في السماء تتربع كأنها الشمس، وفي الأرض تشع كأنها البريق، وفي العالم تكتب سيرة حضارة قادمة من عمق الصحراء، وفي الحياة ترتب مشاعر الذاهبين في العشق توقاً إلى المجد.
هذه هي الإمارات، خلال خمسة عقود لا أكثر، رسمت صورة الوطن الذي مد للمدى مداد التألق، وانبثق من وجدان شعب آمن بأن الحياة كفاح من أجل التداخل، وإنتاج شجرة الخلد على صفحات التاريخ، والعالم يصفق، مبهوراً بهذا الرونق، هذا النسق، المتدفق وادياً ذا زرع، سنابله من وهج الحلم الأزلي.
منذ النشأة، كان للمؤسس، طيب الله ثراه، حلم الوردة في تلوين الصحراء بأجمل الألوان، وبث العطر على الأرجاء كي يصبح العالم في تمام العافية، ويصبح الكون مزهراً بعلامات الفرح.
واليوم تحضر الإمارات في العالم علامة فارقة، وشامة، وشهامة، ونخوة النجباء ترتع في بساتين التألق، ولا يمر يوم إلا ونصحو على ولادة منجز، وانبثاق مشروع يسعد الناس أجمعين، ولأن الإمارات ترعرعت على مبادئ الواحد، والكل واحد، فإن ما يبزغ على هذه الأرض، نسمع صداه في العالم، والنخلة التي ترفرف سعفاتها هنا، ينتشر فحواها في الجهات الأربع، وها هي الحشود تمر من هنا، تسكن في قلب الحدث الإماراتي، ها هي الجموع تسعى للوصول إلى أرض الولادات المدهشة، والإبداعات المذهلة، والكل يريد أن ينهل من نهر الإمارات، الكل يحذو حذوها، الكل يقتدي بمسارها، والكل يدور حول مدارها، الكل يشعر أنه مع الإمارات تشرق شمسه باكراً، والقمر يطوق عنقه، ومرفقه.
هذه الإمارات، وهذا حضورها، هذا حبورها، هذا وعيها الذي توسعت حدقاته، حتى صار في الكون سماء تلونها نجوم البلاغة في صناعة لغة التفاعل مع الآخر، والاندماج في كينونة الحب الكبير، حب الحياة، ونبذ الضغينة وارتفاع حرارة التواصل حتى أصبح الوصول منهجاً، والتداخل تمادياً في البناء على تراكمات العصر، وعياً بأهمية أن نكون معاً، وضرورة أن يقول العالم بصوت واحد: ها نحن هنا، ها نحن نغسل التاريخ من أدرانه، ونمشط خصلات الزمن بأنامل الشفافية، ونمضي حقباً إلى حقول الزرع، لنحصد ثمار إدراكنا بأننا في الكل نحمي واحديتنا، وفي الكل نحفظ الود مع أنفسنا، في الكل نستعيد الماء الذي انهمر من سقف السماء بلا جدوى.
اليوم تقف الإمارات فاعلاً مؤثراً في ترميم ما جناه التاريخ، وما عبثت به أنامل العبثية، اليوم الإمارات بوعي قيادتها الحكيمة، تقود المرحلة بنجاح، وفلاح، من أجل كشف ظلام العالم، وتنقية دفاتر التاريخ من شخبطة العدمية، وإعادة المياه إلى السحابة، كي تروي عطش الطامحين إلى إنسانية بعافية، وبشرية تهنأ بمستقبل كبياض الموجة.
عندما نتأمل الواقع الإماراتي، نرى ما يبعث على الفرح، حيث العالم يقرأ سطور الرواية، فيمتلئ غبطة، وتفيض مشاعر الناظرين بالثلج والبرد.
عندما نتلو سطور الحكاية، نرى أن الإمارات قد برزت كدولة تجاوزت مراحل نمو الدولة، بفعل الذهنية التي مرت على المراحل كما هي السحابة، فأمطرت على سواحل الوعد بقوة الإرادة، وصلابة العزيمة، وحققت خلال الخمسين عاماً، ما لم تحققه دول كثيرة خلال مئات السنوات، وذلك لأن الصدق في التعامل مع المعطيات، هو الترياق الذي دفع بعملية النمو السريع لتحقيق أسمى الأهداف، وأرقى الطموحات، وإنجاز ما يتطلع إليه هذا الشعب الكريم.
المصدر: الاتحاد