
افتتح سمو الشيخ حامد بن زايد آل نهيان، رئيس ديوان ولي عهد أبوظبي، مبنى الشيخ زايد بن سلطان لأبحاث أمراض السرطان بمدينة هيوستن في الولايات المتحدة الأميركية.
جاء ذلك خلال الحفل الذي أقيم في المبنى، وحضره يوسف مانع العتيبة سفير الدولة لدى الولايات المتحدة الأميركية، ومحمد حاجي الخوري المدير العام لمؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية، وعدد من الأطباء المواطنين الملتحقين في المراكز الطبية في الولايات المتحدة الأميركية وكندا، إضافة إلى لفيف من المسؤولين والأطباء الأميركيين والطاقم الإداري والفني والطبي لمبنى الشيخ زايد بن سلطان لأبحاث أمراض السرطان.
ويضم المبنى الذي تبلغ مساحته 626 ألف قدم مربعة، وقامت بتمويله مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية، معهد الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان للأبحاث والعلاج التخصصي لأمراض السرطان، ومركز أحمد بن زايد آل نهيان لأبحاث وعلاج أمراض سرطان البنكرياس، حيث يشرف على المبنى مركز إم دي أندرسون لأمراض السرطان التابع لجامعة تكساس الأميركية.
وقام سمو الشيخ حامد بن زايد آل نهيان بجولة شملت مرافق وأقسام المبنى، حيث اطلع سموه على الأجهزة والمعدات والأنظمة البحثية والطبية، واستمع من القائمين على مبنى الشيخ زايد لأبحاث مرض السرطان، إلى شرح حول آلية عمل المراكز المتخصصة التي يتضمنها المبنى في رفد الأبحاث الطبية وأنظمة العلاج بمزيد من الفاعلية والدقة في التشخيص والعلاج.
وتبادل سموه الأحاديث مع الأطقم الإدارية والفنية حول دور مبنى الشيخ زايد بن سلطان لأبحاث أمراض السرطان في المساهمة والمشاركة مع بقية جهود المراكز والمؤسسات البحثية في تطوير البحوث الخاصة بأمراض السرطان، والأهمية التي يمثلها التعاون وتبادل الخبرة والمعرفة بين مختلف الجهات في دعم وتطوير علاج أكثر أماناً وفاعلية للسرطان.
مبادرات رائدة
وأكد سمو الشيخ حامد بن زايد آل نهيان، أن دولة الإمارات العربية المتحدة بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، رائدة في إقامة الشراكات الإنسانية والتنموية التي تخدم البشرية وتقدم أعمالاً وإنجازات ونتائج في العديد من القطاعات الحيوية، ومن أهمها القطاع الصحي.
ونوه سموه بأن هذه الإنجازات ما كانت لتتحقق على أرض الواقع لولا توجيهات صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، والدعم اللامحدود من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، ومتابعة سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة رئيس مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية.
وقال سموه إن مؤسسة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية من خلال هذا العمل أو غيرها من المبادرات الرائدة، تعكس قيم ومبادئ المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وصاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، في الأعمال الإنسانية التي تخدم البشرية، مضيفاً سموه أن المشروع الذي تم افتتاحه هو من ضمن سلسلة الشراكات التي تقيمها دولة الإمارات مع مختلف الجهات والمؤسسات الدولية، ويهدف إلى تطوير المجالات التي تخدم البشرية، وتضيف لها نجاحات مهمة في مسيرة العمل الإنساني والخيري.
وأشار سموه إلى أن تطوير الأبحاث والدارسات الطبية التخصصية من شأنها تحسين مستوى الوقاية والعلاج من الأمراض، خاصة الأمراض المستعصية، والتي ستعم فائدتها ليس على مستوى ولاية تكساس أو الولايات المتحدة الأميركية، وإنما على مستوى البشرية جمعاء.
وأعرب سمو الشيخ حامد بن زايد آل نهيان عن سعادته بوجود عدد من الأطباء المواطنين الذي يشاركون زملاءهم الأطباء في الولايات المتحدة الأميركية، مثنياً على جهودهم وحرصهم على الاستفادة العلمية والعملية من خلال الاحتكاك بالخبرات العالمية في مجموعة من المراكز الطبية المرموقة الذي سيؤدي بطبيعة الحال إلى نقل المعرفة والتجربة إلى القطاع الصحي في دولة الإمارات العربية المتحدة.
عمل إنساني
وكان حفل الافتتاح قد شهد إلقاء عدد من الكلمات من قبل المسؤولين في جامعة تكساس ومركز إم دي أندرسون لأمراض السرطان.
فقد ألقى الدكتور رونالد أ. ديبينو رئيس مركز إم دي أندرسون لأمراض السرطان بجامعة تكساس، كلمة عبر من خلالها عن سعادته بهذا الإنجاز الذي تم تمويله من دولة الإمارات العربية المتحدة، وقدم الشكر والتقدير لدولة الإمارات على هذا العمل الإنساني الكبير، مؤكداً أن هذا المشروع سيقدم خدمات مهمة على مستوى البحوث المتطورة في أمراض السرطان لتطبيق علاجات جديدة أكثر فاعلية، بما يعود على البشرية بالخير، كما قدم الشكر لسمو الشيخ حامد بن زايد آل نهيان على حضوره هذه المناسبة.
وأشار إلى أن التمويل الذي قدمته دولة الإمارات في إنشاء مبنى الشيخ زايد بن سلطان لأبحاث أمراض السرطان، هو الأكبر من نوعه منذ تأسيس مركز ام دي أندرسون لأمراض السرطان، وهو الذي سيساهم في تحقيق رؤية طبية أكثر دقة لتشخيص الأمراض وفهم العناصر الوراثية التي تدفع بتطور مرض السرطان.
وقال إن هذا العمل العظيم يأتي في إطار تعزيز معايير الأبحاث الطبية في أمراض السرطان حتى تستطيع الأجيال الاستفادة منها، والبناء عليها، وقدم الشكر لمؤسسة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية على مبادرتها المتميزة.
صرح طبي
من جانبه، أشار الدكتور روبرت أ. وولف مشرف كرسي أستاذية الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان لطب الأورام، إلى أن مبنى الشيخ زايد لعلاج السرطان، يمثل فرصة للعلماء وأطباء الأورام والجراحين وأطباء الأشعة وعلم الأمراض لتنسيق جهودهم تحت مظلة واحدة، والعمل على استخلاص التجارب والأفكار حول مسببات أمراض السرطان بشكل أكثر دقة.
وأضاف الدكتور روبرت أنه التقى الراحل الشيخ زايد وسمع حديثه حول أهمية فعل شيء ما والقيام بأبحاث مشتركة، مشيراً إلى أنه اليوم نشهد هذا الصرح الطبي المهم، وأدعو الله أن يبارك فيه وعلينا جميعاً أن نبذل الجهود والإمكانات كافة التي من شأنها تحسين حياة مرضى السرطان في كل مكان.
من جانبه، قال الدكتور جون مندلسون الرئيس السابق لمركز إم دي أندرسون لأمراض السرطان، مدير معهد الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان للعلاج التخصصي التشخيصي لأمراض السرطان، إنه لا يوجد شريك أفضل من دولة الإمارات العربية المتحدة من أجل الأعمال الإنسانية والخيرية والرعاية الصحية والتعليم، معرباً عن شكره وتقديره لجهود دولة الإمارات، وعلى حضور سمو الشيخ حامد بن زايد آل نهيان افتتاح هذا المشروع الحيوي.
وأضاف أن هذه النوعية من الأمراض تتطلب جهوداً كبيرة وتعاوناً فعالاً من الجميع، مشيراً إلى أن دولة الإمارات سباقة في هذا المجال، وترسي مبادئ إنسانية في التضامن والتعاون، والتركيز على إيجاد طرق وقاية وعلاج متقدم للأمراض.
وأشار إلى أن نخبة من الأطباء والعلماء والباحثين، سيعكفون على إجراء المزيد من الدراسات النوعية لتحديد الأسباب بدقة في الخلل الجيني المسبب للسرطان للبحث في تطوير خيارات علاجية ورعاية طبية.
إنجاز كبير
من جانبه، قال محمد حاجي الخوري المدير العام لمؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية، إن هذا الإنجاز الكبير يأتي انسجاماً مع النهج الذي أرسى قواعده المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي كان يحرص دائماً على تقديم يد العون والمساعدة للمحتاجين والمرضى، وتوفير أفضل سبل العلاج لهم، مشيراً إلى أن القيادة الحكيمة لدولة الإمارات حرصت برئاسة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، السير على النهج ذاته للتخفيف من معاناة المرضى.
وقال الخوري إن هذا المبنى الجديد يأتي تجسيداً للشراكة القوية مع مستشفى أم دي أندرسون، وكلنا أمل وطموح أن يقدم مبنى الشيخ زايد بن سلطان، رحمه الله، وكوادره الطبية تطوراً كبيراً في مجال تقديم الرعاية الصحية في دولة الإمارات، وفي الولايات المتحدة وللبشر في مختلف أرجاء العالم.
وأشار إلى أن هذا الصرح العلمي ثمرة جهود استمرت لأكثر من سنتين من التواصل المستمر مع القائمين على مركز أم دي أندرسون، حيث تم التركيز خلال المناقشات على أن الأبحاث العلمية التي سيقوم بها هذا المشروع، ستسهم في خدمة التنمية البشرية والمعرفية، وستعمل على تحسن نوعية الحياة والرعاية الصحية الشاملة للحفاظ على الإنسان، وحمايته من الأمراض في أنحاء العالم كافة.
وأضاف أن المؤسسة وظفت علاقات التعاون المتميزة مع مستشفى إم دي اندرسون في إقامة برامج تدريبية للكوادر الطبية المواطنة من خلال برامج الزمالة والإقامة والدراسات العليا للطاقم الطبي والإداري، حيث سيتم إيفاد حوالي 10 مواطنين سنوياً لبرنامج إدارة المستشفيات، مشيراً إلى أنه تم البدء بتدريب بعض الأطباء لفترات تدريبية قصيرة لكسب المزيد من الخبرات العالمية.
كما بادرت المؤسسة بتبني توفير دورات تحضيرية منتظمة في أبوظبي لمساعدة الأطباء المواطنين باجتياز اختبارات التراخيص الأميركية، والتي تعد متطلباً أساسياً لمتطلبات التقديم في البرامج الصحية في الولايات المتحدة الأميركية، والتحق في هذه الدورات أكثر من 140 طبيباً إماراتياً.
المصدر: صحيفة الإتحاد