أعلن أمس عن تفاصيل مشاركة الدولة في إكسبو ميلانو 2015 خلال مؤتمر صحفي عالمي، حيث تحرص الإمارات على تقديم قصة فريدة حول “علاقة الماء والغذاء والطاقة” والالتزام بشعارها “الغذاء من أجل التفكير” عبر تصميمها لجناح الدولة في المعرض .

وسينشغل الزوار من الوهلة الأولى بالكرم الإماراتي والقصص الشخصية ووسائل الإعلام المتقدمة والطعام الشهي والخبرات التفاعلية والعديد من التقنيات المبتكرة .

وقال سالم العامري المفوض العام لجناح الدولة في إكسبو إن الإمارات قد اقتربت كثيراً من شعار إكسبو “غذاء الكوكب طاقة للحياة”، وتابع: “نحن على دراية تامة بتأثير البصمة الكربونية لمشاركة الدولة في إكسبو، وعندما تسنح لنا الفرص للعمل بفاعلية في مجال الفضاء الإلكتروني سنقوم بذلك، واليوم يمثل إحدى هذه الفرص” .

رحب العامري بالقائمين على المشروع ومنظمي إكسبو 2015 بميلانو وأعضاء من فريق إكسبو الإمارات بمدينة مصدر أبوظبي، حيث تم استضافة البث من قبل شركة مصدر نيابة عن المجلس الوطني للإعلام .

وهنأ منظمي إكسبو الإيطالي على اختيارهم لشعار إكسبو “غذاء الكوكب طاقة للحياة” الذي يتوافق مع الثقافة الغذائية السائدة بإيطاليا وعزمهم على جعل إكسبو يلعب دوراً إيجابياً في مناقشة القضايا التي تتعلق بتأمين غذاء كاف وجيد وصحي ومستدام لكل البشرية .

وقالت نوال الحوسني مديرة إدارة الاستدامة بشركة مصدر: “إن الشركة فخورة بدعم تصميم جناح الدولة بإكسبو ميلانو 2015” .

واجهات رائعة

تحت عنوان “غذاء العقل”، تبنى جناح الإمارات شعار اكسبو 2015 في كافة واجهاته الرائعة التي تتسم بالتحديات باستخدام خبرة طويلة في المعيشة في منطقة تتزايد فيها أهمية الماء على النفط وحيث يكون التوجه الآن نحو الطاقة البديلة .

وتعكس واجهات الجناح قيم المرونة والإبداع وكرم الضيافة التي اكتسبناها من ماضينا الزهيد اقتصادياً ولكن المستدام، مما يوضح القضايا التي أثرناها من خلال تحولنا الملحوظ داخل دولة منتعشة ذاخرة بالحيوية ولنستكشف العلاقات التي نصوغها لتطويع القدرة الخلاقة والإبداع حتى نستطيع أن نواجه تحديات المستقبل . ولكننا لسنا راضين أن يتم حل المشاكل المتعلقة بالطعام والطاقة والاستدامة نيابة عنا بل إننا نرغب في أن نُشارك بالأفكار والحلول مع العالم .

وعلى هذا النحو، رغم أن الشعار المركزي لمعرض اكسبو 2015 هو التغذية، وتغذية الإنسان في المقام الأول والأهم، فإنها تتطلب أيضاً من المشاركين أن يوجهوا أنظارهم نحو رعاية البيئة التي نعيش فيها، وهي المصدر الأساسي لمعيشة كل الشعوب على كوكب الأرض .

أربعة مبادئ

وتُقدم هذه القصة أربعة مبادئ جوهرية للشعار حيث تُجسد وتشكل الأساس لكافة جوانب تجربة الزائر بأنحاء السرادق، ويقع سرادق الإمارات على رقعة تُعد من المساحات الذاتية البناء الأكبر حجماً في معرض اكسبو 2015 وتحتل مكاناً رئيسياً متميزاً في قلب الموقع بجوار محوره الرئيسي، في الشارع الرئيسي، اعترافاً بأهمية مشاركة الإمارات في المعارض العالمية، وكلفت الإمارات شركة فوستر وشركاه الشهيرة بأنحاء العالم معمارياً، لتصميم أحدث سرادق يعكس تراث البلد ويتوجه نحو التنمية الاستدامة . كما تطلبت التعليمات المقدمة إلى شركة فوستر وشركاه بأن يحقق السرادق مستوى عالياً من الاستدامة بصورة فذة وأن يسهل تفكيكه حتى يمكن ارجاعه إلى الإمارات وإعادة بنائه هناك .

ويتجلى بأنحاء المبنى تأثير الرمال عنصراً دائم الوجود في المشهد الطبيعي بالإمارات .

مناظر ملهمة

وقد استمدت شركة فوستر وشركاه الهامها من المناظر الطبيعية المتجسدة في ذكريات الماضي والعمارة التقليدية المستدامة بدولة الإمارات . وتنعكس هذه الروح أيضاً في مدينة مصدر، وهي مجمع الطاقة للمستقبل بدولة الإمارات كما ينعكس أيضاً في شوارع مدينة مصدر الضيقة الطويلة وساحاتها المكشوفة، هادفة أن تكون مسارات للمشاة ذاتية التظليل في مدينة خالية من السيارات، لتكون الأساس لتصميم سرادق وجناح دولة الإمارات .

وليس فحسب الرمال كمادة ولكن تأثير الرياح على الكثبان الرملية أيضاً، مما يُنتج أشكالا ذات خطوط إنسيابية جميلة . وعلى هذا النحو نجد الجدران الانسيابية المتموجة ذات البنية المتميزة المحيطة بالمساحات المكشوفة حيث تُشكل إحدى السمات الراسخة .
ولكن مبنى السرادق ليس منشأ مستقلاً في حد ذاته: فنجد أن الهيكل الطبيعي والمناظر الطبيعية وأشغال المحتوى تتفاعل معاً لتزود تفسيراً روحانياً لشعار المعرض، حيث تُقدم للزوار تجربة فريدة تبعث على الإثارة والتأمل .

عناصر جذب

وسوف ينجذب الزوار لسرادق جناح دولة الإمارات بفضل طبيعة الجدران العالية المتموجة التي تُغلف مدخلاً رائعاً تصطف عليه شاشات العرض بالفيديو التي يبلغ طولها 75 متراً، وهي شاشة رقمية، حيث تتجسد فيها قنوات المياه القديمة التي كانت ذات أهمية حيوية للحياة في الإمارات .

هذه الشاشات تُقدم لوحات لوسائل الإعلام لتقدم للزوار شعارنا والمبادئ التنظيمية الأربعة المتصلة به وهي: الاستدامة، الرعاية، الإبداع، المشاركة . ويبدأ الزوار رحلتهم في الوسائل المرئية السمعية إلى أعلى منصة صاعدة للانخراط في حوار ممتع سيكون تثقيفياً في محتواه مُبهجاً في مضمونه .

وعند التوقف لفترة راحة قصيرة قبل المعرض الرئيسي، تُتاح للزوار فرصة المشاركة مع السفراء الإماراتيين لتبادل القصص والخبرات .

ويوجد أول جزء في المعرض الرئيسي بداخل اسطوانة برميلية تعمل كمحرك لتدوير قاعة الاستماع . وهي القلب النابض للسرادق، إذ إنها تجربة سينمائية رائعة للتمثيل الدراماتيكي لشعارنا، حيث تترك انطباعاً لا يُمحى لدى المشاهدين .

الحديث عن المستقبل

وبعد الشعور بمتعة وإثارة بداخل الاسطوانة البرميلية، ينجذب الزوار إلى الجزء الثاني من العرض . وشعاره “الحديث عن المستقبل” وهذا قسم مستلهم من ظاهرة TED Talk التي يسهل التوصل إليها ببراعة، حيث يقف الزوار الآن في أجواء غامرة وغنية بوسائل الإعلام على نحو يجذب الانتباه، حيث يستخدم مقدمو البرنامج الإماراتيون مجموعة من المؤثرات الحركية التي تفك ألغاز شعارنا وتسبر أغواره، حيث تُقدم مبادرات وحلول للتحديات العالمية المتجلية في التغذية والطاقة والاستدامة، والتي تبعث في كافة الأوقات على حث ومشاركة المشاهدين لتحقيق فارق في عالمهم .

ومن خلال طريق منحدر يصل الزوار لأسفل إلى منطقة الواحة الذاخرة بالمناطق الطبيعية الجميلة، مع منطقة معارض دبي 2020 ومقهى ومطعم وشرفة وهنا تُتاح الفرصة للاستجمام والاكتشاف، لتذوق واكتشاف الأطعمة من الوحي الإماراتي .

المصدر: صحيفة الخليج