مؤسسة ومدير ة دار ورق للنشر في دبي وكاتبة عمود صحفي يومي بجريدة البيان
أتساءل كما كثيرون غيري، لماذا يتصرف بعض شباب العرب هذه التصرفات التي أقل ما يقال عنها إنها استفزازية وبعيدة عن الذوق السليم والالتزام بالقانون وتحديداً حين يسافرون لبلدان الاصطياف؟ هل للأمر علاقة بنظرتهم لأنفسهم وللآخرين، حيث يعتقدون أنهم فوق القانون مثلاً؟ أم أن السبب يعود لتكرار تصرفاتهم تلك دون أن يواجهوا بعقوبات رادعة؟ أم لظنهم أن ما يقومون به مجرد مزاح لا أكثر؟!
وقد يتصرف البعض في الطريق والمطعم والمقهى والسوق والمطار بطريقة قد لا يبدو فيها اعتداء مباشر على الآخرين، لكن فيها من الفجاجة وانعدام الذوق الكثير: كالحديث والضحك بصوت عال، وإثارة الفوضى في المكان، ومشاهدة روابط ومقاطع الأفلام والأغاني بصوت عال وجرجرة الكراسي وإزعاج رواد المكان بلا مبالاة…؟ لماذا هذا الإصرار على ترك بصمة سيئة لدى الآخرين تضر بآلاف غيرك لا ذنب لهم أبداً؟
يحاجج البعض قائلاً: إذا كنا متخلفين فهم عنصريون، وعليه فلماذا تكيلون الاتهامات للعرب فقط؟ وأما الرد فهو: ليس من المنطق إذا كان غيرنا مسيئاً أن ننافسه في السوء، فأنت ذاهب لقضاء إجازة قد كلفتك الكثير، فلماذا تهدر كل ذلك في ما لا يفيدك؟ لماذا لا تخطط لسفرك وتنتقي أماكن تواجدك؟ وإذا كنت على يقين بأنك ذاهب إلى بلاد عنصرية حسب وصفك فلا تذهب من الأساس! أما القول إن ما يتم تداوله عن العرب هو من باب التجني وتشويه الصورة، نقول بل هو واقع مثبت للأسف.
أما تلك الحكايات عن السرقات التي يتعرض لها أخوتنا في الخارج، فنحن لا ننكرها وربما تعرض بعضنا لها بالفعل، ولكل أمر سبب، فحين يتحدث أحدهم عن سرقة أموال وممتلكات تقدر بمئات الألوف من غرفته، نتساءل: لماذا يسافر شخص للسياحة حاملاً كل هذا المال، وهذه المجوهرات الثمينة؟ ولماذا يصر على الإعلان عن ممتلكاته في كل مكان بشكل يثير شهية اللصوص؟
نحتاج لأن نراجع ثقافة السفر والسياحة، فعلى ما يبدو هناك من يحتاج لأن يتعلم أبجديات السفر ولماذا يسافر الناس؟
المصدر: البيان