إسعاد الناس.. غاية تدرك

آراء

ذات مرة وضمن وسم «علمتني الحياة» صنف فارس المبادرات وعاشق التميز والمركز الأول صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، المسؤولين إلى نوعين، النوع الأول هم مفاتيح الخير «.. يحبون خدمة الناس.. سعادتهم في تسهيل حياة البشر.. وقيمتهم فيما يعطونه ويقدمونه.. وإنجازهم الحقيقي في تغيير الحياة للأفضل.. يفتحون الأبواب، ويقدمون الحلول.. ويسعون دائماً لمنفعة الناس».

والنوع الثاني- كما قال سموه «مغاليق للخير.. يصعّبون اليسير.. ويقلّلون الكثير.. ويقترحون من الإجراءات ما يجعل حياة البشر أكثر مشقة.. سعادتهم في احتياج الناس لهم ووقوفهم بأبوابهم وعلى مكاتبهم.. لا تنجح الدول والحكومات إلا إذا زاد النوع الأول على الثاني».

استعدت هذه المقولة الحكيمة، والتي تعود لأكثر من ست سنوات ونقشت نفسها في الذاكرة الجمعية بينما كنت أتابع واقعة جرت قبل أيام في مطار دبي الدولي، عندما وقف مسافر عربي أمام مكتب إنهاء إجراءات سفره مع عائلته لقضاء إجازته السنوية في موطنه الأصلي، وأبلغه الموظف المختص أن صلاحية إقامة أحد أطفاله قد انتهت من فترة، صدمته المفاجأة وشلت قدرته على التفكير ورسمت أمامه سيناريوهات قاتمة حول إلغاء السفر وخسارة قيمة التذاكر، وغيرها من التداعيات التي قد تترتب على هكذا مواقف. وقبل أن ينهار الرجل أمام الوضع الذي وجد نفسه فيه، تقدم منه أحد موظفي «إقامة دبي» يهدئ من روعه ويبلغه بأن «الأمور طيبة» ويأخذ منه جواز سفر ابنه ليعيده إليه بعد دقائق معدودات وقد جددت «الإقامة» من دون أن يتحرك من مكانه في ممارسة لن تجدها في أي مكان على الأرض سوى في كوكب الإمارات.

أفقدته المفاجأة السارة القدرة على شكر الموظف الذي أنجز معاملته التي اعتقد أنها صعبة المنال في تلك اللحظات، ولكنها إمارات الخير وإسعاد الناس، وما هذا الموظف الذي أنجز المعاملة إلا فرداً في فريق عمل يتقدمهم الفريق محمد أحمد المري، مدير عام الإدارة العامة للإقامة وشؤون الأجانب بدبي، ممن نهلوا وترعرعوا في مدرسة محمد بن راشد، صاحب الرؤية الثاقبة بأن «المسافر يُعان ولا يُهان»، وأن «إسعاد الناس غاية تدرك».

عندما يؤمن كل موظف حكومي أو في مرفق حكومي بأنه يمثل سلطة لخدمة الناس لا سلطة عليهم، فإنه يساهم وبهذه الرؤية الثاقبة والروح الوثابة والطموحات الكبيرة للعاملين، وما تتمتع به الدولة من بنية تحتية متطورة في تعزيز مكانةً الإمارات وجهة عالمية مفضلة للسفر والسياحة والعمل والإقامة، والتحية لكل جندي مجهول جعل تلك القناعة ممارسة يومية وأسلوب عمل.

المصدر: الاتحاد