كاتب إماراتي
نشرت إحدى السيدات، على وسائل التواصل الاجتماعي، تسجيلاً صوتياً تُبدي فيه تذمّرها من قيام سائق بالدخول مع طفلة إلى دورة مياه محطة الوقود، بينما ظلت الأم تنتظر في السيارة منشغلة باللعب بهاتفها المتحرك.
قد تكون الأم تعاني مشكلة أو لديها إعاقة تمنعها من التوجه مع طفلتها، هذا الاحتمال وارد بكل تأكيد في هذه الحالة، ومع ذلك فليس من اللائق أن يدخل السائق مع الطفلة إلى دورة المياه، حتى لو افترضنا وجود ثقة لا متناهية بالسائق.
ربّما يكون هذا الموقف العابر غير واضح، لا نعلم مدى دقته أو الظروف المحيطة به، إنما يجب أن نتذكر الكثير من الحوادث المقزّزة، التي حدثت جرّاء اعتماد الأهل على الخادمات، فما بالك بالسائقين الذين يتحلى بعضهم بثقافات مختلفة لا تعرف العيب ولا الحرام، وتحوّل بعضهم إلى ذئاب بشرية لا تعرف الرحمة!
هناك إهمال غريب لا أجد له أي تفسير سوى اللامبالاة، وانعدام المسؤولية لدى عدد من الأمهات. الجهات المختصة بدأت بشكل مكثّف في توعية المجتمع، عن طريق وسائل الإعلام وبالأفلام القصيرة، إلا أن للبعض أذناً من طين وأخرى من عجين، لا تنفع معها حملة ولا أفلام ولا تأنيب ضمير.
فلذات أكبادنا أمانة في أعناقنا، قد ننشغل في العمل، وفي متابعة شؤون الحياة، وقد يكون الإهمال من أحد الوالدين، إنما ليس ذلك بمبرر أن نكون ساهين لاهين في أمور أساسية، قد يهتم الأب بالسيارة والأناقة والسفر، ويكون غير مهتم بأبنائه، وقد تجد سيدة تهتم بنفسها في كل شيء، لن تنسى وضع مساحيق التجميل، ولا يمكن أن تفوّت أي مناسبة اجتماعية، وستلتقط مئات الصور، وتحرص على ارتداء الماركات التي تعرف كل كبيرة وصغيرة عنها، أما عندما يكون الأمر متعلقاً بتربية الأبناء، فإنه سيكون من ضمن آخر اهتماماتها، يقول المغفور له بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان: «لا يجوز انشغال الأم عن أبنائها واعتمادها على الغير في تربيتهم، وإن دور الأم هو في تنشئة أبنائها وتربيتهم»، وبالمثل لا خير في أب لا يحاسب أبناءه، ولا يهتم بهم، ولا يعرف أي شيء عنهم.
المصدر: الإمارات اليوم