يدون ويغرد في مجالات الآداب والسياسة والاجتماع. صدر له رواية بعنوان ( سور جدة ) وكتاب ساخر ( كنتُ مثقفاً ).
ندخل في الموضوع مباشرة، من أهدافي الواضحة والصريحة مؤخراً هو أن يتم تعييني عضواً في مجلس الشورى السعودي، اتمنى أن يعرف هدفي هذا من يهمه الأمر، ومن لا يهمه ايضاً.
تعييني في المجلس هذا العام أو في العام القادم على الأكثر سيجلب للمجلس روح جديدة مثيرة ومنتجة. قبل فترة كان لي شرف مراجعة السير الذاتية لأعضاء مجلس الشورى، وكتبت عنهم مقالاً، وجدت أن الغالبية من الأعضاء لهم سير حياة متشابهة، عضو مجلس الشورى التقليدي أو الـ typical ستجده من مواليد عام 1960 مثلاً، انهى المرحلة الثانوية في عز الطفرة الأولى عام 1978، درس كيمياء في جامعة الملك سعود، ثم كانت فرص إلتحاقه بالبعثات سهلة، قضى 10 سنوات في الغرب للماجستير والدكتوراه، عاد في عقد التسعينات وبقى أستاذ جامعي في قسم الكيمياء حتى وقت تعيينه في المجلس. سيناريو حياة نمطي ومحسوب ومتوقع. ماذا تتوقع من رجل خمسيني قادم من بيئة تعليمية تؤمن بالمثالية، وتعتقد أن حل أي مشكلة هي عبر اللجان، المخيف أن هذه العقول المتشابهة تجلس في سكون مع بعضها، بالتالي لا تشعر بالتحدي أو الغرابة، السبب الأهم لتوليد الأفكار.
الأمر الآخر أن أساتذة الجامعة لا يمثلون المجتمع، هم نخبة المجتمع وليسوا متغلغلين فيه، أستاذ الجامعة لا يعرف سعر الكامري اللون تفاحي وفتحة سقف موديل 2001؟ لا يعرف كم سعر شقة عزّاب في حي “السلي” في الرياض؟ لا يعرف الفرق بين الباث والسناب شات؟ لا يعرف من هي بلقيس فتحي؟ أستاذ الجامعة لا يخلط الثوم مع الكاتشاب في البيك، ولا يأكل أطراف التميس وهو عائد للبيت، لا يذهب إلى حراج الصواريخ وسوق الأمير متعب في جدة ولا يطعس في الثمامة، أستاذ الجامعة في أي مجتمع مقيد، والمجتمع يفترض منه أن لا يفعل بعض الأشياء أو أن يذهب إلى بعض الأماكن، مثلاً من غير الطبيعي أن ترى أستاذ جامعي في مركز الشرطة في قضية مضاربة مثلاً، على الرغم من حدوث 27 ألف حادثة مضاربة خلال العام الماضي بين سعوديين سجلتها مراكز الشرط، لن تجد أستاذ الجامعة يقف في طابور في مقرات الضمان الإجتماعي، على الرغم من أن عدد المسجلين في الضمان يصل إلى مليون مواطن سعودي. الأستاذ الجامعي وبحكم تخصصه تجده غارق في بحثه الدقيق، وخارطة انتقالاته هي السكن الجامعي ـ الجامعة ـ جلسة اصدقائه الأسبوعية في القسم ..وفقط.
أنا ابن المجتمع، متعلم وشاب وواجهة مشرفة للبلد، وهدفي الواضح والصريح أن أكون عضو مجلس شورى الآن.
المصدر: عين اليوم