أعلن الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار أن الهيئة باشرت إنشاء 20 متحفا محليا وإقليميا ومتخصصا في مختلف المناطق في عملية تطوير كبيرة وغير مسبوقة للمتاحف السعودية، كاشفا العمل على تطوير عدد من البلدات التراثية التي سيكون لأصحاب المتاحف الخاصة مشاركات فيها. جاء ذلك أمس، خلال كلمته في افتتاح الملتقى الثاني لأصحاب المتاحف الخاصة بحضور الأمير فيصل بن سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة المدينة المنورة، الذي تنظمه الهيئة في فندق الميرديان في المدينة المنورة، ويستمر لمدة يومين، وذلك بالتزامن مع احتفال السعودية باليوم العالمي للمتاحف، الذي يوافق 18 أيار (مايو) من كل عام، وضمن فعاليات اختيار المدينة المنورة عاصمة للثقافة الإسلامية لعام 2013م. واعتبر الأمير سلطان منظومة المتاحف الجديدة جزءا من عملية تطوير شاملة للتراث الوطني السعودي، حيث تحظى برعاية ودعم واهتمام من خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين، وفي إطار برنامج وطني شامل ورائد لإعادة استكشاف التراث الوطني وترميمه وتطويره وعرضه والتعريف به، وجعله جزءاً من حياة المواطن والاقتصاد الوطني المحلي.
وقال في كلمة مرتجلة: “يهمنا تعزيز البعد الحضاري لبلادنا ليكون شاهدا ليس في بطون الكتب فقط وإنما واقعا معاشا”، مشيرا إلى أهمية ثقافة الاهتمام بالمتاحف الخاصة باعتبارها إحدى المنظومات والمسارات الداعمة لهذا الاتجاه، وأضاف: “نعتز بشراكتنا مع أصحاب المتاحف الخاصة في تطوير هذا المسار الثقافي المهم، ونحن نسير ضمن عدد من المسارات المتوازية لتحقيق رؤية خادم الحرمين الشريفين ودعم ولي العهد، لتعزيز البعد الحضاري للسعودية”. وأشار الأمير سلطان إلى المتاحف الخاصة باعتبارها صاحبة دور أساس ومهم في تحقيق المشروع الريادي الوطني الكبير في استعادة البعد الحضاري السعودي، وقال: “لذلك نستشعر عصرا جديدا للمتاحف الخاصة يقوم على ربط المواطنين بتراثهم وتاريخهم، وربط هذه المتاحف بالمسارات السياحية وبالتجربة السياحية المتكاملة، إضافة إلى مشاركتها في برنامج العناية بمواقع التاريخ الإسلامي الذي اعتمدته الهيئة وبدأت في تنفيذه”. ولفت إلى مشاريع سياحية ثقافية مرتقبة في المدينة المنورة تتضمن متحفا تفاعليا يجسد معركة أحد ومعركة بدر وواحة القرآن الكريم، إضافة إلى مشاريع مشابهة في مناطق أخرى مثل: متحف مكة المكرمة، حتى يشعر يشعر القادم للسعودية بعمق التاريخ الإسلامي في الأراضي التي يزورها من خلال مواقع التاريخ الإسلامي، معتبرا أنها فرصة للدعوة للإسلام والتعريف بعقيدته الصافية والتثقيف بهذا التاريخ العظيم لكونها مواقع توعية وإرشاد وتثقيف وتعليم. وأوضح أن الهيئة تعمل على جملة من الحزم التي تساعد على تطوير المتاحف الخاصة وزيادة تدفقات الزوار عليها، حيث عملت على دعم وتشجيع أصحاب المتاحف الخاصة من خلال الترخيص لأكثر من 130 متحفا خاصا انطبقت عليها معايير التصنيف، وتقوم الهيئة بمنح أصحاب المتاحف الخاصة تراخيص لممارسة مهامهم تحت مظلتها دون أي رسوم، وذلك لحين صدور مشروع نظام الآثار والمتاحف الجديد الذي يتضمن تنظيم العمل بهذه المتاحف وضوابط ترخيصها وتقديم الدعم لها، كما تعمل على رفع مستوى المتاحف الخاصة ليتناسب مع معايير الجودة التي تنتهجها الهيئة في كل قطاعاتها، وقال: “العمل على تطوير عدد من البلدات التراثية التي سيكون لأصحاب المتاحف الخاصة مشاركات فيها”. ويهدف الملتقى في دورته الثانية إلى تبادل الخبرات والتجارب بين أصحاب المتاحف الخاصة، والتعرف عن قرب على توجهات الهيئة تجاه تطوير المتاحف الخاصة وتقديم الدعم اللازم لها، وإثراء تجارب أصحاب المتاحف الخاصة فيما يتعلق بالمحافظة على القطع التراثية والأساليب المثلى لعرضها، وإبراز أهمية تلك المتاحف ودورها في بث الوعي بأهمية التراث ونشر الثقافة المتحفية بين أفراد المجتمع. ويأتي عقد الملتقى الذي وجه الأمير سلطان بن سلمان بتنظيمه كل سنتين في منطقة من المناطق، في إطار تقدير الهيئة للدور الكبير الذي يقوم به أصحاب المتاحف الخاصة واهتمامهم بالتراث الوطني، والمحافظة عليه، ويشارك فيه أصحاب المتاحف الخاصة، حيث تمت دعوة 131 منهم. ويناقش الملتقى خلال أربع جلسات عمل أربعة محاور رئيسة هي: دعم المتاحف الخاصة، وطرق وتقنيات العرض فيها، والمتاحف الخاصة والوعى المجتمعى والسياحى، والسلامة في المتاحف الخاصة، وإدارة الزوار في المتاحف، ويشارك في الملتقى عدد من الجهات هي: كلية السياحة والآثار في جامعة الملك سعود، ووزارات الداخلية والشؤون البلدية والقروية، والثقافة والإعلام، والتربية والتعليم، والمياه والكهرباء والشؤون الاجتماعية، إضافة إلى دارة الملك عبد العزيز، ومكتبة الملك عبد العزيز العامة، والبنك السعودي للتسليف والادخار. يذكر أن الملتقى الأول لأصحاب المتاحف الخاصة عُقد في قاعة الملك عبد العزيز للمحاضرات في مركز الملك عبد العزيز التاريخي في الرياض عام 2011م، بمشاركة 127 من أصحاب المتاحف الخاصة، واتخذ حينها 30 توصية، تهدف إلى تطوير ودعم أصحاب المتاحف الخاصة، كما جرى تكريم عدد من أصحاب المتاحف الخاصة المتميزين.
المصدر: الاقتصادية