قالت «اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا» (الإسكوا) إن اللاجئين العرب باتوا يشكلون أكثر من نصف عدد اللاجئين في العالم.
ويأتي ذلك في وقت تشهد المنطقة حركة نزوح غير مسبوقة منذ عقود وقالت (الإسكوا) أمس الثلاثاء، في بيان وزعه مكتبها الإعلامي في بيروت «اليوم يشكل اللاجئون العرب أكثر من نصف عدد اللاجئين في العالم».
وأشارت إلى أن «أكثر من مليون لاجئ ونازح عراقي انضموا إلى قوافل المهجرين والمشــــــردين في المنطقـــــــــة العربية التي باتت تضـــــــــم أكثر من تسعة ملايين ســــــوري، وخمســــــــة ملايين فلسطيني».
وأدانت «الإسكوا» ما «يتعرض له أكثر من مليون عراقي من تهجير وإكراه وتشريد في استباحة لحقوقهم الإنسانية ولحقهم في العيش بحرية وكرامة في إطار من المواطنة المتساوية بين جميع أبناء البلد الواحد».
ونددت بـ«جميع المواقف والنزاعات التي تتنافى مع قيم التسامح وقبول الآخر». وأدانت أيضا «جميع الممارسات التي تميز بين البشر على أساس الدين أو المذهب أو العرق أو الجنس».
وقالت «الإسكوا» إن «ما تشهده المنطقة حاليا من طروحات مستهجنة غريبة على مبادئ وقيم التنوع التي عرفتها مجتمعاتنا واغتنت بها طيلة قرون من الزمن، لن تـــــــؤدي إلا إلى إذكاء النعرات المدمرة والنفخ في نيران تفتيت المنطقة على أسس مذهبية وطائفية وعرقية».
ودعت الإسكوا «في هذه اللحظة الفارقة، إلى تضافر جهود حكومات المنطقة وأهل الرأي والفكر، لمساعدة العراق على حل أزمته والعمل بمبدأ المسؤولية الإنسانية الجماعية لرأب الصدوع المجتمعية التي تضرب دول المنطقة، وإعادتها إلى ثقافة التسامح والسلام».
وأضافت «لقد حان الوقت لوقفة ضــــــــمير أمام الآثار المدمرة التي خلفتها في العراق عقود من الحروب والنزاعات تكاد تشــــعل بنارها المنطقة برمتها.
لقد آن الأوان لوضع حد لإهدار الدماء ووقف آلة القتل في العراق وغيره، تمهيدا لحوار حول الأسباب الجذرية، وإطلاق خطط وسياسات للنهوض يسهم فيها الجميع».
ورأت «الإسكوا» أن «العدالة الاجتماعية والمساواة وعدم الإقصاء واحترام حقوق الإنسان في ظل ســـــــيادة القانون هي الدعائم الأساسية لتوطيد الاستــــــقرار ولتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية القابـــــــلة للاستمرار، وأن غياب هذه الدعائم لن يــــــؤدي إلى عرقلة النمو والنماء المســــــــتقبلي فحسب، بل أيضــــــــا إلى تبديد ما تحقـــــــق من مكتسبات تنموية على مدار العقود الماضية».
وجددت دعوة جميع المعنيين في المنطقة إلى «الاستفادة من الخبرات والطاقات التي تزخر بها منطقتنا العربية لإطلاق مبادرات وطروحات جديدة للنقــــــــاش البناء والتعمق في فهم جميع جوانب القضايا الشائكة التي جعلت من منطقتنا أكثر مناطق العالم عرضة للحروب والنزاعات في الأعوام الماضية».
المصدر: بيروت: «الشرق الأوسط»