الإمارات تدعو إلى التهدئة في فرنسا

أخبار

أعربت دولة الإمارات عن تضامنها الكامل مع فرنسا، مؤكدة على ضرورة عودة التهدئة وخفض التصعيد واحترام قواعد ومبادئ القانون في فرنسا. وأكدت وزارة الخارجية، في بيان لها، ثقتها في قدرة فرنسا على تجاوز الأحداث الجارية، مشيرة إلى أن فرنسا تعد مثالاً للدولة التي تراعي مصالح شعبها. وأشارت الوزارة إلى موقف دولة الإمارات الداعي إلى تحقيق الاستقرار والأمن، وحماية المنشآت المدنية ومؤسسات الدولة.

وأعلنت فرنسا، أمس، أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أرجأ زيارة رسمية إلى ألمانيا كانت مقررة اليوم، فيما شيعت جنازة الفتى نائل الذي أشعلت وفاته على يد شرطي احتجاجات عارمة في كافة أنحاء فرنسا، وشهدت توقيف 1311 شخصاً خلال الليلة الرابعة من أعمال الشغب، مقارنة بـ875 شخصاً الليلة السابقة.

ونشرت الحكومة 45 ألف شرطي وعربات مدرعة خلال الليل للتصدي لأسوأ أزمة تواجه الرئيس إيمانويل ماكرون منذ احتجاجات «السترات الصفراء» التي أصابت فرنسا بالشلل في أواخر عام 2018.

وقالت الرئاسة الألمانية إن «الرئيس الفرنسي تحدث هاتفياً أمس مع الرئيس الألماني، وأطلعه على الوضع في بلاده، وطلب تأجيل زيارة الدولة المقررة إلى ألمانيا».

وأكد الإليزيه أن ماكرون يرغب بالبقاء في فرنسا خلال الأيام المقبلة. ولم يتم تحديد موعد جديد للزيارة، وفق مصدر فرنسي. وقُتل نائل م. (17 عاماً)، وهو من أصل عربي، برصاص الشرطة يوم الثلاثاء الماضي عند نقطة تفتيش مروري بضاحية نانتير، حيث توقفت حركة الحافلات وعم الهدوء المنطقة صباح أمس، بعد وقوع المزيد من الشغب خلال الليل.

وتمت أمس، مراسم تشييع نائل في ضاحية نانتير غربي باريس، حيث اصطف مئات لدخول مسجد نانتير الكبير، الذي كان يحرسه متطوعون يرتدون سترات صفراء، بينما تابع الجنازة بضع عشرات من المارة من الجانب الآخر من الشارع. وانتظم المشيعون في الشارع لأداء صلاة الجنازة.

إلى ذلك، نهب لصوص عشرات المتاجر وأضرموا النار في نحو 2000 سيارة منذ اندلاع أعمال الشغب التي امتدت إلى مدن منها مرسيليا وليون وتولوز وستراسبورج وليل. وقال وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان إن أكثر من 200 فرد من الشرطة أصيبوا بجروح منذ اندلاع الاضطرابات وجرى اعتقال المئات من مثيري الشغب، مضيفاً أن متوسط أعمارهم 17 عاماً.

وشملت اعتقالات ليل الجمعة 80 شخصاً في مدينة مرسيليا الجنوبية، ثاني كبرى المدن الفرنسية، والتي يقطنها عدد كبير ممن تعود أصولهم لمنطقة شمال أفريقيا.

وأظهرت صور على مواقع التواصل الاجتماعي انفجاراً يهز منطقة الميناء القديم في مرسيليا لكن لم ترد تقارير عن وقوع أي إصابات.

وقالت الشرطة إن مثيري الشعب في وسط مرسيليا نهبوا متجراً للأسلحة النارية وسرقوا بعض بنادق الصيد لكن دون ذخيرة، مضيفة أنها اعتقلت شخصاً بحوزته بندقية ربما نُهبت من المتجر الذي يخضع الآن لحراسة الشرطة.

ودعا بينوا بايان رئيس بلدية مرسيليا الحكومة إلى إرسال قوات إضافية على الفور، مشيرا إلى إصابة ثلاثة من أفراد الشرطة بجروح طفيفة في ساعة مبكرة أمس. وفي ليون، ثالث كبرى المدن الفرنسية، نشرت قوات الأمن ناقلات جند مدرعة وطائرة هليكوبتر لإخماد الاضطرابات، كما طلب رئيس بلدية ليون تعزيزات. وفي باريس، أخلت الشرطة ساحة الكونكورد الشهيرة في وسط العاصمة من المحتجين ليل الجمعة بعد أن بدأت فيها مظاهرة دون تخطيط مسبق. وأصدر لاعبو المنتخب الوطني لكرة القدم بياناً نادراً دعوا فيه إلى الهدوء، ونشر النجم كيليان مبابي البيان على حسابه على إنستجرام وقالوا فيه «يجب أن يتوقف العنف من أجل الحداد والحوار وإعادة الإعمار».

ورجل الشرطة، الذي يقول المدعون إنه أقر بإطلاق رصاصة قاتلة على الشاب، محتجز على ذمة التحقيق الرسمي بتهمة القتل العمد.

وقال محاميه إنه أراد التصويب على ساق سائق السيارة لكنه تعثر عندما انطلقت فجأة مما تسبب في إطلاق النار باتجاه صدره، مشيراً إلى أن الشرطي لم يرغب في قتل السائق.

المصدر: وام