أكد تقرير بريطاني أن المقاطعة التي فرضتها الدول الداعية إلى مكافحة الإرهاب على قطر بدأت تؤتي نتائج سيئة على عكس ما يروج الإعلام القطري، مؤكداً أن الفترة المقبلة قد تشهد تشديداً أكبر في الإجراءات حتى تنصاع الدوحة إلى مطالب الكف عن دعم الإرهاب، والتحريض على الفتن وإيواء المتطرفين.
وتوقعت وحدة الأبحاث البريطانية «إيكونوميست أنتيليجانس يونت» أن يطول أمد القطيعة وعزل قطر لسنوات لا لمجرد أشهر، بالنظر لعمق أزمة الثقة بين قطر وجيرانها. ويعتبر هذا التقرير هو الأول من نوعه، الذي يصدر من نشرية عريقة، ويرصد التأثيرات السلبية للإجراءات، على الرغم من التعنت القطري وإيهامه المستمر بأن الأوضاع مستقرة.
وقالت النشرية البريطانية في تقرير حديث لها، إنه كلما طال أمد العقوبات المفروضة على قطر زاد التأثير السلبي في الاستقرار السياسي لها، خاصة في حال تأثر رفاهية القطريين وأسلوب عيشهم جراء الأزمة بصورة أكبر. وأشارت إلى أن مقاطعة الدول الأربع، الإمارات والسعودية ومصر والبحرين، للدوحة من شأنها أن تضع المنافسة والصراع الداخلي في قطر في المقدمة، الأمر الذي سيزيد وضع أمير قطر سوءاً ويضعه في طريق الانهيار، لافتة إلى أن التواجد العسكري الأجنبي المتنامي في قطر سيفاقم المشاعر العدائية بين الدوحة وجيرانها. كما أشارت إلى أن ضغوط الإجراءات ستضع نظام تميم بن حمد في أزمة كبيرة ستزداد حدتها مع الأيام، ولن تنفعه التحالفات، التي تبدو مؤقتة، خصوصاً مع تركيا وإيران.
وقالت «إيكونوميست»، إن الأسرة الحاكمة في قطر تعتمد في سياساتها الخارجية، التي يديرها حمد بن خليفة آل ثاني والد أمير قطر تميم بن حمد، على حياكة شبكة معقدة من الحلفاء، على أمل أن يعزز ذلك تواجد قطر ويرسخه في المنطقة، فعلى سبيل المثال تستضيف قطر آلاف الجنود الأمريكيين، وفي ذات الوقت تعمد فيه إلى تعميق علاقاتها الدفاعية مع إيران، كما تقوم بدعم المتطرفين في سوريا الذين يتحالفون ضد المصالح الأمريكية وضد نظام الأسد القريب من إيران.
ولفتت إلى أنه بات من الصعوبة بمكان على قطر أن تكفل استدامة هذه التحالفات المتضاربة لفترة أطول، خاصة أنها باتت اليوم تحت ضغوط هائلة ومتنامية، سواء من الأطراف ذات الثقل في المنطقة القلقة من نمو علاقات قطر مع إيران وتمويلها للمتشددين والجماعات المتطرفة.
المصدر: الخليج