تشهد التجارة الإلكترونية في الإمارات خاصة ودول مجلس التعاون الخليجي عامة نموا مطردا مع تنامي استخدام الإنترنت في المنطقة بنسبة 1500 % خلال العقد الأخير.
ونظرا لتمتع دول المجلس بأحد أعلى معدلات ولوج الإنترنت للفرد عالميا، فإن قدرتها الإنفاقية تبرز بسرعة كبيرة كالأعلى عالميا، حيث قام المتسوقون فيها عبر الإنترنت بإنفاق 3.2 مليارات دولار (11 مليار درهم) عام 2012.
ويؤكد هذا الرقم إمكانية تنامي هذه التجارة ضمن منصة افتراضية في المنطقة بمعدل نمو سنوي مركب قدره 18.8% .
وسوف تحقق هذه التجارة الإلكترونية مبيعات بقيمة 15 مليار دولار (55 مليار درهم) بحلول العام 2015 وفق البحث الذي أجرته شركة نيلسن لصالح موقع تجوري دوت كوم في دبي عام 2011.
ويقدر عدد المتبضعين عبر الإنترنت في الإمارات بنحو 3 ملايين نسمة، أي نسبة 30 % من إجمالي السكان، ما يعني أن التجارة الإلكترونية تتوسع بشدة وبوتيرة سريعة يتوقع لها مزيد من النمو خلال السنوات المقبلة.
وقال محمد شرف رئيس مجلس الإدارة لموقع «تجوري.كوم» المدير التنفيذي لمجموعة موانئ دبي العالمية إن إمارة دبي أثبتت في السنوات القليلة الماضية أنها قادرة على مواكبة النمو العالمي، ونجحت في الوصول إلى موقع تنافسي في الأسواق العالمية، خاصة بعد فوزها المستحق باستضافة معرض إكسبو2020.
ويعتبر شرف أحد المتحدثين الرسميين في طلب دبي لاستضافة معرض إكسبو الدولي، وبدأ حياته المهنية بالعمل في محطة «هولاند هوك» في ميناء نيويورك/نيوجرسي، كما شغل مناصب كبيرة في هيئة موانئ دبي.
وأكد أن النمو المطرد الذي شهدته الإمارة في قطاع التجزئة بشقيه الاعتيادي والإلكتروني دليل آخر على نجاحها في الوصول إلى مصاف المدن العالمية.
وأشار إلى أن دبي من أهم وجهات التسوق في المنطقة بشكل عام، ولعبت دورا غاية في الأهمية في تنمية وتطوير قطاع التسوق الإلكتروني.
موقع التجارة
وتطرق إلى أهمية التجارة الإلكترونية في المنطقة وأسس نجاحها من واقع تجربة موقع تجوري.كوم، وهو موقع التجارة الإلكترونية الوحيد المدعوم من دائرة التنمية الاقتصادية في دبي، وأكبر مركز تسوق إلكتروني في المنطقة، وأول مركز للتسوق عبر الإنترنت في الشرق الأوسط.
وقال إن الإحصائيات تشير إلى أن سكان المنطقة أنفقوا في عام 2012 ما يزيد على 2ر3 مليارات دولار على التسوق الإلكتروني.
وأضاف أن حجم التجارة الإلكترونية يشهد نموا سنويا بنسبة 30 في المائة، لكنها في الغالب كانت تعتمد على بيع الخدمات بأسعار مخفضة والمنتجات من مواسم سابقة يتم شحنها من خارج المنطقة تباع بأسعار مخفضة أيضا.
وحول مركز التسوق الإلكتروني تجوري (ومعناه في الخليج هو خزنة حفظ المال)، قال إنه يضم أكثر من 125 متجرا و350 علامة تجارية، ويعرض على صفحاته أكثر من 14 ألف منتج، ويوفر خدمة التوصيل إلى نحو 180 بلداً حول العالم، ويعمل على التوسع أكثر خلال العام الحالي بعد أن بلغ عدد زائريه حتى الآن 4ر3 ملايين زائر.
وأضاف أن الموقع يحفظ حقوق المستهلك ويؤمن عملية شراء آمنة له عبر تقنية « دي 3 «، كما أن بإمكان المتسوقين الاستمتاع بتوصيل سريع إلى المنازل وسياسة سهلة لإعادة المشتريات.
فريق دعم خاص
وأكد أن الموقع يخصص فريق دعم خاصاً لكل تاجر أو علامة تجارية مع خدمة العملاء من الساعة الثامنة صباحا حتى العاشرة مساء، كما يسمح للتجار والعلامات التجارية ببيع منتجاتهم عبر الموقع خلال 2 إلى 4 أسابيع على الأكثر بأقل مجهود وتكلفة.
وحول فكرة إنشاء المركز، لفت شرف إلى أنها جاءت تلبية لحاجة المنطقة لمنصة موثوقة لمساعدة تجار المنطقة على نقل متاجرهم التقليدية ومنتجاتهم إلى الإنترنت والمتسوق الإلكتروني بسهولة وأمان، مع أهمية الحفاظ على حقوق المستهلكين.
ونوه إلى أن سكان المنطقة يميلون إلى الحرص الشديد في استخدام الإنترنت للتسوق بسبب خوفهم من المنتجات المقلدة أو غياب الرقابة على بوابات الدفع الإلكتروني.
وأوضح أن المتاجر تخضع قبل انضمامها إلى تجوري لتدقيق شامل لضمان أن كل منتجاتها أصلية وأن جميع خدماتها المقدمة تتوافق مع معايير حماية حقوق المستهلك.
وقال: «إنه بفضل هذه السياسة لم يواجه تجوري.كوم أية شكاوى على الإطلاق عن منتجات مقلدة من قبل مستخدميه حتى الآن «.
ويهدف المركز المرخص من قبل دائرة التنمية الاقتصادية في الإمارة إلى توسيع نطاق وصول قطاع البيع بالتجزئة إلى عامة جمهور الإنترنت.
ويضم هذا الموقع عددا من المتاجر المرخصة التي تتنوع ما بين تلك المتخصصة في الإلكترونيات وأثاث المنزل والموضة والأزياء والمفروشات ومستلزمات البستنة والرياضة والإكسسوارات ومنتجات التجميل والهدايا والكتب والأفلام ومنتجات الحيوانات الأليفة، الأمر الذي يتيح للتجار الوصول إلى شريحة أكبر من الجمهور والعملاء المحتملين.
ويوفر الموقع في الوقت ذاته للمستهلكين الإقليميين والمحليين إمكانية الوصول إلى مجموعة واسعة من المنتجات عبر باقة من العلامات التجارية.
مرور عام
وفي ما يتعلق بتجربة تجوري.كوم بعد مرور عام تقريباً على إنشائه قال شرف إن 50 في المائة من عمليات الشراء من الموقع تتم في أول زيارة يقوم بها المتسوق، وغالبا ما تكون لمنتجات ذات سعر منخفض، حيث تحقق عمليات الشراء التي تتم في الزيارة الثانية للمتسوقين 60 في المائة من الإجمالي الكلي للأرباح.
وأشار إلى أن النصف الآخر من المتسوقين قد ينتظرون حتى 60 يوما تقريبا بعد الزيارة الأولى للموقع قبل شرائهم في المرة الأولى، بينما يعود 60 في المائة من الزوار لتصفح الموقع مرة أخرى. وأضاف أن أساس نجاح موقع تجوري هو تأمينه تجربة تسوق سهلة وممتعة للمتسوقين، مشيرا إلى أنه على الرغم من أن سكان دول المجلس يمضون أوقاتا طويلة في مراكز التسوق التقليدية، إلا أن كثيرا منهم يجمعون بين التسوق التقليدي والتسوق عبر الإنترنت.
وأكد أنه على غرار النمو السريع الذي يشهده قطاع التجارة الإلكترونية في المنطقة يشهد تجوري نموا شهريا بنسبة 30 % في قاعدة المشتركين.
وذكر أن من الأسباب الأخرى التي أسهمت في نجاح تجربة تجوري. كوم هو توفيره لخدمة توصيل سريعة ومجانية في الإمارات خلال ثلاثة أيام، في حين يستغرق التوصيل إلى دول مجلس التعاون خمسة أيام كحد أقصى.
وأضاف أن تجربة التسوق السهلة وتنوع المنتجات والمتاجر المعروفة والعلامات التجارية الشهيرة تقوم بدور أساسي في نجاحه.
وحول استخدام الهواتف الذكية للتسوق الإلكتروني، ذكر شرف أن الدراسات تشير إلى أن 70 في المائة من الزيارات للمواقع التجارية عبر الإنترنت تتم من خلال الهواتف الذكية، وأن تجوري.كوم يتيح للتجار فرصة الوصول إلى عملائهم على مدار الساعة لأنه يمثل امتدادا حقيقيا لتجارة التجزئة التقليدية عبر توفيره منصة بديلة تعرض من خلالها المتاجر منتجاتها في 14 قسما مختلفا.
المتاجر الجديدة
وقال انه يمكن للتجار تغيير تصميم متاجرهم الإلكترونية حسب رغبتهم، في حين تستغرق عملية فتح المتاجر الجديدة على تجوري وقتا قياسيا يتراوح ما بين أسبوعين إلى أربعة أسابيع بدون أي جهد أو تكلفة تذكر.
وحول أكثر المبيعات عبر موقع تجوري، نوه شرف إلى أن الإلكترونيات وأثاث المنزل ومستلزمات الرياضة هي المنتجات الأكثر مبيعا على الموقع، في حين شهدت مبيعات منتجات المنزل والديكور على الموقع نموا مطردا في الآونة الأخيرة.
وتوقع أن ترتفع مبيعات أقسام الأزياء والأكسسوارات والتجميل بانضمام مجموعات تجارية مهمة مثل مجموعة أباريل العالمية ويونيليفر الشرق الأوسط وبي آند جي ومجموعة شرف للتجزئة وعلامات تجارية عالمية إلى الموقع مثل ناين ويست وأنجلوت وويلا ودوف وكروكس و إلميس وسبرينغفيلد وهانج تن وغيرها.
من جهته، قال أياز مقبول المدير العام لتجوري إن موقع تجوري يمثل امتدادا طبيعيا لقطاع التجارة عالمي المستوى في دبي ، مشيرا إلى أن التجارة الإلكترونية توفر حلا مثاليا للعلامات التجارية التي تتطلع إلى التوسع والوصول إلى قاعدة عملاء جديدة.
وأضاف أن المتسوقين يتوافدون إلى المراكز التجارية التي توفّر خيارا واسعا من المنتجات ضمن باقة متنوعة من العلامات التجارية، وإن «تجوري» تسمح بالوصول إلى تلك المنتجات والخدمات بلمسة زر.
وأكد أنه من خلال تقديم هذا التنوع الكبير من الخيارات سيتم تكرار تجربة المراكز التجارية وتحسينها ومنح المستهلكين تجربة تسوق عملية وسهلة وآمنة.
وقال إن مركز التسوق الإلكتروني يعمل بشكل مواز على جذب التجار الذين سيستفيدون من رأس المال الاستثماري الأقل كلفة وقاعدة العملاء الواسعة مقارنة بالمراكز التجارية التقليدية.
وكان موقع تجوري الإلكتروني قد أنشئ بعد دراسات وبحوث مكثفة حول السلوكيات الشرائية السائدة في السوق الإقليمي وإمكانيات النمو فيه، وهو يوفّق ما بين أهداف مبيعات التجار واحتياجات المستهلك.
وتحظى العلامات التجارية التي تنضم إلى تجوري بمتجر خاص على الإنترنت ضمن بيئة مركز تجاري تعززه خدمات أقسام العمليات وخدمة المستهلك والتوصيل وكلها مدعومة جميعا من تِجوري.
عقود
وقد وقع تجوري في الأشهر الأولى لافتتاحه عقودا مع أكثر من 40 تاجرا عالميا ومحليا تمثل أكثر من 150 علامة تجارية تشمل متاجر معروفة مثل شرف دي جي ومارينا اكسوتيك هوم انتريرز وجامبو للإلكترونيات وإيروس وذا فيس شوب والجابر للبصريات والبصريات الكبرى وتريومف وسانريو والمتحجبة، والثوب الوطني، فضلاً عن المؤسسات التي تتّخذ من دبي مقرا لها مثل سيويت وبولينو.
وبدعم من دائرة التنمية الاقتصادية بدبي بنى المركز التجاري الإلكتروني تجوري على نجاح الشركة الأم «شركة تجاري» في المنطقة الحرة (تجاري اف زي اي) وهي البوابة الإلكترونية للأعمال بين الشركات والتي تصدرت الريادة في تقنيات إدارة الإمدادات والخدمات المحترفة خلال العقد المنصرم.
حفز النمو الاقتصادي
رأى محمد شرف أن تجارة التجزئة تحفز بنسبة كبيرة النمو الاقتصادي لدبي، حيث استحوذت هذه التجارة على 12 % من الناتج المحلي الإجمالي للإمارة خلال السنوات العشر الماضية، حسب آخر الإحصاءات الصادرة عن دائرة التنمية الاقتصادية.
وأكد أن طرح المراكز التجارية والمحلات على الإنترنت ينقل المستهلك إلى مستوى عالمي متقدم، ويفتح آفاقا جديدة، ليس أمام كبار التجار فقط، بل أيضا أمام الشركات الصغيرة والمتوسطة التي تبحث عن فرص لعرض منتجاتها، مشيرا إلى أنه تم في 4 مارس من العام المنصرم في دبي إطلاق (تجوري . كوم) كأول مركز تسوق إلكتروني على مستوى المنطقة. وتقدم هذه المنصة الافتراضية الجديدة منتجات وخدمات من مجموعة واسعة من محلات التجزئة في الإمارات، ما يمنح المتسوقين فرصة استكشاف جميع الخيارات المتاحة أمامهم من مصدر واحد.
«دبي التجارية» تكرم الفائزين بجائزة التميز في الخدمات الإلكترونية فبراير المقبل
أعلنت مؤسسة دبي التجارية، الجهة الرائدة في مجال تيسير التجارة عبر الحدود ضمن مجموعة دبي العالمية، انتهاء الفترة المحددة للتنافس على جائزة التميز في الخدمات الإلكترونية ESEA في دورتها السادسة..
حيث إن المهلة المخصصة بدأت منذ بداية العام 2013 واستمرت حتى آخر يوم من العام ذاته، وسيتم الإعلان عن أسماء الفائزين بالجائزة في فئاتها التسع في حفل تكريم رفيع المستوى تحت رعاية كريمة من سمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم، نائب حاكم دبي، ومن المتوقع أن يشهد حفل التكريم هذا والمحدد إقامته في شهر فبراير القادم في فندق «ريتز كارلتون – مركز دبي المالي العالمي»، عدد من المسؤولين ورؤساء ومديري الدوائر المحلية والخاصة وممثلي «دبي العالمية».
تحت شعار «تقدير التحول الإلكتروني في التجارة والخدمات اللوجيستية» يتم اختيار الفائزين بالجائزة وفقاً لمعايير محددة ودقيقة تعكس النمو في تبنِّي الخدمات الإلكترونية على بوابة دبي التجارية خلال عام 2013، وتُقيَم هذه المعايير عدد من الجوانب أهمها أن تبلغ نسبة تبنِّي الشركة للخدمات الإلكترونية 80% على الأقل خلال عام 2013، كما سيتم أخذ حجم المعاملات المنجزة إلكترونياً بعين الاعتبار عند التأهل للجائزة.
وقال جمال ماجد بن ثنية، رئيس مجلس إدارة دبي التجارية: أصبحت «جائزة التميز في الخدمات الإلكترونية» حافزاً للمجتمع التجاري واللوجستي لزيادة نسبة التبني والتحول للخدمات الإلكترونية لكونها أقل كلفة مادياً وبيئياً، وإننا سعداء بالاهتمام الذي توليه الشركات العاملة في هذا القطاع تجاه الجائزة إيماناً منها بأهمية إنجاز معاملاتها الكترونياً بكل سهولة ويسر وعلى مدار الساعة.
من جانبه أضاف المهندس محمود البستكي، الرئيس التنفيذي لدبي التجارية: منذ إطلاقنا جائزة «التميز في الخدمات الإلكترونية» في عام 2008، توسع نطاق الشركات المستفيدة من الخدمات الإلكترونية التي توفرها بوابة دبي التجارية وارتفعت بذلك نسبة المعاملات الإلكترونية لتفوق المعدلات المتوقعة، ونحن في دبي التجارية نسعى جاهدين لخلق خدمات مبتكرة وسهلة الاستخدام في سبيل تلبية متطلبات عملائنا ونيل رضاهم..
وإننا نؤمن أن جائزة التميز في الخدمات الإلكترونية ما هي إلا وسيلة للاحتفاء بنجاح العلاقة الوطيدة التي تجمعنا بعملائنا وتكريم الأكثر استخداماً للخدمات الإلكترونية والتي تتسم بالنمو المستمر.
وتواصل «جائزة التميز في الخدمات الإلكترونية « نجاحها وتميزها في دورتها السادسة، حيث لاقت تفاعلاً إيجابياً ودعماً كبيراً من الجهات الحكومية والوكالات التجارية واللوجيستية، فقد حظيت هذا العام برعاية ذهبية من قبل شركة «الفطيم للخدمات اللوجيستية».
المصدر: أبوظبي – وام