كاتب سعودي معروف بالكتابة الساخرة
منذ قررت أمانة الرياض (أَنْسَنَةَ) العمل البلدي بقيادة أمينها الأسبق الأمير (عبدالعزيز بن محمد العياف)، فتحت المجال للإنتاج المسرحي بيدٍ سخية؛ واضعةً الترفيه على الجمهور هدفها الأول والأخير و(النص نص)!
ولكن معظم المنتجين (الفنانين) لم يفهموا من الترفيه سوى (التهريج)، وظلوا يقدمون أعمالًا مسلوقةً سلق بيض (الحبارى) في مجلس الشورى!
ما دفع الأمانة أن تشكل لجنة فنية؛ لتحقيق المعادلة التي يندرج تحتها أي فن في العالم، وتجمع بين تحقيق المتعة والعمق الفني والمحتوى الفكري!
ولكن سرعان ما تبيَّن أن النص الممتاز ـ حسب تقييم اللجنة الفنية ـ لا يعني بالضرورة عرضًا جيدًا! وأن المنتج لا يلتزم بتوصيات اللجنة الملحّة بإسناد العمل إلى فريق عمل محترف، واستقطاب نجوم كبار من السعودية والخليج ومصر، ليس لأن (الهبرة) لا تكفي، ولكن لأن الأمانة ما زالت تعتمد الدفع بعد أن يعرض العمل! ما يعني أن يصرف المنتج من جيبه أولًا، وهو لا يضمن أن يحصل على ما يغريه بالاستمرار إذا لم يحصل على تقييم ممتاز من اللجنة الفنية!
ولو دفعت الأمانة للمنتج (أولًا) نصف الميزانية التقديرية على الأقل، ورهنت الباقي بالتقرير الفني؛ لحرص على الجودة والإتقان! ولو أتيح له أن يعرض عمله طيلة العام، مقابل تذاكر يدفعها الجمهور؛ لما اضطر للسلق إطلاقًا!
ولتبدأ الأمانة هذه السياسة مع منتجين أصبحوا لديها (نشبة) تجارية مسجلة، كالفنان القدير (خالد آل منقاح)، الذي حُقَّ له أن يفخر بأنه منتج مسرحية (باب الحريم) التي تعرض حاليًا في الرياض، وهي من تأليف (مشعل الرشيد)، وإخراج النحلة السورية الدؤوب (لورين عيسى)، وبطولة الفنانة الضخمة (انتصار الشراح) ـ إحدى أبراج الكويت التي تم تجديدها مؤخرًا ـ والفنانة القديرة (منى شداد)؛ اللتين تلتقيان مسرحيًا لأول مرة في هذا العمل!
وقد أشاد أستاذنا المقام العراقي الجميل (سمعان العاني) بكل كوادر العمل، مبديًا انبهاره بالجدية والانضباط علاوة على الموهبة، في كل نجمة، لكننا نستأذنه ونستأذنهن في تخصيص السعوديات منهن؛ لما يحملنه في منعطف رؤية (2030) من مسؤولية مضاعفة ليقدمن نموذجًا مشرِّفًا للمرأة السعودية حين تقتحم هذا المجال!
وهن بكل فخر: الفنانة ذات الكاريزما الرائعة (غدير السعيد)، ومديرة الإنتاج (نورة محمد)، وشقيقتها (روان) فنانة الإكسسوار، ومبدعة (السينوغرافيا) القادمة (رشيدة المطيري)!!
المصدر: صحيفة مكة