تطلق شركة الياه سات، التابعة لشركة المبادلة للتنمية، قمرها الصناعي الثالث «الياه 3» خلال العام 2016، بهدف توسيع نطاق خدماتها التجارية المتمثلة بخدمة الإنترنت (نطاق Ka)، لتشمل تغطيتها 17 دولة إضافية و600 مليون مستخدم للإنترنت.
وبهذه الخطوة، فإن الشركة ستحتل موقع ثامن مزود لخدمات الإنترنت من حيث العائدات على مستوى العالم.
قالت الشركة لـ «الاتحاد» إنها تتوقع أن يتم البدء بتصنيع القمر الصناعي الثالث خلال الربع الثالث من العام الحالي، مشيرة إلى أن إجمالي الدول التي ستغطيها بعد إطلاق القمر الثالث فيما يتعلق بخدمة الإنترنت (نطاق Ka) يزيد على 40 دولة.
وستعلن الياه سات، في وقت لاحق، عن شركائها في تصنيع وإطلاق القمر الصناعي «الياه 3»، وفي الوقت ذاته، تواصل دراسة خياراتها بخصوص المحطة الأرضية ونظام الشبكة. كما تجري مناقشات لاختيار موزعين لها في أفريقيا والبرازيل. ونظراً لتفرد كل سوق عن غيره، فإن الشركة ستتبع سياسة تسويق، وتعمل على تخصيصها بما يناسب الأسواق لتقدم للمستخدمين تجربة ذات قيمة.
يشار إلى أن القمر الصناعي الياه 3 يعتمد على أكثر التقنيات المتقدمة والمتوفرة في السوق، وتهدف الياه سات من وراء ذلك إلى توسيع نطاق خدماتها التجارية من خلال نطاق Ka لتغطي القارة الأفريقية، معتمدة في ذلك على نجاحها، حيث نالت جائزة أفضل مشغل للأقمار الصناعية في 2014 في المنطقة، ودخولها للمرة الأولى إلى أميركا الجنوبية.
وتهدف الخدمة إلى تقديم الاتصال الفضائي الموثوق بالإنترنت إلى مناطق واسعة من العالم وبأسعار تنافسية، ليلبي احتياجات الناس في المناطق النائية، والتي لا تتمتع بخدمات الاتصالات، وذلك للأفراد والشركات ومزودي خدمات الاتصالات.
وقال حميد الشمري الرئيس التنفيذي لقطاع صناعة الطيران والخدمات الهندسية في مبادلة: «تعد الياه سات واحدة من أبرز قصص النجاح في دولة الإمارات، حيث إنه مع عزمها إطلاق القمر «الياه 3» فإن الشركة ستحتل موقعاً متقدماً في مسيرتها نحو تحقيق هدفها في الريادة الإقليمية والعالمية لتقديم خدمات متقدمة في مجال الأقمار الصناعية».
وأضاف «يدل عزم «الياه سات» إطلاق قمرها الثالث خلال أقل من عقد على الخطط المستقبلية لدولة الإمارات في مجال صناعة الاتصالات الفضائية».
وتساهم الاستثمارات التي توظفها دولة الإمارات في مجال استكشاف الفضاء، وصناعة الطيران، وتشغيل الأقمار الصناعية، في تشجع الجيل الجديد من أبناء الدولة على التوجه نحو الدراسة والتخصص في المجالات العلمية والتكنولوجية ومن ثم العمل في القطاعات المرتبطة بها.
ووصلت نسبة المواطنين الإماراتيين العاملين في «الياه سات» إلى 57% من مجموع العاملين في الشركة، وسيوفر مشروع القمر الصناعي «الياه 3» المزيد من فرص العمل الجديدة، ويتيح لمجموعة مختارة من الطلاب المواطنين إمكانية الاطلاع على مراحل تصنيع القمر الصناعي الجديد بأكملها، وبالتالي حصولهم على المعارف وصقل المهارات، كما سيوفر لهم الفرصة لدعم قطاع التكنولوجيا وصناعة الطيران في الدولة.
من جانبه، قال جاسم بوعتابة الزعابي، رئيس مجلس إدارة الياه سات «تعمل الإمارات على تطوير مكانتها كلاعب أساسي في القطاع العالمي للأقمار الصناعية لتصبح المركز الإقليمي للإبداع والابتكار في هذا المجال».
وأضاف «بفضل الدعم الذي نحصل عليه من الحكومة ومبادلة والعملاء والشركاء والموردين تحتل «الياه سات» اليوم موقعاً ريادياً في المنطقة كمشغل للأقمار الصناعية، حيث تعمل على دعم الخطط الحكومية لنشر الاتصالات الفضائية وقيادة الابتكار التكنولوجي، ونحن ماضون في مسيرتنا نحو تحقيق هدفنا في الوصول إلى موقع عالمي».
بدوره، قال مسعود شريف محمود، الرئيس التنفيذي لـ “الياه سات”: «يمثل الياه 3 أحد أبرز الإنجازات التي حققتها الياه سات، فمن خلاله نستطيع توسيع مجال تغطيتنا والدخول إلى أسواق جديدة، كما تؤكد هذه الخطوة على رؤيتنا في أن نكون الشريك العالمي المفضل لخدمات الاتصالات الفضائية المبتكرة والموثوقة وذات الأسعار التنافسية».
وأضاف «مع نجاح القمرين Y1A وY1B في تقديم الخدمات المنشودة للحكومات والمنظمات غير الحكومية والشركات والأفراد، فإننا ننطلق بمزيد من الثقة في اكتشاف آفاق جديدة للنمو».
وقال محمود: «يعود الفضل في جزء كبير من قصة نجاحنا إلى الجمع بين الخبراء العالميين والكادر الإماراتي المؤهل، وجعلهم يعملون جنباً إلى جنب، فأصبحنا نتمتع في الياه سات ببيئة عمل متعددة الثقافات تمكّن من التحفيز الذاتي وتشجّع على مواجهة التحديات بثقة».
وسيمتاز القمر الصناعي الياه 3 بأدائه العالي واعتماده بشكل كامل على نطاق الإنترنت (Ka)، ويساعد تصميمه المتطور في الوصول إلى أمثل المستويات، من حيث التكلفة والسعة والتغطية والمرونة، ويدعم تقديم خدمة الإنترنت بشكل مباشر أو غير مباشر إلى 600 مليون مستخدم في القارتين، حيث سيغطي الياه 3 أكثر من %95 من سكان البرازيل، ويتماشى هذا الإنجاز مع هدف الياه سات في التشجيع على التنمية الاجتماعية والتطور الاقتصادي، من خلال تقديم منصة تمكن الناس من الوصول إلى المعلومات، وتساعدهم في الانتقال إلى مرحلة مشاركة البيانات والمعلومات رقمياً، إضافة إلى تسهيل أعمال الشركات ما يمكنها من توسيع مجال شبكتها وخلق فرص عمل جديدة.
المصدر: رشا طبيلة (أبوظبي) – الاتحاد