أنقذ العاملون في مستشفى القاسمي بالشارقة ثلاثة أطفال من الموت، بعد أن تركهم والداهم داخل مركبة في المواقف العامة بالمستشفى لفترة قاربت الساعة، وسط الأجواء الحارة.
وكشفت نعيمة خميس الناخي رئيس قسم الخدمات الاجتماعية في المستشفى، أن أحد العمال في المستشفى لاحظ صياح الأطفال الثلاثة داخل المركبة، وظل بجوارهم يحاول فتح باب المركبة لمعرفة سبب صياحهم، وعندما لاحظت الدكتورة مشاعل النابودة، من قسم التجميل في المستشفى، الأمر توجهت إليهم لتهدئتهم.
وذكرت الدكتورة مشاعل النابودة، أن الأطفال كانوا في حالة من الإعياء والصياح والخوف بصورة كبيرة وهم داخل المركبة في تلك الأجواء شديدة الحرارة نحو الساعة الثانية ظهراً، وعليه طلبت من العامل أن يقوم بفتح المركبة عبر جزء كان مفتوح من النافذة ومن ثم إخراجهم لكيلا يتطور الأمر عليهم.
وقالت إن الأطفال كانوا ثلاثة، من جنسية عربية، وهم طفلتان، سبع سنوات وثلاث سنوات، وطفل خمس سنوات، وأخذتهم وتوجهت بهم داخل المستشفى، حيث تم تزويدهم بالمياه لدرجة أن الطفلة الكبيرة شربت أربعة أكواب مياه، وهي ترتجف وتشكو الإعياء.
بدورها، أشارت نعيمة الناخي إلى أنه تم مخاطبة صاحب المركبة، عبر النداء الداخلي للمستشفى، إلا أنه لم يحضر وعليه تم التواصل مع الشرطة في غرفة العمليات من خلال رقم المركبة وحضر والد الأطفال، وقال إنه تركهم للقيام بإجراءات وفحوص طبية لوالدته، وأنه ترك نافذه المركبة مفتوحة.
وأوضحت الناخي، أنه تم تحذير والدي الأطفال بتعرضهم لمكروه في تلك الأجواء الحارة داخل المركبة، وأنهم بالفعل كانوا في حالة إعياء شديدة وخوف وكان عليهم اصطحابهم معهم إلى داخل المستشفى وعدم تعريضهم لهذا الخطر، مشيرة إلى أنه و«للأسف»، والد الأطفال يعمل طبيباً وكان عليه أن يكون أكثر إدراكاً لعواقب تصرفه.
ونوهت إلى أنها ترددت كثيراً في تسليم الأطفال لوالديهم وضرورة اتخاذ الإجراءات القانونية تجاههم، وأنها قامت بالتواصل مع خط نجدة الطفل وإعطائهم رقم هاتف الوالد للتواصل وتوعيته بالضرر الذي كان من الممكن أن يقع فيه أبناؤه حال تركهم لفترة أطول.
يذكر أن إبراهيم الجروان الباحث في علوم الفلك والأرصاد الجوية، المشرف العام للقبة السماوية بالشارقة، سبق وأن حذر عبر «الاتحاد» من احتمالية التعرض للاحتباس الحراري داخل السيارات المغلقة والمعرضة لأشعة الشمس بصورة مباشرة، حيث تصل درجة الحرارة بها إلى نحو 60 درجة إذا ما كانت درجة الحرارة خارجها 40 درجة مئوية وأنه وخلال نصف ساعة فقط من تعرض المركبات لأشعة الشمس، تزيد أيضاً نسبة الرطوبة لنحو 80٪، وخاصة خلال شهري يوليو وأغسطس. وقال إن هذا الاحتباس الحراري قد يتسبب بأضرار صحية وإنهاك حراري قد يفضي إلى الموت، خاصة لفئة الأطفال إذا ما تركوا لفترة داخل المركبة وهي مغلقة، وخلال الفترة الحالية من العام والتي تشهد ارتفاعاً كبيراً في درجات الحرارة.
وأضاف أن درجات الحرارة داخل المركبة تزيد مع زيادة درجة الحرارة في الأجواء الخارجية، مشيراً إلى أن درجات الحرارة هناك ما يدل على أنها في زيادة خلال الفترة الحالية في معظم أراضي شبه الجزيرة العربية خلال شهري يوليو وأغسطس لتلامس الدرجات القصوى منها 43 درجة مئوية مع فرصة لقدوم موجات حارة وجافة ترفع الدرجات القصوى لتتجاوز 48 درجة مئوية، ما يشير إلى أنها قد تصل إلى سبعين درجة داخل المركبة إذا استمرت تحت أشعة الشمس لأكثر من نصف ساعة.
المصدر: الإتحاد