يُعقد يوم الأربعاء القادم في العاصمة المصرية القاهرة، اجتماع رباعي لوزراء خارجية السعودية ومصر والإمارات والبحرين، حسب ما أعلنه المستشار أحمد أبو زيد، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية.
وقال أبو زيد إنه بناءً على دعوة من وزير الخارجية سامح شكري، تقرر عقد اجتماع رباعي لوزراء خارجية مصر والسعودية والإمارات والبحرين في القاهرة يوم الأربعاء المقبل، لمتابعة تطورات الموقف من العلاقات مع قطر.
وأوضح المتحدث في بيان أن الاجتماع يأتي في إطار تنسيق المواقف والتشاور بين الدول الأربع بشأن الخطوات المستقبلية للتعامل مع قطر، وتبادل الرؤى والتقييم بشأن الاتصالات الدولية والإقليمية القائمة في هذا الشأن.
جاء ذلك فيما قالت وكالة الأنباء القطرية (قنا)، إن أمير الكويت الشيخ صباح سيستقبل صباح اليوم الاثنين، وزير خارجية النظام القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، حاملاً رسالة خطية موجهة من أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.
وأضافت أن «الرسالة تحمل الرد الذي تم إعداده في وقت سابق من قبل دولة قطر على قائمة المطالب الجماعية المقدمة عن طريق دولة الكويت في أواخر الشهر الماضي».
وكانت قطر تجاهلت أمس موعد انتهاء مهلة الـ10 أيام التي حددتها دول المقاطعة للرد على مطالبها الـ13 لوقف دعم الإرهاب والفكر المتطرف، والتزمت الصمت بعد آخر تصريحاتها التي رفضت هذه المطالب بزعم أنها لا تستهدف مكافحة الإرهاب. في وقت تتجه الأنظار إلى دول المقاطعة التي تتجه لإعلان خطوات تصعيدية قد تشمل زيادة العقوبات اقتصادياً بعد إصرار الدوحة على سد آذانها والمضي في مواقفها المتعنتة دفاعاً عن ملفات سلبية متمثلة بجماعة «الإخوان» وصوت التحريض القائم على قناة الجزيرة، واستقدام القاعدة العسكرية التركية، وتعزيز العلاقات مع إيران.
وأكدت المملكة العربية السعودية، أن قطر مصرة على زعزعة أمنها ودول المنطقة ودعم الإرهاب الذي يهدد العالم بأسره، إضافة إلى شراكتها مع إيران في توجهها الذي لم يتوقف عن إيجاد الفوضى العارمة في دول المنطقة. ونقلت «وكالة الأنباء السعودية» عن مندوب المملكة الدائم لدى الأمم المتحدة في نيويورك السفير عبد الله بن يحيى المعلمي «إن بلاده والإمارات ومملكة البحرين وجمهورية مصر العربية اتخذت قراراً سيادياً في مقاطعة قطر، وذلك حفاظاً على ضبط الأمن في المنطقة والضغط على الدوحة لوقف دعم الإرهاب، مشيراً إلى أن قطر اختارت أن تكون إيران حليفا لها واستمرت 20 عاماً في دعم الجماعات الإرهابية مع علمها بما يكيدونه ضد دول المنطقة.
وقال المعلمي، إن دعم قطر المستمر للإرهاب أدى إلى أن تكون الدوحة الملاذ الأول للإرهابيين الذين يجدون البيئة الخصبة فيها وتستقبلهم وتسمح لهم بالتآمر ضد دولهم. وشدد على أنه حفاظاً من الدول الأربع على إبقاء قطر في محيطها الطبيعي، فقد أعطيت فرصاً عدة لوقف دعمها الإرهاب وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، مشيراً إلى أن آخرها عامي 2013 و2014، إلا أن هذه المساعي فشلت ولم تلتزم الدوحة بالمطالبات.
بدورها، شددت مملكة البحرين على أهمية التزام قطر بتعهداتها السابقة وبمطالب الدول المقاطعة، وقال وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة في اتصال هاتفي مع نظيره الأميركي ريكس تيلرسون تم خلاله تبادل وجهات النظر والتباحث حول قطع العلاقات مع قطر، والسبل الكفيلة للتوصل إلى نتيجة تضمن الأمن والسلام في المنطقة «لا بد من التزام دولة قطر بتعهداتها السابقة وبالمطالب التي قدمتها الدول المقاطعة لها، وذلك لتحقيق ما يصبو إليه الجميع من استقرار لدول وشعوب المنطقة، والقضاء على الإرهاب ومن يدعمه ويموله، والمضي قدماً في عملية التنمية والتقدم».
وكان وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني رفض ضمنياً المطالب الـ13 عشية انتهاء مهلة الـ10 أيام.
إلى ذلك، دعا السفير الأميركي في الكويت لورانس سيلفرمان، الأطراف المعنية بالأزمة الخليجية، إلى ممارسة ضبط النفس والتوصل إلى حل عادل للخلاف، وقال في بيان إن الولايات المتحدة تؤيد الجهود التي تبذلها الكويت للتوسط في الخلاف بين قطر والدول الخليجية، وإن هناك حاجة ملحة لحل هذا الخلاف، في أقرب وقت ممكن، عن طريق الحوار الدبلوماسي». وأشار إلى أن الولايات المتحدة وحلفاءها وشركاءها يكونون أقوى عندما يعملون معاً من أجل هدف واحد مشترك، وهذا الهدف هو وقف الإرهاب ومواجهة التطرف. وتابع إن الولايات المتحدة ستواصل البقاء على اتصال وثيق مع جميع الأطراف ودعم جهود الوساطة التي يبذلها أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح.
وفي الإطار نفسه، طالب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال لقائه أمس وفد الكونجرس الأميركي باتخاذ موقف حازم ضد الدول التي تموّل الجماعات الإرهابية وتمدها بالسلاح والمقاتلين، وتوفر الغطاء السياسي والإعلامي لها، فضلاً عن التعامل مع جميع الجماعات الإرهابية بمعيار واحد. وذكر المتحدث باسم الرئاسة المصرية السفير علاء يوسف أن السيسي تطرق خلال لقاء الوفد برئاسة السيناتور الجمهوري روجر ويكر، رئيس لجنة الأمن والتعاون في أوروبا، إلى الجهود التي تبذلها مصر لمكافحة الإرهاب، سواء على الصعيد الأمني، أو من خلال الأبعاد التنموية والثقافية والفكرية، مؤكداً أهمية تبني المجتمع الدولي استراتيجية فعّالة لمكافحة الإرهاب واتخاذ موقف حازم ضد الدول التي تمول الجماعات الإرهابية وتمدها بالسلاح والمقاتلين، وتوفر الغطاء السياسي والإعلامي لها، فضلاً عن التعامل مع جميع الجماعات الإرهابية بمعيار واحد.
المصدر: الاتحاد