واصل الجيش الإسرائيلي قصف مناطق عدة في قطاع غزة، أمس الأربعاء، مع استمرار القتال في الشمال خصوصاً، فيما فرّ آلاف الفلسطينيين من الجنوب إثر أمر بالإخلاء يثير مخاوف من عملية جديدة واسعة النطاق في المنطقة تعمّق الأزمة الإنسانية الحادة، وبينما أكدت منظمة أممية أن القوات الإسرائيلية تستهدف المناطق التي أعلنت أنها آمنة، حذرت مؤسسة حقوقية من أن خروج مستشفى غزة الأوروبي عن الخدمة يعمق الكارثة الصحية، في وقت حذرت منظمات دولية من انتشار أمراض جلدية خطِرة بين الأطفال في قطاع غزة.
فيما دخلت الحرب الإسرائيلية على غزة، أمس الأربعاء، يومها ال271، وسع الجيش الإسرائيلي هجماته الجوية والبرية والبحرية على مناطق متفرقة بالقطاع، في وقت تواصلت المعارك والاشتباكات في حي الشجاعية ومدنية رفح. وأعلنت فصائل المقاومة الفلسطينية استهداف آليات وتجمعات جنود من الجيش الإسرائيلي في عدة محاور، وسط احتدام المعارك في الشجاعية، واستمرار الاشتباكات العنيفة في رفح.
وارتكب الجيش الإسرائيلي، مجزرة في حي الشيخ رضوان في مدينة غزة، حيث قصفت الطائرات الحربية منزلاً سكنياً، ما أدى إلى مقتل 5 فلسطينيين بينهم 3 أطفال، في وقت استهدفت المدفعية الإسرائيلية شمال مخيم النصيرات، وصعدت من عملية نسف المنازل في القطاع. وواصل الجيش الإسرائيلي استهداف المدنيين والمناطق المأهولة، حيث قتل الدكتور حسن حمدان استشاري ورئيس قسم الحروق والتجميل في مجمع ناصر الطبي، برفقة جميع أفراد أسرته جراء قصف على منزل في دير البلح.
كما ارتكب الجيش 3 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة وصل منها للمستشفيات 28 قتيلاً و 125 مصاباً في الساعات الماضية. وارتفعت حصيلة الضحايا إلى 37953 قتيلاً و 87266 مصاباً منذ السابع من أكتوبر الماضي.
من جهة أخرى، قال مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية، إن القوات الإسرائيلية استهدفت المناطق التي أعلنت أنها آمنة وأجبرت الموجودين فيها على الفرار. وأكدت منظمة الصحة العالمية وجود 96,417 إصابة بالجرب والقمل في قطاع غزة منذ بداية الحرب في السابع من أكتوبر، و9274 حالة جدري ماء، و60,130 حالة طفح جلدي، و10,038 حالة قوباء. وينتشر الجرب وجدري الماء واليرقان بشكل خاص، بحسب الدكتور الصيدلاني سامي حميد الذي يدير وحدة صحية مؤقتة أسسها مع مجموعة متطوعين من الكادر الطبي الفلسطيني بجهد شخصي في مخيم النخيل للنازحين في مدينة دير البلح بعد خروج العديد من العيادات الطبية عن الخدمة.
ويقول المنسّق الطبي لمنظمة «أطباء بلا حدود» في غزة محمد أبو مغيصيب: «الطقس الحار يزيد من العرق وتراكم الأوساخ التي تسبّب الطفح الجلدي والحساسية، والتي إذا تمّ خدشها تؤدي إلى الالتهابات». ويؤكد «أن منظمة أطباء بلا حدود تخشى ظهور أمراض جلدية أخرى مثل داء الليشمانيات الذي يمكن أن يكون قاتلاً في أشدّ أشكاله فتكاً، موضحاً أن أطفال قطاع غزة هم بالفعل أكثر عرضة للإصابة بالأمراض، وأجهزتهم المناعية معرّضة للخطر بسبب سوء التغذية.
في غضون ذلك، أكدت مؤسسة الضمير لحقوق الإنسان في غزة، أن خروج مستشفى غزة الأوروبي عن الخدمة سيؤدي إلى فقدان الأمل لدى المرضى والجرحى في قطاع غزة من تلقيهم للعلاج كون أن المستشفى يعد المستشفى الأكبر في تقديم الخدمة في الوقت الحالي، وعليه تطالب المؤسسة المقررة الخاصة المعنية بالصحة تلالنغ موفوكنغ، بضرورة الضغط على السلطات الإسرائيلية لوقف حربها وجريمة الإبادة الجماعية واستهدافها للمستشفيات بشكل مباشر، داعية المجتمع الدولي ومنظمة الصحة العالمية إلى التدخل وإعادة تشغيل المستشفيات التي خرجت عن الخدمة وتزويد قطاع غزة بالمعدات والمستلزمات الدوائية و الوقود للمستشفيات في جميع أنحاء القطاع. (وكالات)
المصدر: الخليج