رئيس تحرير صحيفة الإمارات اليوم
تقام معارض «إكسبو» الدولية كل خمس سنوات، وتستمر لفترة أقصاها ستة أشهر، حيث تستقطب ملايين الزوار، وعلى مدى تاريخ تنظيم معارض «إكسبو» الدولية، لم تتم استضافتها من قَبْلُ في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا وجنوب شرق آسيا، لذلك فإن استضافة دبي لهذا المعرض، في حد ذاتها، إنجاز جديد يضاف إلى إنجازات الإمارات في العصر الحديث.
لكن دبي لم تكتفِ أبداً بهذا الإنجاز، ولا يكفيها أن تكون مدينة مستضيفة فقط لهذا الحدث الكبير، بل هناك إصرار على تحويل هذه الاستضافة إلى تظاهرة عالمية مميزة، وإصرار على تنظيم أفضل وأجمل دورة من دورات «إكسبو»، وإبهار العالم بها!
وهذا ما بدت ملامحه تتضح جلية من الآن، فمعرض «إكسبو الدولي» عادة يعدّ إحدى أكبر الفعاليات العالمية «غير التجارية»، من حيث التأثير الاقتصادي والثقافي بعد بطولة كأس العالم لكرة القدم، ودورة الألعاب الأولمبية، وهو في حقيقة الأمر معرض حضاري مملوء بالأجنحة والفعاليات الثقافية، التي ينظمها مئات المشاركين، بما في ذلك الحكومات، والمنظمات الدولية، والشركات.
لكن دبي بدأت خطوات عملية، في ربط هذا المعرض بأنشطة ترفيهية متميزة وغير مسبوقة، تُعطي ملايين الزوار فرصة كبيرة للجمع بين الثقافة والترفيه، حيث أعلنت أمس تشييد ثلاث مدن ترفيهية عالمية المستوى، في المنطقة القريبة من مقر المعرض العالمي «إكسبو»، صحيح أن هذه المدن ليست جزءاً من المعرض، ولا تربطها به أي علاقة تنظيمية، لكنها حتماً ستشكل وجهة رئيسة لملايين الزوار، الذين سيجدون متنفساً جميلاً، يضفي البهجة والسرور عليهم عقب زيارتهم للمعرض، ما يجعل «إكسبو دبي» علامة زمنية في أذهان الملايين، لا يمكن نسيانها!
الإمارات تحظى بالقدرات اللوجستية الكافية لاستضافة هذا الحدث الدولي، حيث يمكن لثلثي سكان العالم الوصول إلى دبي، خلال مدة لا تتجاوز ثماني ساعات بالطائرة، مع العلم بأن الإمارة استضافت نحو تسعة ملايين زائر، خلال العام الماضي وحده، كما سيتجاوز عدد الغرف الفندقية 80 ألف غرفة، ستكون جاهزة لتقديم أفضل سبل الراحة للنزلاء، خلال فترة انعقاد المعرض، وإنشاء هذه الحدائق الترفيهية العالمية في منطقة قريبة لا شك في أنه سيرفع عدد الزوار، المتوقع حضورهم إلى المعرض أضعاف المرات، ما يجعل حلم دبي في تنظيم المعرض الأفضل على مرّ التاريخ أقرب اليوم من أي وقت مضى.
ميزة «العقول» في دبي أنها تخطط للمستقبل، و«إكسبو» جزء من خطة دبي المستقبلية، لكنه ليس الأساس لهذا المستقبل، فالمشروعات المميزة في المناطق القريبة هي مشروعات جوهرية، تحتاجها المدينة لدعم مستقبلها السياحي والتجاري لمرحلة ما بعد النفط، وليست مجرد مشروعات عابرة لمعرض عابر، ومشروع «دبي باركس آند ريزورتس»، الذي تتجاوز استثماراته 10 مليارات درهم، هو أفضل مثال على ذلك.
كلنا ثقة بأن هذا المشروع، والمشروعات الأخرى التي يجري تنفيذها في المنطقة القريبة من معرض «إكسبو 2020»، ستشكل رديفاً مهماً وعاملاً أساسياً من عوامل نجاح المعرض، وإبرازه بصورة مغايرة تماماً للمعارض السابقة، بحيث يعكس حضارة دولتنا وشعبنا، ونذهل العالم بتفردنا في الضيافة والاستقبال، والمعاملة الطيبة لضيوف المعرض، وتوفير أسباب الراحة والاطمئنان والاحترام لجميع زواره، من مختلف الأعراق والثقافات، كما أنه سيكون مكوناً رئيساً من مكونات دبي المستقبل، التي تستعد لتكون وجهة سياحية للعالم، على مدى عصور كثيرة مقبلة!
المصدر: الإمارات اليوم