رئيس تحرير صحيفة الإمارات اليوم
الإمارات دولة تسير وفق استراتيجيات ورؤية واضحة، على المستويين الداخلي والخارجي، خطواتها مدروسة، وسياساتها معلنة، وتدرك تماماً جميع التحديات الحالية والمستقبلية التي قد تواجه المنطقة، لذا فهي تسير بثبات نحو مواجهة كل تحدٍّ وفق استراتيجية تعاون وتنسيق مشترك مع البلدان الشقيقة والصديقة، للحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة.
الإمارات دولة سلام ومحبة، نشأت على المودة والوحدة، واستمرت على هذا النهج، تكره العنف وتنبذ الإرهاب، وتحاربهما دون هوادة، وتُشارك في أي جهد عالمي أو إقليمي لمواجهة الإرهاب واقتلاعه من جذوره، وتدعم أي جهد من أجل التعاون لحفظ أمن واستقرار المنطقة والعالم، تسير بثبات ضمن هذين الخطين، فلا سلام وحب مع وجود عنف وإرهاب، ولا مكان للإرهاب حيث تنتشر المحبة والاستقرار.
الإمارات تتطلع إلى مرحلة جديدة تنتقل فيها من «المشاركة» في صنع غدٍ أفضل للإنسانية، إلى الريادة في تحقيق هذا الهدف بمشروعات نوعية تطال آثارها الإيجابية مختلف أرجاء العالم، هكذا يرى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، فالإمارات منذ تأسيسها لها دور فعال ومؤثر ضمن نطاقيها الإقليمي والدولي، وكانت لها بصمة واضحة ومميزة في الإسهام بتنفيذ مشروعات تنموية في أكثر من 140 دولة حول العالم، وهي اليوم تمتلك رؤية شاملة لما سيؤول إليه مستقبل العالم، وكيفية التدخل في تشكيله والتعامل مع المتغيرات المتسارعة المحيطة بنا للخروج بأفضل النتائج.
لم تغفل الدولة دورها الإقليمي والمهم، ولا تسعى إلى دور أكبر، تبذل جهوداً ضخمة للتعاون الدولي، وتركز جهودها لدعم الأمن والسلم الدوليين عموماً، والمنطقة خصوصاً، تُدافع بضراوة عن أمنها واستقرارها، وتستخدم جميع الوسائل الممكنة لذلك، فأمننا خط أحمر غير مقبول أبداً المساس به أو الاقتراب منه، وفي الوقت نفسه تعمل بجد وإخلاص لبناء مستقبل أفضل لإنسان الإمارات، وللأجيال المقبلة.
توازن يغفله كثير من الدول، برعت فيه الإمارات لتصبح نموذجاً متميزاً على مستوى العالم، فهي تسير ضمن رؤية واستراتيجيات تنموية وتطويرية لبناء الدولة، وتنمية وتأهيل الموارد البشرية، وضمان رخاء ورفاهية المواطن والمقيم، تطورت كثيراً في ذلك، ولامس التطوير والتغيير مناحي الحياة كافة، وشعر بهما الجميع، الصغير قبل الكبير، والزائر قبل المقيم. خططها التطويرية لم تقف عند وقت معين أو عقد معين، بل هي مستمرة ومتتالية، وتغطي المستقبل البعيد، المستقبل الذي سيشهد رحيل آخر شحنة نفط من أبوظبي.
بناء الدولة وتطويرها لم يشغلاها عن التزاماتها الإقليمية والدولية، والتركيز على البناء لم يكن عائقاً لمواجهة التحديات الخارجية، بل واجهتها بقوة، وستظل تواجهها. وكما نجحت بتميز ملموس في التنمية الداخلية، حققت نجاحات متتالية في التصدي للأخطار الخارجية، وبكفاءة عالية، هذا هو التوازن، وهذا هو نتاج التخطيط بعيد الأمد، وهذا هو سر تميّز الإمارات.