كاتب إماراتي
شكراً لسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك (أم العرب)، التي وضعت النقاط على الحروف، فخرجت الكلمات أروع، والعبارات أبلغ، تصدح في أرجاء الوطن العربي.
عندما يكون الحديث صادراً عن أم الشيوخ وأم الإماراتيين، فلابد أن يفيض بالحكمة، التي يتوجب أن نفكر فيها ونتأملها، لتكون منهاجاً للعمل، خصوصاً عندما يتعلق الأمر بالأم والزوجة والأخت والابنة.
وأكدت سمو الشيخة فاطمة أن المرأة الإماراتية تستطيع مواكبة العصر، دون تفريط في خصوصيتها وشخصيتها وهويتها، أو بالتزامها بتعاليم الدين الإسلامي والشريعة الإسلامية، والمحافظة على العادات والتقاليد.
كان هذا رداً لكل من يروّج بغباءٍ سافر وعقلية «مُخبقة»، أن مواكبة العصر بالتحرر من كل سبق.. يشيعون أنّ الهوية الإماراتية والعادات والتقاليد تعيق تقدم ورفعة المرأة، وأنّ الالتزام بالشريعة الإسلامية يقف بالمرصاد لطموح المرأة في وقتنا الحاضر.
يا سادة يا كرام، إنّ مواكبة العصر غير مقترنة بتغيير الملابس، وتفصيل العباءات الكاسية العارية، ولا باستيراد الأفكار الغربية غير المتناسبة مع مجتمعنا، وليست بالتحدث باللغة الإنجليزية بدلعٍ، وإهمال اللغة العربية، ولا شأن لها بمخاطبة الأبناء باللغة الإنجليزية ليتحدثون بلغة عربية مكسّرة، ولا تعني بتاتاً حرية الاختلاء مع الرجال في الأماكن المغلقة، التي تثير الريبة والاشتباه، ولا بالتقاط الصور التي تخدش الحياء وتثير غرائز الرجال، وليست باقتحام المجال الذي لا يتناسب مع ما فطرها الله عليه.
نعم، لا نختلف أنَّ المرأة تحتاج إلى العمل في هذا الزمان، وقد أثبتت علو كعبها في العديد من المجالات، تسهم في التنمية، تدعم الزوج وتقف معه في السراء والضراء، هي الطبيبة والمعلمة والمهندسة، وأشياء كثيرة لم تكن تتوقع أن تصل إليها في يوم من الأيام، وفي الوقت نفسه نعتمد عليها في تربية النشء وضمان الأسرة المترابطة، يقول الكاتب والمفكر د.مصطفى محمود: «إنَّ الرجل له أن يصنع كل وأي شيء، لكن المرأة وحدها تصنع الرجل».
عزيزتي المرأة، الجاهل والمتخلف سيقفان ضد المرأة، ويمنعانها من أن تؤدي دورها، لكن في الوقت نفسه لا تغركِ تلك الدعوات المشبوهة هنا وهناك، تستطيعين أن تكوني أكثر تطوراً وتقدماً وتفتحاً وعلماً، دون أن تتنازلي قيد أنملة عن هويتكِ وشخصيتكِ وخصوصيتكِ، لتكوني بذلك الإماراتية التي يفتخر بها الجميع.
المصدر: الإمارات اليوم
http://www.emaratalyoum.com/opinion/2015-03-24-1.768105