ترأست دولة الإمارات بالشراكة مع جمهورية ألمانيا الاتحادية، الاجتماع الخامس لمجموعة العمل المعنية بالاستقرار الذي انعقد في برلين أمس الأول، في إطار التحالف الدولي لمكافحة «داعش» الإرهابي. ترأس وفد الدولة المشارك في الاجتماع فارس محمد المزروعي مساعد وزير الخارجية والتعاون الدولي للشؤون الأمنية والعسكرية. وأعربت دولة الإمارات في الاجتماع عن تحفظها من استخدام قوات «الحشد الشعبي» لتحرير المناطق الخاضعة لسيطرة «داعش» في العراق، مؤكدة أن عملية تحرير هذه المناطق يجب أن تكون بقيادة الجيش والشرطة العراقية والعشائر من سكان هذه المناطق، وبدعم من التحالف الدولي لمكافحة التنظيم الإرهابي.
وناقش الاجتماع آخر مستجدات عملية إعادة الاستقرار في المناطق المحررة من «داعش»، مثل تدريب الشرطة العراقية ومناقشة دور المرأة ومستجدات عملية إزالة الألغام وجهود صندوق الأمم المتحدة الفوري لتحقيق الاستقرار «اف اف أي اس». وفي هذا السياق، أعلنت دولة الإمارات تبرعها بمبلغ 36,7 مليون درهم لدعم جهود الصندوق، خصوصاً لإعادة بناء وتأهيل مشاريع تدعم إعادة الاستقرار في العراق. وشارك في الاجتماع للمرة الأولى ممثلون من قطاع المساعدات الإنسانية، حيث تم استعراض السيناريوهات المتوقعة من عملية تحرير الموصل، وخطط المساعدات الإنسانية الطارئة.
في الأثناء، أكدت مصادر عراقية عسكرية، أن القوات العراقية بدأت عملية الدخول إلى مركز مدينة الفلوجة، وهي تتقدم في منطقة الصقلاوية الواقعة على التخوم الشمالية الغربية للمدينة، تمهيداً لاقتحام المدينة من 4 محاور، خلال الساعات القليلة المقبلة، مبينة أنه تم قتل 110 إرهابيين، وإخلاء 250 أسرة من المحورين الشمالي والجنوبي للمدينة.
ووصلت قوات مكافحة الإرهاب إلى مشارف مدينة الفلوجة السبت للمرة الأولى منذ انطلاق عملية استعادة المدينة التي يسيطر عليها التنظيم الإرهابي منذ أكثر من عامين. وأوضح قائد عمليات تحرير الفلوجة الفريق عبد الوهاب الساعدي أن «قطعات عسكرية كبيرة من جهاز مكافحة الإرهاب وأفواج طوارئ شرطة الأنبار ومقاتلي العشائر وصلوا إلى معسكر طارق ومعسكر المزرعة» جنوب شرق المدينة. وأضاف الساعدي أن «تلك القوات سوف تقوم باقتحام المدينة خلال الساعات القليلة القادمة لتحريرها من (داعش)». وتفرض قوات عراقية حالياً بمساندة «الحشد الشعبي»، ومقاتلين من عشائر الأنبار، طوقاً حول الفلوجة. بدوره، أكد المتحدث باسم جهاز مكافحة الإرهاب صباح النعمان، وصول القطاعات إلى مشارف الفلوجة، وسوف تشترك في عملية تطهير من الداخل. وأضاف «العملية الآن أصبحت حرب شوارع، خصوصاً بعد أن تم تطويق المدينة، وسنباشر باقتحامها وقواتنا متخصصة بحرب الشوارع».
بالتوازي، أكدت قيادة عمليات بغداد في بيان، «تستمر قواتنا الأمنية والقطعات المتجحفلة معها، تنفيذ واجب عملية تحرير الفلوجة من محاور شمال الكرمة والبوشجل واللهيب وجسر التفاحة، وبإسناد من مقاتلي (الحشد الشعبي) والعشائري، وطيران الجيش والقوة الجوية وطيران التحالف الدولي». إلى ذلك، أكد الفريق الساعدي أن ميليشيات «الحشد الشعبي» انسحبت من منطقة كرمة الفلوجة، بعد أوامر من القيادة العليا للقوات المسلحة، وقد سلّمت الكرمة لغرفة عمليات بغداد والحشد العشائري من أبناء المنطقة.
الأكراد متمسكون بشروطهم و«المعتصمون» ينتظرون «الاتحادية»
جلسة لـ«النواب» اليوم بعد تطمينات بنصاب مكتمل
أفاد مقرر مجلس النواب البرلمان العراقي عماد يوخنا بوجود تطمينات بأن نصاب الجلسة التي دعا إليها رئيس المجلس سليم الجبوري والمقرر عقدها اليوم، سيكتمل، بينما أكدت مصادر كردية وأخرى من النواب المعارضين لرئاسة الجبوري و«كتلة الأحرار» الصدرية عكس ما أعلنه مقرر البرلمان.
أكدت مصادر كردية أن النواب الكرد بمن فيهم نائب رئيس البرلمان آرام الشيخ محمد سيقدمون لرئيس الوزراء حيدر العبادي في اجتماع معه قبل الجلسة، جدولاً زمنياً لتنفيذ شروطهم مقابل حضور جلسة البرلمان. وكان النواب الكرد قد علقوا حضورهم جلسات البرلمان بعد اقتحام متظاهرين مقره واعتدوا على عدد منهم 30 أبريل.
من جهة أخرى، لا زالت الكتلة الصدرية تصر على أن حضورها للجلسة مرهون بحضور رئيس الوزراء لتقديم كابينته الوزارية الجديدة (التكنوقراط) للتصويت عليها، فيما أعلنت بعض أطراف «تحالف القوى» عدم رغبتها بالحضور قبل إعلان قرار المحكمة الاتحادية في دعاوى الطعن. وقال رئيس كتلة «الحل النيابية» محمد الكربولي إن مكونات تحالف القوى العراقية أبلغت رئيس مجلس النواب بعدم رغبتها حضور أو عقد أي جلسة لمجلس النواب خارج إطار ما سيسفر عنه قرار المحكمة الاتحادية بشأن دعاوى الطعن في جلستي أبريل الماضي. وكانت المحكمة الاتحادية قد أثبتت شرعية بقاء الجبوري على رأس مجلس النواب، رافضة بذلك جلسة إقالته من قبل النواب «المعتصمين».
إلى ذلك، أعلنت الدائرة الإعلامية لمجلس النواب في بيان في وقت متأخر أمس الأول، أن جدول أعمال جلسة اليوم التي ستبدأ في الواحدة ظهراً، سيتضمن التصويت على تمديد الفصل التشريعي، ودعم وإسناد عمليات تحرير الفلوجة ومناقشة الوضع الإنساني فيها، كما ستتم مناقشة الخروقات الأمنية والتفجيرات الإرهابية التي حدثت في مدينة الصدر ومدن أخرى، فضلاً عن مناقشة الوضع الاقتصادي الراهن وقرض البنك الدولي.
المصدر: الإتحاد