أعلنت دولة الإمارات عن تقديمها دعماً للجيش وقوى الأمن اللبنانية، بما يعادل ال200 مليون دولار مناصفة بين المؤسسة العسكرية والقوى الأمنية؛ وذلك استمراراً للجهود، التي تبذلها في سبيل استقرار وازدهار لبنان وشعبه.
وقالت وزارة الخارجية والتعاون الدولي في بيان، إن دولة الإمارات العربية المتحدة تواصل دعمها المستمر لاستقرار لبنان ومؤسساته، والوقوف إلى جانب الأشقاء في الظروف كافة، ومن هذا المنطلق فإن الإمارات كانت على الدوام مشاركة في المؤتمرات وداعمة للجهود الساعية لدعم لبنان وشعبه. وأضافت «وفي هذا الشأن يأتي دعم المؤسسة العسكرية بما يعادل 100 مليون دولار، وقوى الأمن بما يعادل 100 مليون دولار أيضاً».
وأكدت الوزارة حرص دولة الإمارات على ضمان استقرار لبنان وأمنه؛ وذلك انطلاقاً من وشائج الانتماء العربي المشترك، وضمن مسؤولية الإمارات الدولية تجاه الأمن والسلم الإقليمي والدولي. وقالت الوزارة في ختام بيانها، إن مناعة وقوة المؤسستين العسكرية والأمنية في لبنان أولوية لدولة الإمارات في هذه الظروف الدقيقة؛ لما لذلك من دور في تعميق استقرار لبنان، واستعادة دوره في محيطه الإقليمي.
وفي استطلاع ل«الخليج» من بيروت، أكد سياسيون لبنانيون، أن العلاقات الإماراتية -اللبنانية مميزة وراسخة منذ نشوء دولة الإمارات حتى اليوم، واعتبروا الهبة الإماراتية في محلها، كما شددوا بالخصوص على أن الهبة الإماراتية للجيش وقوى الأمن خطوة أساسية وضرورية بامتياز ستسهم في تقوية مسار تحقيق السيادة الكاملة للبنان.
قال النائب السابق مصطفى علوش عضو المكتب السياسي في تيار المستقبل، إن العلاقات اللبنانية الإماراتية مميزة وراسخة منذ نشوء دولة الإمارات حتى اليوم. وقد أدت هذه العلاقات إلى دعم لبنان طوال عقود سياسياً وسيادياً واقتصادياً واجتماعياً ومالياً ونقدياً وأمنياً وثقافياً. وأضاف: «كلنا نعلم بأن المساعدات الإماراتية للبنان شملت باستمرار المجالات الإنمائية والتربوية والصحية والإنسانية، إضافة إلى الإسهام الكبير في دعم الاقتصاد والمشاريع الاستثمارية والبنى التحتية والجيش والقوى الأمنية الشرعية. وهنا لا يسعنا إلا أن نتوقف عند الدعم السياسي والدبلوماسي، اللذين تقدمهما الإمارات في سائر المحافل والمؤتمرات للبنان وشعبه وقضاياه المحقة».
وأضاف علوش: «لقي اللبنانيون في الإمارات ضيافة واستقبالاً لا مثيل لهما، إلى جانب أنهم يشكلون رقماً صعباً في الاقتصاد اللبناني، ومساعدة لبنان على مواجهة صعوباته المتفاقمة».
وقال: «قد أتت الهبة الإماراتية للجيش والقوى الأمنية استكمالاً للمسيرة الأخوية الطيبة بين الدولتين والشعبين، وجاءت في المكان الصحيح، الذي يؤدي إلى مزيد من تعزيز سلطة الدولة والجيش والقوى الأمنية».
وقال:«إننا إذ نؤكد أن للإمارات خبرتها الكبرى في حسن توظيف المساعدات، ما يجعلها قادرة على تقديم الكثير والكثير للبنان خصوصاً في المجال الأمني، فإنها بالتالي قدمت مساعدات نوعية مع أن الإمارات لم تبخل على لبنان وشعبه بكل ما طلباه أو احتاجا إليه. في الخلاصة فإن للبنانيين والإماراتيين رؤية متقاربة جداً للإنماء والمستقبل وخير دليل على ذلك أن اللبناني يشعر بأنه في وطنه حين يقيم في الإمارات».
أما النائب فادي الهبر عضو كتلة الكتائب، فقال: «إن تعزيز قوى الجيش اللبناني والقوى الأمنية الشرعية اللبنانية وتزويدهما بما يحتاجان إليه يبقيان أفضل خيار يجب أن يلجأ إليه اللبنانيون والدول الشقيقة والصديقة». وأضاف «أن الهبة الإماراتية للجيش وقوى الأمن خطوة أساسية وضرورية بامتياز ستسهم في تقوية مسار تحقيق السيادة الكاملة للبنان، لا سيما وأن المطلوب أولاً وأخيراً إقرار الاستراتيجية الدفاعية مهما طال الزمن ولا بديل من ذلك، إن الهبة الإماراتية تصب في سياق تحقيق أول مطلب وطني سيادي بامتياز، وتعد استثماراً مؤاتياً يخدم لبنان الكيان والسيادة والاستقلال والشرعية والقرار الحر والاقتصاد المتطور».
وقال الهبر: «إذا كان المُسلّم به أن الاستقرار الأمني هو المدخل الوحيد للاستقرار السياسي والاقتصادي والمؤسساتي والاجتماعي، فإنه لا مستقبل للبنان آمن من دون سيادة ناجزة، وهو ما ينطلق من دعم الجيش والقوى الأمنية؛ ليكونا قادرين على لعب دورهما الوطني وحماية الوطن والذود عنه في كل المحطات والظروف».
وأردف بالقول: «في مطلق الأحوال، فإن بين الإمارات ولبنان روابط متينة وأخوية متميزة، فالعلاقات بين الدولتين راسخة لا بل متقدمة جداً، والتبادل قوي جداً على مختلف الصعد، ويتوازى ذلك مع كون العلاقات بين الشعبين اللبناني والإماراتي في أفضل أحوالها».
وأضاف: «إذا كانت الاستثمارات الإماراتية في لبنان كثيرة، فإنه لا يمكن الكلام عن العلاقات اللبنانية الإماراتية من دون التوقف عند المساعدات، التي تقدمها الإمارات للبنان دولة وشعباً واقتصاداً، علماً أن بين الإمارات ولبنان أوجه شبه كثيرة في التقدم والإبداع والريادة والتطور العلمي والثقافي. إن الأهم من ذلك كله هو أن الإمارات هي من بين الدول الشقيقة والصديقة التي تحرص على لبنان الكيان والاستقرار والتطور والريادة، الأمر الذي يتطلب أن يبقى اللبنانيون على حيادهم والتمسك بسيادتهم وصيانة علاقاتهم العربية والخليجية».
من جانبه قال النائب دوري شمعون رئيس حزب الوطنيين الأحرار: إن لبنان بحاجة إلى استكمال سيادته واستقلاله وقراره الحر؛ لحماية دولته ومؤسساته واقتصاده وهويته الوطنية وديمقراطيته وتنوعه ورسالته على المستويين الإقليمي والدولي، وعلى ذلك فإن أول خطوة في هذا الدرب وعلى طريق الألف ميل تكمن في تقوية الجيش والقوى الأمنية الشرعية، اللذين يبقيان بحاجة إلى الكثير من الأسلحة والعتاد وأمور أخرى، ومن هنا تأتي الهبة الإماراتية في محلها وتعد استثماراً مطلوباً ومفيداً إلى أبعد الحدود؛ لحماية لبنان الكيان ومصالح الشعب اللبناني الحقيقية.
وقال: «للإنصاف اعتاد اللبنانيون على المساعدات الإماراتية للدولة والشعب والاقتصاد وسائر المؤسسات في مختلف القطاعات والميادين. وحقاً فإن للإمارات أياد بيضاء على لبنان، وهي حريصة كل الحرص على حماية بلاد الأرز من أي مخطط يعرض الكيان الوطني اللبناني للخطر، وصولاً إلى حد القول إن دولة الإمارات في طليعة الدول التي وقفت ولا تزال إلى جانب لبنان في أحلك الظروف وأصعب الأزمات».
المصدر: الخليج