وام / أكد الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي رئيس مجلس الشارقة للإعلام أن الدورة المنتظرة لمهرجان التصوير الدولي إكسبوجر التي ستقام خلال الفترة من 10 حتى 13 من فبراير المقبل في مركز إكسبو الشارقة ستكون دورة استثنائية ذات طابع خاص سواء على مستوى المصورين المشاركين أو القضايا التي تتناولها الصور .. مشيراً إلى أن التحولات الكبيرة التي بدأت في العام الماضي ولا تزال تلقي بظلالها على العالم تركت آثارها على اهتمامات المصورين وأضافت لأجنداتهم مواضيع جديدة جسدوها بعدساتهم لينقلوها إلى الجمهور.
وأوضح الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي – في تصريح خاص لوكالة أنباء الإمارات / وام / – أن رعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة للحراك الثقافي الذي تمتاز به الشارقة وللفنون على وجه التحديد إلى جانب مثابرة وإبداع فريق العمل والقائمين على تنظيم المعرض وضع إكسبوجر بين كبرى مهرجانات التصوير الدولية وجعله مركزاً لالتقاء الجمهور بالعالم ونافذةً لمتابعة القضايا الرئيسية التي تشكل محور الاهتمام المشترك بين الشعوب بمختلف ثقافاتها.
من جهته قال سعادة طارق علاي مدير المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة – في حوار خاص لـ / وام / – إن جميع فعاليات المهرجان التي تنظم هذا العام ستقام على أرض الواقع ضمن بيئة تشمل جميع التدابير الوقائية وإجراءات السلامة الخاصة للحد من انتشار / كوفيد 19 / حيث أردنا أن نعود من جديد ونعلّق على جدران المهرجان قصصاً وحكايات من العالم تروي سيرة الظروف والقضايا التي عايشها الناس في مختلف تفاصيل حياتهم .. لافتا إلى أن المهرجان سيقدم هذا العام تنوعاً كبيراً في الأعمال التي أبدع فيها نخبة من المصورين العالميين الذين حرصوا على التواجد في الشارقة برغم كلّ الظروف التي يشهدها العالم ليؤكدوا على قوة الصورة وحضورها وأهميتها في الحياة وبلا شكّ هذه الدورة ستكون استثنائية كونها تنظّم في ظلّ وباء ألقى بظلاله على واقع الحياة.
و حول الأفكار الجديدة التي سيتضمنها المهرجان في 2021 خاصة بعد تأجيل نسخته في 2020 بسبب الجائحة .. أوضح علاي يحظى المهرجان بتحديثات وتجديدات سنوية ليس على صعيد الأفكار وحسب بل بالقضايا والقصص التي يطرحها ويناقشها وحرصنا هذا العام على أن نفتح الباب من جديد لإبداعات نخبة من المصورين العالميين لنجوب معهم العالم بقارّاته وخصوصيته عبر عدسة فذّة وثّقت اللحظة وخلّدتها .. موضحا أن المهرجان هذا العام سيحمل الكثير من الحكايات لعشاق التصوير حيث أردنا أن تحمل جدران الحدث العالم وقضاياه وتعرض قصصه والصعوبات التي عايشها الانسان حيث ستحضر أكثر الصور غرابة وجمالاً توثّق اللحظة وتؤطرها لهذا اجتهدنا لأن يكون ” إكسبوجر ” رحلة لأكثر الأماكن جمالاً وغموضاً وسحراً فلكل صورة ستتواجد بيننا رسالة وقصة وفكرة.
وأشار إلى أن المهرجان سيشهد هذا العام عقد سلسلة من ورش العمل والجلسات الحوارية والنقاشية يقدمها نخبة من الخبراء والمتخصصين في المجال للعديد من المحاور والتخصصات المهمة في مجال التصوير الفوتوغرافي والتي ستمدّ المشاركين بها بخبرات كبيرة تضيف إلى مخزونهم الكثير حيث تعنى الورش بالحديث عن الحروب والصراعات والبيئة والقضايا الاجتماعية والرياضية وغيرها الكثير.
وتابع كما تسعى هذه الورش إلى إثراء معارف الزوار والمشاركين في الحدث وإغناء خبراتهم بكل ما هو جديد ومتطور في مجال التصوير الفوتوغرافي حيث تكمن أهمية هذه الفعاليات في أنها تجلب من كلّ أنحاء العالم خبرات ومدارس المصورين وتطرحها على منصة واحدة للارتقاء بهذه المهنة ويعرّف بجمالياتها.
وأوضح علاي أن المهرجان يضم نخبة من المصورين من مختلف أنحاء العالم ممن استطاعوا عبر عدساتهم أن ينقلوا لنا الكثير من القضايا التي لم نكن لنعلم عنها لولاهم حيث سيشهد المهرجان سرداً بصرياً للعديد من الأحداث التي توثّق الماضي وتروي تجارب وقضايا الحاضر بعين ملهمة و من أبرزهم المصور البريطاني “جايلس دولي” الذي فقد ساقيه وذراعه اليسرى من أجل هذه المهنة بعد أن تعرّض لحادث أثناء تغطيته للمعارك في أفغانستان عام 2011 وهذا المصور يلهمنا جميعاً بل يضعنا أمام حالة استثنائية للسعي وراء الحلم وتحقيق الطموح وعدم الاستسلام فهو إلى جانب أنه مصور بارع وثّق بعدسته الكثير من الأحداث حول العام هو إنسان تجاوز كلّ الصعاب التي مرّ بها وترك بصمته في مجال التصوير الفوتوغرافي وراكم تجارب وخبرات وقصص سيرويها لعشاق التصوير في الشارقة.
وأضاف أنه سيتواجد أيضا خلال الحدث المصور الجنوب أفريقي “برنت ستيرتون” الحائز على العديد من الجوائز العالمية المهمة وحظي بتكريم من قبل منظمة الأمم المتحدة تقديراً لأعماله التي تسلّط الضوء على العديد من القضايا البيئية وتعزّز الوعي بفيروس نقص المناعة البشرية المكتسبة “الإيدز” يرافقه الفيتنامي “تران توان فيت” المتخصص في مجال السفر والفنون الجميلة والتصوير الوثائقي والحائز على العديد من الجواز العالمية والمصورة الأمريكية المتخصصة بتوثيق الحالات الإنسانية “باولا برونشتاين” والإماراتي “عبدالله البقيش” المتخصص بتصوير المدن وأسماء أخرى سنلتقي بها في إكسبوجر هذا العام.
و بالنسبة لأهم المسابقات التي سيتضمنها مهرجان إكسبوجر2021 .. قال علاي لقد نجح المهرجان في ترسيخ مكانته كواحد من الأحداث الحاضنة للإبداعات الضوئية حول العالم وتثميناً لهذه الأدوار والجماليات خصصنا جائزة تضمّ 10 حقول للاحتفاء بتجارب هؤلاء المبدعين وتقدير مواهبهم وأردنا أن نقول لهم أننا إلى جانبكم ندعم إبداعاتكم في الوقت ذاته حرصنا من خلال الجائزة على اكتشاف المواهب وإظهارها لما تشكّله من نماذج رائدة وملهمة… مشيرا إلى أنه تم في أكتوبر الماضي الإعلان عن الفائزين بمنحة تيموثي آلن للتصوير الفوتوغرافي وهي مبادرة أطلقها المهرجان مع المصور العالمي تيموثي آلن استهدف خلالها المصورين المتخصصين في مجالي تصوير الرحلات والتصوير الوثائقي حيث شهدت دورة هذا العام مشاركة 1600 عمل من مختلف أنحاء العالم حملت تنوعاً في الأفكار والقضايا.
و لفت إلى أن جائحة كورونا أحدثت أثراً كبيراً على العالم والبشرية بصفة عامة وترافق معها الكثير من المواقف واللحظات الاستثنائية التي لا تنسى ولعب المصورون دوراً فاعلاً في توثيق اللحظات التي عانت منها الفرق الطبية والكوادر العاملة في المستشفيات ومختلف القطاعات مروراً بحياة الناس اليومية ومشاهداتهم وانفعالاتهم حول هذا الفيروس وتأثيراته ولا شك ستكون أبرز اللحظات التي أوجدتها الجائحة متواجدة على جدران المهرجان لتروي لنا وللأجيال الجديدة سيرة هذا الوباء وما تركه من أثر في حياة وذاكرة الناس.
و قال علاي إن المهرجان لم يتوقف عن دعم المصورين المبدعين في ظلّ الظروف التي فرضها انتشار فيروس كورونا المستجد فقد استحدث جائزة أسبوعية حملت عنوان “صوّر من المنزل” هدفت إلى نقل تفاصيل الحياة اليومية للمصورين وقدّمت قصصاً فريدة واستثنائية روَت لحظات من حياتهم خلال فترة الحجر الصحي عبر نوافذ البيوت.
و تابع أن العلاقة التي تربط الأفراد مع محيط منازلهم وحيّهم تعكس خصوصية فريدة وتروي ثقافة غاية في الأهمية لهذا حرصنا من خلال هذه المسابقة – التي وصل عدد المشاركين فيها إلى 7,803 من 83 دولة من مختلف أنحاء العالم – على أن يبقى المهرجان إلى جانب عشّاق التصوير الفوتوغرافي وروّاده وأن يتواجد في ظلّ الظروف الصعبة بشكل مميّز وودّي فهذا الجانب لم يكن ليظهر لولا وجود الجائحة التي فرضت على الجميع البقاء في منازلهم وهذا ما جعلنا نستثمر بهذه الأوقات لإيجاد صور جميلة ستبقى شاهدة على هذه اللحظات الصعبة.
و حول الدعم الذي قدمه مهرجان إكسبوجر للمصور الإماراتي .. أوضح علاي في مختلف البرامج والخطط التي ينطلق منها يسعى المهرجان لأن يدعم المصور المبدع ويقف إلى جانبه وقد استضفنا خلال دورات الحدث الماضية عدداً من المصورين الإماراتيين الذين قدموا جملة من الأعمال المتميزة التي عكست رؤيتهم وفلسفتهم في المجال وهذا أمر نعتزّ به خاصة عندما لمسنا المستويات الكبيرة والمتطورة سواء على صعيد التقنيات المتبعة أو الزوايا التي عالجوا من خلالها العديد من القضايا الإنسانية والبيئية والفنية وغيرها.
و أضاف أن جمع المصورين المحليين مع نظرائهم من مختلف أنحاء العالم تحت سقف واحد يعتبر داعماً ورافداً لخبراتهم بالكثير من الخيارات التي تسهم في الارتقاء بقدراتهم وتعرّفهم على آفاق جديدة لهذا فالمهرجان يشكّل منصة مثالية تجمع المحترفين والهواة لعرض أعمالهم التي تشكّل كلّ واحدة منها قيمة وعملاً استثنائياً له أثره وامتداداته الجمالية والإبداعية.
و أكد علاي أن المهرجان كعادته في كلّ عام سينظم المعرض التجاري الذي يتيح لعشاق وهواة التصوير التعرّف على أحدث المنتجات التي تعرضها كبرى الشركات العالمية المتخصصة في مجال التصوير الفوتوغرافي إضافة إلى ما يقدمه من نصائح وإرشادات ومعارف عبر سلسلة من الجلسات وورش العمل المجانية التي تعقد طيلة أيام الحدث .. مشيرا إلى أن أهمية تنظيم مثل هذه المعارض تكمن في إتاحة الفرصة للشركات العالمية الكبرى المتخصصة في مجال معدات التصوير الفوتوغرافي لعرض أحدث منتجاتها أمام الجمهور خاصة بعد فترة الاغلاقات الطويلة التي شهدتها الأسواق العالمية حيث نأمل أن تلبّي هذه المنتجات والمعروضات غايات المصورين الباحثين عن كلّ ما هو جديد لتطوير قدراتهم ومهاراتهم وأعمالهم.