وام / أكدت دولة الإمارات ضرورة تعزيز التعاون والتنسيق الدولي لدعم تحول الطاقة وزيادة حصص الطاقة المتجددة عالميا للمساهمة في تعزيز حماية البيئة والعمل من أجل المناخ ولضمان مستقبل أفضل للأجيال الحالية والمقبلة.
جاء ذلك خلال إلقاء معالي الدكتور عبدالله بن محمد بلحيف النعيمي وزير التغير المناخي والبيئة لبيان دولة الإمارات في الجلسة الافتتاحية للدورة الحادية عشرة من اجتماعات الجمعية العامة للوكالة الدولية للطاقة المتجددة “آيرينا” التي انطلقت أعمالها اليوم افتراضيا في أبوظبي وذلك في مستهل فعاليات أسبوع أبوظبي للاستدامة.
وقال معاليه: “إن جائحة فيروس كورونا المستجد وطبيعة التعامل العالمي معها قدمت درسا مهما مفاده أن الاستعداد المسبق والتعاون والتنسيق والالتزام بالمتطلبات أساس النجاح في مواجهة كافة التحديات الأمر الذي يجب الاستفادة منه في العمل العالمي لمواجهة التحدي الأكثر خطورة ليس على مستقبل البشرية فحسب وانما على الحياة على كوكب الأرض ككل وهو تحدي التغير المناخي وتداعياته”.
وأشار إلى أنه لضمان مستقبل أفضل للأجيال الحالية والمقبلة يجب أن ينعكس ما تعلمناه من أزمة جائحة كورونا على جهودنا في مواجهة كافة التحديات وبالأخص التحدي الأكثر خطورة وتهديدا لكوكب الأرض تحدي التغير المناخي إذ يجب علينا جميعا الالتزام بتعهداتنا ودورنا في مواجهة هذا التحدي وتكثيف جهودنا لخفض حدته.
وأضاف معاليه: “مع مرور عقد كامل وانقضاء عام من العقد الجديد لمسيرتها نفخر جميعا بالدور الفعال الذي لعبته الوكالة الدولية للطاقة المتجددة في دفع وتحفيز تحول الطاقة حيث شهدت “آيرينا” انطلاقا من مقرها الرئيسي في العاصمة أبوظبي نموا استثنائيا في عدد الدول الأعضاء الذي ارتفع من 85 إلى 163 دولة عضو إضافة إلى 21 دولة في مرحلة إجراءات المصادقة إلى جانب زيادة رقعة تأثير الوكالة العالمي وكذلك حجم سوق الطاقة المتجددة الذي ساهمت بشكل فاعل في تطويره ..حيث تضاعف حجم الإنتاج العالمي للطاقة المتجددة من 1136 جيجاوات ليتجاوز 2537 جيجاوات وذلك بحسب تقرير “آيرينا” الإحصائي للعام 2019″.
وأشار إلى أن الانتشار الذي حققته حلول الطاقة المتجددة عالميا يعد مبشرا، ولكن ما يزال أمام المجتمع الدولي الكثير لتجاوز التحديات التي تواجه هذا القطاع الحيوي.
وأضاف معاليه: “بالتزامن مع هذه المسيرة الناجحة نفخر في دولة الإمارات بأنه في إطار التزامنا الطوعي بالعمل من أجل البشرية والمناخ حققت الدولة في الفترة نفسها إنجازات ملموسة في مجال الطاقة المتجددة على المستوى المحلي حيث ارتفعت القدرة الإنتاجية من 10 ميجاوات في 2009 إلى 2400 ميجاوات حاليا وبدخول المشاريع الجاري تطويرها حيز التشغيل الفعلي ستساهم في إضافة 6000 ميجاوات جديدة بحلول 2030 وعلى المستوى الدولي وبهدف دعم وتعزيز نشر واستخدام حلول الطاقة النظيفة والمتجددة وعبر شراكة بين “آيرينا” و”صندوق أبوظبي للتنمية” وشركة أبوظبي لطاقة المستقبل “مصدر” تم تنفيذ العديد من المشاريع في الدول الجزرية للبحر الكاريبي ودول الجزر في المحيط الهادي بقيمة تمويلية بلغت 450 مليون دولار وعبر استثمارها وشراكتها الاستثمارية تدير شركة “مصدر” محفظة مشاريع للطاقة المتجددة في أكثر من 30 دولة حول العالم.
وأشار إلى أن طرح مناقصة المرحلة الخامسة من مجمع الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية في دبي سجل الكلفة الأقل عالميا لوحدة الإنتاج في 2019، والتي لم تتجاوز 1.7 سنت لكل كيلو وات في الساعة وخلال 2020 سجل مشروع الطاقة الشمسية في منطقة الظفرة تكلفة انتاج اكثر انخفاضا حيث لم تتجاوز 1.35 سنت لكل كيلو وات في الساعة.
وأضاف معاليه: “من جانب آخر وضمن جهود دولة الإمارات للعمل من أجل البيئة والمناخ طورنا بشكل كبير منظومة الاستفادة من النفايات وتحويلها إلى طاقة عبر إنشاء العديد من المحطات المتخصصة في هذا المجال ومنها ما يجري العمل عليه حاليا بين شركتي “مصدر” المتخصصة في الطاقة المتجددة و”بيئة” ذات الخبرة في إدارة النفايات لمعالجة ما يزيد عن 37.5 طن من النفايات في الساعة لتوليد 30 ميجا وات من الطاقة الكهربائية كما تستعد وزارة التغير المناخي والبيئة لتشغيل محطة نموذجية لمعالجة النفايات البلدية الصلبة وإنتاج الوقود البديل منها بقدرة إنتاجية تصل إلى 300 ألف طن سنويا”.
وقال معاليه: “كل هذه الجهود ولاتزال دولة الإمارات تواصل مسيرتها في الالتزام الطوعي بالعمل من أجل البيئة والمناخ حيث أعلنت خلال الشهر الماضي عن التقرير الثاني من مساهماتها المحددة وطنيا والتي تشمل في أحد أهم جوانبها التخطيط المستقبلي لخفض البصمة الكربونية لقطاع الطاقة وتطوير الدولة لأول شبكة تجارية في المنطقة لاحتجاز الكربون واستخدامه وتخزينه بما يعزز تحقيق “حيادية الكربون” وزيادة حصة الطاقة النظيفة لتصل إلى قدرة إنتاجية 14 جيجا وات بحلول 2030 و50 في المائة من إجمالي مزيج الطاقة المحلي بحلول 2050 كما يجري العمل على تطوير حلول الطاقة القائمة على استخدامات الهيدروجين”.
وأشار إلى أنه لايزال الطريق طويلا للوصول بمسيرة تحول الطاقة العالمية للمستوى المطلوب للمساهمة بفاعلية لمواجهة تحدي تغير المناخ ويضمن مستقبل أفضل للأجيال الحالية والمقبلة فوفقا لـ”آيرينا” يتطلب الانتقال لنظام طاقة عالمي خال من الانبعاثات الكربونية مزيدا من الاستثمارات في قطاع الطاقة بمبالغ تقدر بـ 15 تريليون دولار بحلول 2050 لذا يجب أن علينا جميعا تكثيف جهودنا ورفع سقف طموحاتنا لدفع وتسريع وتيرة تحول الطاقة وزيادة حصص الطاقة المتجددة عالميا.
وأضاف: “يتزامن زخم اجتماعاتنا في “آيرينا” مع انطلاق الفعاليات الافتراضية لأسبوع أبوظبي للاستدامة، هذا الحدث العالمي الذي بات واحدا من أهم المنصات المؤثرة لدعم وتحفيز تحول الطاقة وتحقيق التنمية المستدامة عالميا، وهنا يشرفني دعوتكم جميعا للمشاركة في فعاليات هذا الحدث المهم”.
واشاد معاليه في الختام بالإنجازات الاستثنائية التي حققتها “آيرينا” بالتعاون مع الدول الأعضاء، مؤكدا تطلع دولة الإمارات للمزيد من الإنجازات المؤثرة بما يعود بالنفع والخير والازدهار على البشرية جمعاء.