إذا بدأت تيأس من أميركا فقم بزيارة دبي

أخبار

إذا بدأت تيأس من أميركا، فقم بزيارة دبي، إذا كنت تخشى أن أفضل أيام أمتنا قد ولت دون رجعة، فقم بزيارة دبي.

إذا كنت تعتقد أن بيروقراطيين غير أكفاء، ورأسماليين مزيفين، ومنظمين مسعورين سيضربون روح المبادرة الأميركية، فقم بزيارة دبي.

إذا كنت تقلق من أن ديترويت تمثل مستقبلنا، وأن “المساواة” سوف تتفوق على التميز، وأن إعادة التوزيع الديمقراطي قد دخلت دوامة الموت، فقم بزيارة دبي.

قم بزيارة دبي، لتقتنع ببناء مدينة حديثة مزدهرة، كانت عبارة عن صحراء قبل 25 عاماً، فمن المؤكد أنه بإمكان أميركا استعادة جزء كبير مما فقدت.

صحيح أن الإمارات العربية المتحدة، التي أنشئت عام 1971، لم تكن مضطرة للتعامل مع ملايين المواطنين الذين يحتاجون للإعانات أو مواجهة تسونامي من الموظفين الذين سيحالون على التقاعد ويطالبون بأكثر، ولم تكدس 14 تريليون دولار من ديون حكومية وتريليونات أكثر من الالتزامات غير الممولة.

عندما بدأت دبي رحلتها نحو الحداثة، لم تكن تتوفر على موارد أميركا اليوم باستثناء عائدات نفط قليلة ومتواضعة ومصهر للألمنيوم ، لم تكن تتوفر على موارد بشرية مهمة أو تاريخ في روح المبادرة أو قدرة تكنولوجية أو جامعات ذات مستوى عالمي أو موارد طبيعية وافرة أو أراضٍ زراعية غنية أو بنية تحتية للنقل الحديث، كما أنها لم تكن تتوفر على الموارد المائية.

كل ما كانت تتوفر عليه قيادة حكيمة تتملكها رغبة جارفة في تجنب مصير جيرانها .

المبادئ الأساسية للنمو الاقتصادي لا تشكل لغزاً، لقد تمت ملاحظتها وتنفيذها مراراً وتكراراً في فينيقيا والبندقية وهولندا وإنجلترا وأميركا وهونغ كونغ وسنغافورة، وعدد متزايد من الدول النامية، فشلت البدائل الاشتراكية في كل مرة تمت محاولتها، بغض النظر عما يقوله الأكاديميون اليساريون.

وصفة

وصفة النجاح ليست معقدة: سيادة القانون، والتجارة الحرة، والضرائب المنخفضة، وقوانين مناسبة لرجال الأعمال، وحرية تنقل الأشخاص ورؤوس الأموال، وعدم التسامح مع الفساد، والسلامة البدنية، وأمن الممتلكات، من خلال خلق بيئة من الحرية الاقتصادية، يعززها الاستثمار الانتقائي في البنيات التحتية – ميناء رائع في حالة دبي – ورأسمال ومواهب قادمة من كل أصقاع العالم.

قصص نجاح

كان من دواعي سروري مقابلة شخصيتين شاركتا في صعود دبي هذا الأسبوع لبرنامج RealClear Radio Hour – مهني في قطاع التمويل، الذي التقى خلال مسيرته بأفضل وألمع مواهب دبي، ومهندس تحول لرجل أعمال، أطلق مشروع مستودع لوجستي ناجح.

الأول جاء إلى دبي فلسطيني شاب، بينما الثاني لبناني. قصصهما الشخصية تتقاطع تقريباً، لترسم قصة نجاح دبي من رقعة صحراوية قاحلة إلى رقعة من ناطحات السحاب الأكثر إذهالاً في العالم.

لا يجادل احد أن دبي تتمتع بحرية اقتصادية أكثر من الولايات المتحدة هذا صحيح، رغم أنها لم تمنع ملايين الوافدين من جميع الطبقات الاجتماعية من التدفق إليها .

ويمكن لأي شخص في أي وقت أن يبدأ عملاً تجارياً بشكل أكثر سهولة من أي مكان آخر.. الأمثلة في كل مكان، ذهبت إلى صالون حلاقة، حيث حصلت على تقليم أظافر من طرف عامل سريلانكي شاب، حكى لي بإنجليزية مثالية، كيف جاء إلى دبي قبل 12 عاماً دون أي فلس، ويمتلك اليوم أربعة محال لتصفيف الشعر: “الحياة أسهل بكثير هنا”. لفتح محل حلاقة، كل ما ينبغي التوفر عليه هو مقص.

استطاع الزواج وتكوين أسرة وجمع مدخرات شخصية كبيرة، لأنه لا يدفع ضرائب. يمكن أن نتعلم أكثر من دبي، أو بشكل أكثر دقة، إعادة تعلم هذا النوع من الحريات الاقتصادية الذي مكن جحافل من الوافدين الذين يعملون بجد من تحويل “برية” واسعة إلى أعظم أمة في العالم.

المصدر: بقلم: بيل فريزا ـ مجلة فوربس – نيويورك