامعات الدولة.
وقالت ديمة ناصر، الحاصلة على المرتبة الخامسة على مستوى الدولة (أدبي)، إنها تستهدف دراسة إدارة الأعمال في إحدى الجامعات، وتأمل مواصلة التفوق في الدراسة الجامعية، مشيدة بالنظام التعليمي المتميز بدولة الإمارات.
فيما أكد الطالب محمود محمد عبدالهادي، الحاصل على المركز السادس مكرر على مستوى الدولة (علمي) بمعدل 99.6%، أنه لم يحصل على دروس خصوصية، مشيراً إلى رغبته في دراسة الطب في مصر.
وقالت مروى إسماعيل، من مدرسة الشعلة الخاصة بالشارقة، الحاصلة على المركز السادس على مستوى الدولة (أدبي) بنسبة 98.9%، إن اجتهاد الطالب طوال العام الدراسي هو وصفة التفوق، إذ يجنب أزمة الظروف الطارئة ليلة الامتحان، كما أن الامتحانات التي طبقتها إدارة المدرسة طوال العام، أجبرت الطلبة على مذاكرة واسترجاع الدروس بشكل مستمر، مشيرة إلى أن والديها هيأا لها البيئة المناسبة للمذاكرة في المنزل، من خلال توفير أجواء هادئة، بعيداً عن الازعاج والتوتر.
وأوضحت أنها تتطلع لدراسة تخصص الإعلام في جامعة القاهرة، لاقتناعها بأنه يناسب إمكاناتها وقدراتها، فضلاً عن أن والديها أتاحا لها مجال الاختيار الذي ترغب فيه.
وأكدت الطالبة السابعة على القسم العلمي (مواطنين)، مريم عمر عبدالرحمن، إن تنظيم الوقت، والتركيز، ومراجعة الدروس أولاً بأول منذ اليوم الأول للدراسة، ساعدها على تحقيق المرتبة السابعة على مستوى الدولة، وتسعى إلى دراسة إدارة الأعمال في إحدى الجامعات الحكومية، مشيرة إلى أن تشجيع أسرتها، والتزامها في الصفوف، واتباعها تعليمات المعلمين، كانت من العوامل التي ساعدتها على التفوق والتميز.
وقالت الطالبة خلود أحمد الشحي، الحاصلة على المركز الثامن (أدبي) على مستوى الدولة بنسبة 98.8%، إنها كانت تتوقع أن تحصل على المرتبة الأولى على إمارة رأس الخيمة، وعلى قائمة الـ10 الأول على مستوى الدولة، موضحة أنها كانت تدرس أكثر من سبع ساعات يومياً، وتوزع وقتها لمراجعة جميع المناهج الدراسية. وتابعت «منذ بداية الامتحانات كنت أدرس سبع ساعات يومياً، وأقوم بعد صلاة الفجر بمراجعة دروسي قبل الذهاب إلى قاعة الامتحانات».
إلى ذلك، ذكر الطالب يوسف إبراهيم، الحاصل على المركز التاسع مكرر (علمي)، أنه استعان بالدروس الخصوصية في معظم المواد الدراسية، باستثناء مادتي اللغة الإنجليزية والدين، لافتاً إلى أنه يعتبر الدروس الخصوصية نوعاً من المذاكرة والدعم الأكاديمي، وذلك إلى جانب المدرسة التي توفر له وجميع الطلبة كل عوامل النجاح والتفوق.
وأضاف أنه يرغب في دراسة الطب في جمهورية مصر العربية ليكون إلى جانب أشقائه الثلاثة.
ووجهت أمل سالم اليماحي، الحاصلة على المركز الـ10 في القسم الأدبي، بنسبة 98.7% الشكر إلى معلماتها في مدرسة الطويين للتعليم الأساسي والثانوي للبنات، اللواتي ساندنها خلال مسيرتها العلمية، ولم يبخلن في شرح أي معلومة لها، وكذلك مديرة المدرسة التي كانت تحفز الطالبات على التفوق من خلال تكريمها المستمر لهن على التفوق والحصول على درجات عالية.
وأشارت إلى أنها كانت ملتزمة بحضور جميع الحصص، والمراجعة المستمرة لجميع الدروس، فضلاً عن تحضيرها للدروس طوال العام حتى لا تتراكم عليها.
ولفتت إلى أنها سعيدة جداً لأنها هي وصديقتها وفاء اليماحي نالتا الطموح الذي سعتا إلى تحقيقه طوال العام الدراسي.
فيما قالت أسماء الكمالي، الحاصلة على المركز الـ10 (أدبي مواطنين) بمعدل 98.4% إن الاهتمام الذي نحصل عليه كطلبة من قيادتنا له الأثر الأكبر في رحلة تفوقنا وقدرتنا على تجاوز المصاعب من أجل الوصول إلى أعلى المراتب العلمية وخدمة هذا البلد المعطاء.
وأضافت: «وضعت مخططاً كاملاً لرحلة التفوق منذ بداية العام الدراسي، بمساعدة أبي وأمي اللذين وفرا لي الأجواء المناسبة حتى أحصل على ما حصلته عليه اليوم»، مشيرة إلى أنها ترغب في دراسة الديكور.
الفتيات يتفوقن على الذكور
أظهرت قوائم الطلبة الأوائل على الثانوية العامة، استمرار تفوق الإناث على الذكور، حيث حققن 18 مركزاً على مستوى العلمي والأدبي، مقابل سبعة مراكز للذكور.
وأكد معلمون أن تفوق البنات على البنين في التعليم ظاهرة إقليمية وعالمية، وليست محلية فقط، مشيرين إلى أن الفتيات دائماً طموحات ومجتهدات ومثابرات ومتفتحات الأذهان، ويبدين رغـبة أكيدة في الدراسة، على عكس الطلبة الذكور الذين يميل معظمهم إلى الانشغال بأكثر من شيء مع الدراسة.
وقالت معلمات علم النفس، صالحة يوسف، ونجوى عبدالحكيم، ومنار عثمان، إن الفتيات دائماً متفوقات، وذلك يعود إلى عدم انشغالهن بأشياء أخرى إلى جانب دراستهن مثل الطلاب، كما أنهن أقل عرضة لتشتت التركيز، إضافة إلى أن الطلبة الذكور يتعلمون أكثر بالنظر، بينما الطالبات أكثر قدرة على التعلم الشفهي والمكتوب.
وأشرن إلى أن انضباط الإناث أكثر من الذكور، كما أنهن أكثر إصغاء إلى الشرح في الصف الدراسي، فضلاً عن أن لديهن مهارات تنظيم الوقت، وضبط النفس، والانضباط الذاتي، ما يسهم في تفوقهن وتقدمهن على الذكور.
المصدر: الإمارات اليوم