أدى أكثر من 40 ألف فلسطيني أمس صلاة الجمعة في المسجد الأقصى المبارك بالقدس الشرقية المحتلة بعدما كفت قوات الاحتلال الإسرائيلي للأسبوع الثاني على التوالي عن منع الشبان من دخول الحرم القدسي الشريف.
وقال مدير المسجد الأقصى الشيخ عمر الكسواني اليوم الجمعة، إن ما لا يقل عن 40 ألف مصل معظمهم من أهالي القدس والأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1948 توافدوا منذ ساعات الصباح الباكر تحت مراقبة مئات رجال الشرطة الاسرائيلية إلى الحرم القدسي وتمكنوا من أداء صلاة الجمعة في رحابه، حيث صلى الرجال في المسجد الأقصى وصلت النساء في مسجد قبة الصخرة المشرفة.
وقد أعلنت المتحدثة باسم الشرطة الإسرائيلية باللغة العربية لبى السمري مساء أمس الأول انه تم السماح للشبان الفلسطينيين بأداء الصلاة يوم الجمعة في الحرم القدسي للأسبوع الثاني على التوالي بموجب اتفاق العاهل الأُردني الملك عبدالله الثاني والرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الخارجية الأميركي جون كيري في عمان مؤخراً على عدم تغيير الأمر الواقع في مقدسات القدس. وقالت، في بيان أصدرته في القدس المحتلة «لن تفرض قيود على دخول المصلي، لكن الوضع قد يعاد النظر فيه إذا اقتضت الضرورة ذلك».
ميدانياً، أصيب عشرات الفلسطينيين بجروح وحالات اختناق خلال مواجهات متفرقة مع قوات الاحتلال في الضفة الغربية المحتلة.
وذكر شهود عيان أن مواجهات عنيفة اندلعت عند الحاجز العسكري الإسرائيلي في قلنديا بين القدس ورام الله والقدس، حيث أطلق جنود الاحتلال قنابل الغاز المسيل للدموع بكثافة على الشبان الفلسطينيين، ما أدى إلى وقوع حالات اختناق.
وقالت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا) إن قوات الاحتلال الاسرائيلي أطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع مسيرة من مسجد «وصايا الرسول» في جنوب الخليل، تضامناً مع المسجد الأقصى، ما أسفر عن إصابة عشرات من المتظاهرين بحالات اختناق. وأضافت أن المواجهات احتدمت عندما حاول عدد متظاهرون الوصول إلى حاجز ‹أبو الريش› العسكري الإسرائيلي الفاصل بين المنطقة الجنوبية والحرم الإبراهيمي الشريف وسط المدينة، حيث هاجمتهم قوات الاحتلال بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط وأصابت عدداً منهم بجروح.
وذكرت مصادر أمنية فلسطينية أن مواجهات عنيفة اندلعت بين الأهالي وقوات إسرائيلية على المدخل الغربي لبلدة سلواد شرق رام الله، حيث أصيب مدنيون بحالات اختناق جراء إطلاق جنود الاحتلال الرصاص المعدني المغلف بالمطاط وقنابل الغاز المسيل للدموع على الأهالي الذين تصدوا لهم. وأضافت أن جنود الاحتلال اعتقلوا الشابين عبد الرحمن صالح عطشة حامد (21 عاماً)، وحسين أنور حامد (35 عاماً) بعد توقيف مركبتهم على مدخل البلدة.
وقد طالب عباس أطراف اللجنة الرباعية الدولية للسلام في الشرق الأوسط بالتدخل وقف تصعيد اعتداءات إسرائيل على الفلسطينيين ومقدساتهم.
وقالت الرئاسة الفلسطينية في بيان أصدرته في رام الله مساء أمس الأول، إن عباس بعث رسائل متطابقة إلى أمين عام للأمم المتحدة بان كي مون، وجون كيري، ووزير خارجية روسيا سيرجي لافروف، والمفوضة العليا للسياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي فيدريكا موجيريني، ومبعوث اللجنة توني بلير، وتضمنت تقريراً مفصلاً عن الاعتداءات الإسرائيلية، بما فيها الممارسات العدوانية لمجموعات من المستوطنين اليهود، على الشعب الفلسطيني، خاصة استهداف المسجد الأقصى المبارك، وهدم البيوت، والنشاطات الاستيطانية والاغتيالات والاقتحامات والاعتقالات ومصادرة الأراضي.
وأضافت أن أنه طالب اللجنة بالتدخل الفوري لوقف تبلك الاعتداءات وأكد أن «دولة فلسطين» تبذل جهودا كبيرة في مجال التهدئة، إلا أن استمرار الاعتداءات الإسرائيلية سوف يؤدي إلى تصعيد دوامة العنف والفوضى والتطرف واستباحة الدماء، محملاً الحكومة الإسرائيلية نتائج وتبعات ذلك.
ودعا عباس أيضاً المجتمع الدولي إلى «بذل كل جهد ممكن لإلزام الحكومة الإسرائيلية بوقف الممارسات التصعيدية والاعتداءات كافة، ودعم المسعى الفلسطيني لانضمام دولة فلسطين إلى المؤسسات والمواثيق والمعاهدات الدولية ودعم مشروع القرار العربي في مجلس الأمن الدولي الذي يطالب بتحديد سقف زمني، لإنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطين المستقلة بعاصمتها القدس الشريف على حدود الرابع من يونيو عام 1967».
المصدر: عبدالرحيم الريماوي – الاتحاد، وكالات (رام الله)