مؤسسة ومدير ة دار ورق للنشر في دبي وكاتبة عمود صحفي يومي بجريدة البيان
أصبح اسم الملاكمة الجزائرية إيمان خليف مثيراً للجدل على منصات التواصل الاجتماعي، وفي أروقة عالم الرياضة الأيام الماضية، بعد فوزها على الملاكمة الإيطالية، إثر لكمة قوية وجهتها لها لم تحتمل الاستمرار بعدها في المباراة، فانسحبت منها باكية بعد مرور 46 ثانية فقط!
الضجة التي أثارتها الملاكمة الإيطالية ضد زميلتها تتلخص في تأكيدها أن اللكمة ليست لكمة امرأة، لذلك فهي تطالب بالعدالة! حيث لا يحق للملاكمة الجزائرية من وجهة نظر الإعلام الغربي المشاركة في مباريات النساء، لأنها في الأصل رجل متحول جنسياً، جاء هذا الاتهام الذي لا أساس له من الصحة بناء على القدرات الجسدية الخارجية للاعبة، والذي نفته اللجان الرياضية الرسمية في أولمبياد باريس، موضحة أن الأمر يعود لزيادة في إفراز هرمون التستوستيرون لدى اللاعبة!
الغرب الذي منذ عدة سنوات يفرض علينا أجندته المتعلقة بالشذوذ الجنسي، وحرية التحول الجندري وحقوق المتحولين، التي أولها الزواج والعمل والحقوق السياسية، يمارس تنمره البشع على اللاعبة، مرتكزاً على ادعاءات لا أساس لها من الصحة، ساخراً من الطبيعة الجنسية للاعبة، بينما هو أول من يدعي رفضه لذلك، لا لشيء إلا لأن إيمان عربية، وقد حققت انتصاراً كاسحاً على نظيرتها الأوروبية!
يثبت الغرب وبشكل واضح، وعلى مستوياته السياسية والرياضية والإعلامية أنه يتراجع عن أصالة أفكاره، التي يأتي على رأسها العدالة واحترام الاختلاف وموضوعية الأحكام، ومنهجية التفكير، كما أنه لا يمانع أن يبدو متناقضاً حيال قيمه الإنسانية الكبرى، التي فجرها فيما يخص الحقوق الإنسانية والحريات والمساواة والأخوة.
إنه لمن الغريب أن يقوم رجل في مكانة إيلون ماسك بإعادة نشر تغريدة، تحمل معلومات كاذبة لا أساس لها من الصحة، تتلخص في تأكيده على أن اللاعبة ليست امرأة! لأن البطلة الجزائرية امرأة، وبتأكيد من اللجنة الاتحادية الدولية للملاكمة، لكنه تناقض الأحكام والكيل بمكيالين حين يتعلق الأمر بالعالم العربي، وأحسن مثال على ذلك تغاضيهم عن العداءة الأمريكية نيكي هيلتز في منافسة 1500 متر، وهي متحول جنسي حقيقي، وتشارك في مسابقات النساء منذ بدايتها، لكن لا أحد تطرق إليها بكلمة واحدة!
المصدر: البيان