كاتب إماراتي
بين خبر فوز الإمارات باستضافة مؤتمر «Cop28» الذي يجمع رؤساء العالم لبحث شأن المناخ، وبين الحدث العالمي «إكسبو 2020 دبي»، وبين حدث اليوم معرض دبي للطيران، وغيرها قبلها وبعدها، تثبت الإمارات أنها جديرة بكل هذه الملتقيات والمؤتمرات التي ترعاها، والأحداث الاقتصادية الكبرى التي تدعو لها وتقيمها، والفعاليات الرياضية الكبرى التي تضعنا على خريطة السياحة الغنية والنخبوية، والتي يتابعها العالم، مثل فورمولا 1، والمعارض الدولية التي اتخذت من الإمارات مكاناً وأرضاً تقدم جديدها وحديثها من المبتكرات، وقفزات المستقبل في تخصصاتها، مثل معرض دبي للسيارات، ومعرض أيدكس، ومعرض دبي للطيران اليوم، ما هي إلا دليل واضح على تعافي الإمارات من تداعيات الجائحة المرضية، وإفرازاتها الاقتصادية الموجعة على كافة المرافق ومناحي الحياة الاجتماعية، وتصميمها الواضح على تجاوز أراجيف الآخرين من أعداء النجاح، والمغرضين لأسباب فيهم أو من أجلهم، لقد وعينا وآمنا بأن التفكير الذي يسبق الآخرين، لابد له من ضريبة، دفعناها لنتعلم، ولتزيدنا ثقة في النفس، وخير من يخبرك بتلك الثقة التي يجب ألا تفارق النفس، إن أردت النجاح، ونشدت التميز، صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، الذي يبث الطاقة الإيجابية في الجميع، ويمنحها للآخرين من حوله، يشعرك دوماً أن دبي تقوم من رمادها الذي أرادت الدعاية الإعلامية والإعلانية، ولأغراض اقتصادية وسياسية، أن تضربه حولها، محاولة خلق الزعزعة في مشاريع دبي الكبرى، وكسر رهان دبي على الصدارة، والسبق في النجاح، ومحاولة خلق صورة جديدة ومختلفة للعربي حين يريد أن يفعل شيئاً.
معرض دبي للطيران من جديد، و«إكسبو دبي» فرصة سانحة ليعرف المشككون أن الشيخ محمد بن راشد له رؤيته المبنية على العمل، والإيمان بالنفس، والثقة فيها، لذا كان نهجه عدم التوقف عند نقطة أو مشكلة، فالزمن يطارد الإنسان، والوقت في يدك حتى تفلته، فيكون ملكاً لغيرك الذي عرف كيف يستغله، وسموه في كل خطواته يهمه أن يسبر المستقبل الذي يريده لدبي، ورهانه على التميز، وانتزاع قصب السبق أمر مشروع للمجتهد، ونصيب لتعبه وعرقه وسهره، فلا يمكن أن تتساوى الأمور، واحد في هجير شمس الشموس، أول الغابشين، وآخر الضاوين ليلاً، وآخر مستظل بفيء، يتقاسم مع طيور أحلامه حليباً وعسلاً يتمناه أن ينزل من علٍ، حتى يصحو على واقعه المر.
وحدهما اليوم «أبو راشد وأبو خالد» تاجا الرأس، وخير ما يتعمم به الرجال، يشعران المترددين أنهما ماضيان لتلك النقطة البعيدة التي لا تراها إلا عين الحصيف الذهين، لا يضرهما إن تقاعس آخر، ويريد أن ينازع على مجد لن يطوله ببطولاته الوهمية، ولا يضرهما أن هرف آخر بما لا يعرف، ولا يضرهما من كلام المرجفين، لأنهما مبصران طريقهما، ويسلكان نحو أهدافهما، لقد سمعا للكثيرين، ومن الكثيرين، لكنهما كانا يعرفان قبل أن يسمعا، وسمعا بعدما عرفا، دون أن يشعرا الآخرين بمعرفتهما، ومرات كثيرة دون أن يسمعاهم، لكنه تظاهر المتواضعين، وميزة الكريم.. لعله اليوم صباح جميل، واستثنائي، بافتتاح معرض دبي للطيران، لأن أجمل الصباحات تلك التي تعطيك مثقالاً من قوة، تعضّد أجنحتك التواقة للطيران، ومثقالاً من ثقة تمنح النفس كثيراً من الاطمئنان، وعدواً نحو النجاح والتميز، صفة الإمارات على الدوام، وإلى الأبد.
المصدر: الاتحاد