مستشار إعلامي بجريدة البيان، إعلامي منذ عام 1978، حاصل على جائزة الصحافة العربية وجائزة الدولة التقديرية، خرّيج جامعة الإمارات الدفعة الخامسة، وله 8 كتب وأعمال تلفزيونية في التوثيق الرياضي
بعد انتهاء لقاء عملاقي أمريكا الجنوبية، شدتني لحظة تبادل التهاني بين الفذين ميسي الأرجنتيني ونيمار البرازيلي في لقطة تعد الأفضل والأجمل منذ سنوات لم نرَها في الملاعب، إذ تعانقا وتبادلا التهاني بالفرح والبكاء بين أفضل لاعبي العالم، اليوم هذه اللقطة تؤكد معنى السلام والمحبة في الرياضة وخاصة في عالم «الساحرة المجنونة» كرة القدم، التي تزيد بين العلاقات بين الدول والشعوب، والرياضيون هم من أفراد الشعوب فكانت لقطة رائعة نعدها درساً يقدم لمن يمارسون الرياضة كافة، كيف علينا أن نتقبلها بروح رياضية عالية، ويا ليت أن نضع هذه الصورة في جميع غرف ملابس اللاعبين لكي يتعلموا من الكبار.
هذه هي سمة الكرة الجميلة من يعرف أصولها ويحترمها، بينما على النقيض تماماً ما وجدناه في لندن من إشعال الفتنة على مواقع التواصل الاجتماعي، وتدمير الجماهير الإنجليزية المنشآت لاستاد «ويمبلي» التاريخي الشهير بتحطيمها وتكسيرها في مشهد يبين الإرهاب الرياضي الكروي ما أساء لبلد مهد حضارة كرة القدم، فكل ما بناه الإنجليز وتعبوا عليه، جاء المخربون والمهرجون بتحطيم كل شيء في مشهد غير حضاري، بعد أن سمحوا للجماهير بالدخول في عز «كورونا» ليضربوا روح الرياضة بعرض الحائط في مشهد سيئ فقد أثرت هذه الأعمال في المنتخبين ما وضعهما تحت ضغط جاء عكسياً على الإنجليز في الملعب، ما أدى إلى قوة وحماس الطليان ليخسروا على أرضهم كما خسر السامبا على ملعبه، فلم تعد الملاعب في مصلحة أصحاب الأرض!
فمن حق الطليان أن يفرحوا فقد أحرز «الآزوري» لقب كأس أمم أوروبا أول مرة عام 1968 لتعود إلى منصة التتويج بعد غياب 53 عاماً، ومن بين المشاهير الذين يجب أن نذكر اسمهم هو ما كتبه مانشيني المدير الفني للمنتخب الإيطالي، اسمه بأحرف من ذهب في تاريخ بلاده والتهنئة للآزوري.. والله من وراء القصد.
المصدر: البيان