كشف سالم الشاعر نائب مدير عام هيئة تنظيم الاتصالات لقطاع المعلومات والحكومة الإلكترونية ان “الهيئة” تتجه خلال الفترة المقبلة إلى تعميم سياسات استخدام مواقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” و”تويتر” وتنظيم حملات توعية اجتماعية واسعة النطاق تشمل المدارس والجامعات وعدد من المؤسسات في الدولة.
وأضاف في حوار خاص لـ”الاتحاد” على هامش “قمة الحكومات الخليجية للتواصل الاجتماعي” الذي عقد أمس في فندق ريتز كارلتون، ان “الهيئة” تقوم في الوقت الحالي بتنظيم ورش عمل لمختلف المؤسسات الحكومية عن أفضل سبل استخدام تلك القنوات في مجال عملها والتواصل مع الجمهور، والتي نصت عليها وثيقة تم إعدادها وتوزيعها سابقاً على مختلف الجهات الحكومية في الدولة، وسيتم مناقشتها في جلسات المؤتمر.
وقال ان ما تتضمنه الوثيقة مبني على المعرفة التراكمية التي توصلت إليها “الهيئة” حتى اليوم في مجال التواصل الاجتماعي والذي يعتبر مجالاً جديداً، وبالتالي فإن الفترة المقبلة قد تشهد إلحاق الوثيقة الحالية ببنود جديدة من التوصيات والمحاذير وفقاً لتطور التجربة في المؤسسات الحكومية في الإمارات.
ولفت الشاعر إلى ضرورة وجود قوانين منظّمة تجرّم فعل القدح والذم على شبكات التواصل الاجتماعي، مثلما هو مطبّق في القوانين المنظمة للإعلام. أما بالنسبة لإمكانية حظر أي حسابات على تلك المواقع، لفت الشاعر إلى أن الحكومة يجب أن تقوم بكل ما تراه مناسباً في ما يتعلق بمصلحة المجتمع والأفراد.
واعتبر ان القيادات في الدولة لديها الوعي الكامل لأهمية استخدام قنوات التواصل الاجتماعي وكيفية استخدامها بما فيه المصلحة العامة للأفراد أو الحكومية.
وقال الشاعر إن الإقبال المتنامي في العالم العربي على شبكات التواصل الاجتماعي سواء الأفراد أو المؤسسات الخاصة والحكومية، دفع بالهيئة إلى التفكير بضرورة “تجويد” تلك الخدمات من خلال عرض ومناقشة الممارسات الجيدة للتجربة ومحاذيرها، وإبلاغ التوصيات للجهات المعنية. واعتبر ان هدف “الهيئة” الأول تمكين المؤسسات الحكومية من استخدام شبكات التواصل الاجتماعي للتواصل بشكل سليم مع الجمهور.
ولفت الى أن “الهيئة” قد وجّهت بضرورة ان يكون الشخص المنوط بالتواصل مع الجمهور ملماً في تفاصيل العمل الداخلي للمؤسسة، وقادر على الإجابة عن كل الأسئلة، ومتمكن من اللغتين العربية والإنجليزية على الأقل، والتمكّن من صياغة الإجابات بشكل صحيح لإيصال الفكرة من دون أي هامش للخطأ.
وأشار إلى أن الخطأ مهما كان كبيراً أو صغيراً سيشوه سمعة المؤسسة نظراً لسرعة انتشار الخبر من خلال تلك القنوات، لافتاً الى ان التصحيح تأثير ضئيل للغاية في تلك الحالة.
الإعلام الاجتماعي
ولفت المؤتمرون في “قمة الحكومات الخليجية للتواصل الاجتماعي” إلى ضرورة حشد الطاقات واتخاذ الإجراءات الملائمة لتهيئة المنطقة للدخول في حقبة الإعلام الاجتماعي التي تجتاح العالم. وتستمر القمة المنعقدة لغاية 19 الجاري يتم خلالها مناقشة أبرز القضايا على صعيد شبكات التواصل الاجتماعي.
وأكد المجتمعون على أهمية توحيد الجهود المبذولة في إطار الارتقاء بالمعطيات على الأرض في المنطقة للاندماج ضمن المنظومة الإعلامية الجديدة لا سيما في ظل الإقبال المتزايد في العالم العربي على هذه الوسائل كموقع فيسبوك للتواصل الاجتماعي، والذي تضاعف عدد مستخدميه إلى ثلاثة أضعاف خلال العامين الماضيين من 16 إلى 45 مليون مستخدم، مع الإشارة إلى أن العام الماضي وحده سجل نسبة 50% من هذه الزيادة المطردة.
كما يحظى موقع تويتر الآخر بأهمية كبيرة تعكسها حجم التغريدات العربية التي بلغت 6 ملايين يومياً، بمعدل 70 تغريدة في الثانية، وفقاً لتقرير شبكات التواصل الاجتماعي في العالم العربي.
وزارة الخارجية
وفي كلمته، أعلن الدكتور سعيد الظاهري مستشار وزير الخارجية الإماراتي في الجلسة التي تناولت أثر وسائل الإعلام الاجتماعي كمؤشر دلالي على بعض المعطيات السياسية على الأرض وفي العلاقات الخارجية للحكومات، ان هدف وزارة الخارجية الاستفادة من تزايد استخدام مواقع التواصل الاجتماعي لتعزيز الاهتمام الوطني للأفراد في الدولة ومناقشة القضايا السياسية.
وأشار الى ان هدف الوزارة أيضاً تحقيق نسبة 100% من رضا الجمهور بالنسبة للتواصل معه في مختلف القضايا، خصوصاً الإنسانية منها، لافتاً إلى أن قضية “طفل النيل” نموذج واضح لتوجّه الوزارة. وتحدث الظاهري عن تجربة الوزارة في مجال التواصل الاجتماعي من خلال توفير حساب خاص بها على “تويتر”، وبث التنبيهات والتحذيرات أولاً بأول على “فيسبوك” أيضاً، ونشر استطلاعات الرأي، والإجابة عن تساؤلات الجمهور، والتعريف بجميع خدمات الوزارة.
وقد شارك في هذا الطرح شاني ديلون من وزارة الخارجية والكومنولوث في المملكة المتحدة، وريتشارد بونجان من وزارة الخارجية الأميركية، إضافة إلى جاريد جوليان، المستشار في الحكومة النيوزيلندية والذي تحدث عن تجربة بلاده الناجحة في إطار توظيف وسائل الإعلام الاجتماعي.
فئة الشباب
وتبرز بعض التحديات التي تعيق مسيرة تطور الإعلام الاجتماعي العربي والمتمثلة في 70 في المئة من المستخدمين هم من فئة الشباب ممن تتراوح أعمارهم بين 15 – 29 عاماً، الأمر الذي يعكس ضرورة إيجاد نوع من التوازن في هذا الجانب بين مختلف الشرائح.
وفي السياق ذاته، تطفو جزئية أخرى تتجلى في إيلاء الحكومات في المنطقة اللغة العربية صدارة اهتمامها خصوصاً مع التقارير التي تشير إلى أن هذه اللغة هي الأسرع انتشاراً على الإطلاق في تاريخ مواقع التواصل الاجتماعي تويتر.
وقال فادي سالم، مدير برنامج الحوكمة والابتكار في كلية دبي للإدارة الحكومية أنه: “لم يعد مجدياً للحكومات أن تبقى في موقع ردة الفعل، لا بد أن تحتل موقع المبادر وذلك للحيلولة دون حدوث أي خطأ أو لبس في عملية التواصل مع شعوبها، إذ ينبغي فتح قنوات الحوار عبر منابر الإعلام الجديد بصورة منتظمة”.
مواقع التواصل الاجتماعي في الإمارات بالأرقام
تتصدر دول الخليج قائمة الدول العربية الخمس الأكثر استخداماً لمواقع التواصل الاجتماعي. وتحتل الإمارات المركز الأول في عدد مستخدمي موقع “فيسبوك” بالنسبة لعدد السكان بواقع 2.406.120 من أصل 8.260.000 بمعدل انتشار تبلغ نسبته 29.13% في العام 2011، وذلك وفقاً لتقرير الإعلام الاجتماعي العربي الذي أنجزته كلية دبي للإدارة الحكومية.
أما لغة الاستخدام المفضلة في الإمارات فهي الإنجليزية بنسبة 85.36%، تليها العربية بنسبة 9.91%، والفرنسية بنسبة 1.24%.
وبالنسبة لـ”تويتر”، فتحتل الإمارات المركز الثاني في المنطقة العربية بالنسبة لعدد المستخدمين بواقع 201.060، فيما احتلت تركيا المركز الأول بواقع 217.627، وقطر المركز الثالث بواقع 133.209.
المصدر: جريدة الاتحاد