يضرب المنتخب الأولمبي لكرة القدم موعدا جديدا مع التاريخ والظهور العالمي أمام جماهير الكرة في كل أنحاء الكرة الأرضية، وذلك عندما تشير عقارب ساعة “بغ بن” الشهيرة في قلب العاصمة البريطانية لندن إلى الثامنة إلا الربع مساء اليوم “الحادية عشرة إلا الربع” بتوقيت الإمارات، حيث يحين موعد مواجهة “الأبيض” مع منتخب بريطانيا، في الجولة الثانية لمباريات المجموعة الأولى لمنافسات الكرة بدورة الألعاب الأولمبية 2012، وذلك على ملعب استاد ويمبلي، أحد أشهر ملاعب العالم.
المباراة تعني الكثير للمنتخب الأولمبي بعد خسارة نقاط المباراة الأولى أمام منتخب أوروغواي 1/2 بعد تقديم عرض مميز أشاد به الجميع، وقد تكون مباراة الليلة أكثر صعوبة أمام منتخب بريطانيا “الموحد”، على ملعبه وبين جماهيره الكبيرة، لكن أداء منتخبنا في المباراة الأولى يرفع من سقف الطموحات في إمكانية تحقيق الأفضل في هذه المباراة، بعد أن زالت رهبة المباريات الكبيرة واللعب أمام حشود جماهيرية هائلة، بعد خوض مباراة أوروغواي في أولد ترافورد أمام أكثر من 60 ألف متفرج.
استعد منتخبنا الأولمبي للمباراة بأداء تدريبين عقب الانتهاء من مباراة أوروغواي والانتقال من مانشستر إلى لندن، وأتم الفريق تحضيراته أمس وسط اهتمام كبير ودعم معنوي كامل من إدارة البعثة ومجلس إدارة اتحاد الكرة برئاسة يوسف السركال ونائبه عبيد سالم الشامسي وراشد الزعابي ويوسف خوري عضوي مجلس الإدارة، ومعهم ناصر بن ثعلوب مدير مكتب رئيس الاتحاد، بالإضافة إلى كل أعضاء الوفد الإداري للبعثة الموجودة في لندن، الذين يتواجدون خلف المنتخب من أجل زيادة دعم اللاعبين والجهاز الفني بقيادة مهدي علي قبل المباراة المرتقبة.
تصحيح الأخطاء
واهتم مهدي علي مدرب منتخبنا بتصحيح بعض الأخطاء التي ظهرت خلال المباراة الأولى أمام أوروغواي في الجوانب الدفاعية والهجومية مع شرح طريقة لعب منتخب بريطانيا، من خلال مشاهدة شريط مباراة المنتخب البريطاني أمام نظيره السنغالي في الجولة الأولى، التي انتهت بالتعادل 1/1، خاصة أن أداء منتخب بريطانيا يتميز بالسرعة العالية وهو ما لم يكن موجودا بنسبة كبيرة في أداء لاعبي أوروغواي.
ويحتفظ مهدي علي ببعض الأوراق التي يمكن استخدامها في مباراة اليوم، سواء بتعديل بعض ملامح التشكيلة أو الإبقاء عليها كما هي، واستخدام البدلاء أثناء سير المباراة، لكن المؤكد أن طريقة اللعب سوف تشهد تغييرات في مهام لاعبي الوسط لمراقبة مفاتيح لعب المنتخب البريطاني ومحاولة إنهاء الهجمات مبكرا قبل وصولها لمنطقة الخطورة، مع زيادة دعم لاعبي الدفاع والوسط أيضا للجوانب الهجومية أمام المنتخب البريطاني القوي دفاعيا.
وشهدت التدريبات ارتفاعا في الحالة المعنوية للاعبين بعد الإشادة التي حظوا بها بعد مباراة أوروغواي، رغم الخسارة غير المستحقة، وأدى اللاعبون التدريبات بحماس كبير ورغبة في تقديم عرض أفضل أمام أصحاب الضيافة، خاصة أن هذه المباراة سوف تحظى باهتمام عالمي أكبر بعد الأداء الذي قدمه منتخبنا في المباراة الأولى،
وأكد خلالها أنه سيكون ندا قويا لفرق المجموعة الأولى، وأيضا في ظل تعادل المنتخب البريطاني أمام السنغال وعدم رضا جماهيره الكبيرة عن هذه النتيجة ورغبته في التعويض.
ملعب ويمبلي ينتظر 90 ألف متفرج
من المنتظر أن تمتلأ مدرجات استاد ويمبلي الليلة عن آخرها لمتابعة مباراة المنتخب البريطاني أمام منتخبنا، ومن بعدها مباراة منتخب أوروغواي مع منتخب السنغال في المجموعة ذاتها، وذلك بعد أن نفدت معظم التذاكر وتم بيع عدد كبير منها بأسعار مضاعفة في السوق السوداء.
ويقع ملعب ويمبلي في منطقة ويمبلي غرب العاصمة لندن، وتم افتتاحه لأول مرة في 28 أبريل 1923، والملعب يستخدم لمباريات كرة القدم والرجبي وألعاب القوى، وكذلك لحفلات البوب وغيرها، وتتسع مدرجاته إلي حوالي 90 ألف متفرج، وهو من تصميم أحد أشهر مهندسي العالم، وهو موت مكدونالد، الذي صممه بتمويل من إنجلترا بتكلفة تقدر بـ 798 مليون جنيه استرليني (حوالي 1.57 مليار دولار).
ويملك الملعب أكبر سقف مقاعد مغطاة في العالم، وقد كانت فكرة تصميم وهدم وإعادة الملعب من جديد سنة 2000، لكن هذا العمل تأخر بسبب سلسلة من الصعوبات المالية والقانونية، ليهدم ويصمم من جديد سنة 2003 وتم إعادة افتتاحه في مارس 2007.
يتميز الملعب بـأنه يمتلك أكبر قوس أحادي في العالم، يبلغ طوله 133 م، ووزنه 1750 طناً، وقطره 7.4 م، ويمكن مشاهدته من بعد 21 كيلو مترا من كافة أرجاء المدينة، وصممه في البناء الجديد المهندس البريطاني الشهير نورمان فوستر، وما يميز ملعب ويمبلي عن غيره من الملاعب أنه يحتوي على منارات للطائرات التي تحلق على مدى منخفض.