قال الخبير والباحث الاقتصادي نجيب عبدالله الشامسي المدير العام السابق للهيئة الاستشارية لدول مجلس التعاون: «تواصل إمارة دبي ترسيخ مكانتها وتنافسيتها على المستوى الدولي، ويبرز ذلك من خلال الأداء الذي تحققه الإمارة في مختلف المجالات والقطاعات الحيوية».

رداً على سؤال حول مدى إمكانية استنساخ نموذج دبي أو حتى منافسته.. قال الشامسي: «دبي «درة الدنيا» مدينة تبهر العالم في أفكارها وفي كل ما تقدمه وتعيش المستقبل فيما الآخرون يحاولون اللحاق بها فكل من زارها أدهشه إنجازها ورقي أهلها.. وبعد تجربة دبي سمعنا عن دول حاولت بناء جزر صناعية بمليارات اليورو ومع أننا نتمنى النجاح والتوفيق للجميع، لكن لم نر منجزات حقيقية وسط البحر كما في دبي ومن غير المتوقع أن يحل أحد في أي منطقة من العالم محل إمارة دبي، فالإمارات أنعم الله عليها بقادة عظماء ودبي عروس الخليج وجوهرته فهي تمتلك مقومات النجاح والرقي وبنية تحتية لا تنافس حتى من قبل الدول المتقدمة في أوروبا ما مكنها من جعل دبي قبلة العالم، فلا منافس لدبي في أي بقعة من العالم فهي مدينة الذهب وكل ما في دبي من ذهب».

وفيما يتعلق بدراسة نموذج دبي والاستفادة منه.. أوضح أن دولاً كثيرة في المنطقة والعالم استفادت من تجرية دبي، وتم دراسة وتحليل نموذجها لكن هناك فرقاً شاسعاً بين استنساخ النموذج والاستفادة من التجربة، فلا يمكن استنساخ النموذج الذي يمتزج فيه التاريخ والمكان والخبرة المتوارثة والقيادة المنفتحة وهنا يكمن سر النموذج الإماراتي الناجح.

إكسبو 2020

ووصف إمارة دبي بالمعجزة الاستثنائية خاصة أنها تحولت من قرية بدائية صغيرة على الشاطئ يعتمد سكانها على صيد الأسماك واللؤلؤ إلى مدينة عالمية يزورها سنوياً 15 مليون سائح.. لافتاً إلى أن المدينة تحولت من حلم كبير يسكن أذهان حكامها وسكانها إلى واقع يبهر العالم أجمع.

وتوقع الشامسي، أن تحقق دبي نمواً بمعدل 6.6 في المئة بحلول 2020 أي أسرع من نمو الصين الذي يقدر بحوالي 6.33 في المئة تزامناً مع استضافة الإمارة ل«إكسبو 2020».. ورجح أن يضيف الحدث 24 مليار دولار للناتج المحلي الإجمالي ويوفر 227 ألف فرصة عمل.

ونوه المدير العام السابق للهيئة الاستشارية لدول مجلس التعاون بأن «دبي» صنعت نمطاً جديداً من أنماط السياحة وهو «السياحة الفاخرة» التي اعتمدت فيه على حاضرها الساحر متصلاً بعبق ماضيها واستخدمت فيه التكنولوجيا الحديثة فهي تقدم لزوارها رفاهية العيش تحت الماء والكثير الكثير من الفرص الرائعة لزيارة معالم سياحية من ناطحات السحاب إلى الجزر الاصطناعية، وصولاً إلى تناول العشاء في أول مطعم معلق بين السماء والأرض.

و أضاف، إن قاعدة السياحة المتنوعة في دبي تسمح بأن تكون المدينة من بين أعلى عشر مدن تعد وجهات سفر تستقبل الزوار في العالم وفقاً لمؤشر «ماستركارد» للوجهات العالمية، حيث تحتل دبي المركز الثامن عالمياً فيما يتعلق بالزوار العالميين.

وأكد أن دبي استطاعت عبر منظومتها الاقتصادية وتنوعها السياحي، أن تمزج السياحة بالثقافة من خلال معالمها السياحية العالمية ليحصل السائح الزائر لها على جرعات ثقافية إضافة إلى متعته السياحية الاستثنائية خاصة أن منطقة الفهيدي المركز النابض بالعراقة والأصالة لا يبعد سوى دقائق معدودة عن برج خليفة أطول بناء من صنع الإنسان في العالم أو جزر النخيل الشهيرة فيها ولا يعتبر التنقل في دبي أمراً متعباً بفضل شبكة المترو المتميزة.

رحلة مع الحواس

وقال الشامسي: «تعانق دبي السحاب بعبق جذورها العربية.. فزيارة دبي هي رحلة مع الحواس تكتشف كل لحظة فيها سحراً جديداً من هذه الحضارة الباهرة والديناميكية التي جمعت بين الماضي والمستقبل بنجاح تام».

وأضاف، «إذا وضعنا هذا في إطاره فهو يعني أن دبي تجتذب زواراً عالميين يفوق عددهم الزوار الذين يقصدون نيويورك أو روما أو شنغهاي أو فرانكفورت أو ميلانو أو برشلونة أو أمستردام أو بكين أو فيينا، علماً بأنه لا توجد مدينة عربية أخرى تحتل مركزاً بين العشرين الأوائل.

وأكد أنه في السياق نفسه أدرجت مجلة «بست لايف» حديثاً دبي في قائمة 20 مدينة عالمية جديرة بالزيارة ولو مرة في العمر إلى جانب مدن عالمية مثل سيدني وفانكوفر وروما ونيويورك وباريس ولندن وبرلين.

وفي وسط مدينة دبي «قلب العالم الحاضر» الشاهد على رحلة بناء أطول مبنى في أرجاء المعمورة «برج خليفة» والوجهة الأكثر استقطاباً للزوار قال السائح ميشل جاكسون من الولايات المتحدة وهو ينظر إلى قمة «برج خليفة»: دبي المدينة التي تعيش المستقبل الآن.

بدورها قالت السائحة اسابيلا دانيل: «دبي من أفضل 5 وجهات تسوق عالمية إلى جانب مدن عريقة مثل نيويورك وطوكيو ولندن وباريس وهي تستعرض جمالياتها أمام السياح من خلال مهرجان التسوق الذي يستقبل أعداداً غفيرة من الزوار».

وأضافت، إن الإمارة بالفعل تشكل وجهة تسوق خيالية لكثيرين من الناس وتزخر بكل شيء ممتاز في مكان واحد فهي تعج بأفخر الألبسة والعطور والساعات والمجوهرات وفي هذه الوجهة التجارية يمكن شراء أفخر العلامات التجارية العالمية منها بأسعار معقولة وبلا ضرائب وتحتضن أكبر مركز تجاري في العالم يضم أكثر من 1000 متجر عالمي بمحاذاة برج خليفة أعلى مبنى شيده الإنسان على وجه البسيطة. (وام) المصدر: الخليج