بحكمةٍ وسعةِ أفقٍ، وبفطنةٍ ورحابةِ رؤيةٍ، استطاعت القيادة الرشيدة، أن تستشرف المستقبل وأن تمسك بزمامه، وتذهب بالإمارات إلى غايات أوسع من نبض النجمة، وطموحات سارت بالحياة على صهوات جياد فارعة، وكأنها الجبال الشم، واليوم ونحن نقرأ ونشاهد ونتابع، نرى العالم يحضر هنا، إلى هذه الأرض الطيبة، وكأنه يشارك في حفل كوني تتخلق فيه الكائنات من جديد، في عصر إماراتي بفرادة المعطيات، واستثنائية العطاء الجزيل، فهذه العقول التي استلهمت من وحي النظرات واسعة الظلال، استطاعت خلال خمسة عقود أن تغير من الوجه واللسان، حيث أصبحت الإمارات بوجه كأنه بريق النجوم، ولسان عربي إنساني تحتفي به الشعوب، وتنصت لترنيماته بقوة الإيمان بما تقدمه الإمارات من إبداعات في مختلف الأصعدة والميادين، في آيدكس مثلت القوة الناعمة الصورة الجلية للعقل عندما يصبح في الأنام منطقة خضراء يانعة، فيها البساتين تزخر بزهور البلاغة الذهنية، وما تنتجه من وسائل دفاع عن الحقيقة، وتقنيات مبهرة، تدل على أن الدفاع خير وسيلة لتحقيق السلام، وإنجاز الطمأنينة، وتثبيت الاستقرار ليس في الإمارات فحسب، بل في العالم أجمع، وهذا ما عملت عليه قيادتنا الرشيدة، وهذا ما شيدته من صرح، وهو أحد قلاع القوة الناعمة في الدفاع عن المنجزات، وحفظ التوازن بين السلم والعلم.
في آيدكس أثبت العقل الإماراتي، بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، أنه القوة العظمى التي تقف حائلاً دون المنغصات، والمغتصبات للسعادة البشرية، فاليوم الإمارات تمثل قوة مؤثرة في المكان والزمان، وراحة ممدودة للقاصي والداني من دون استثناء، وما أجمل هذه الصورة، عندما تكون قوياً بإرادتك، وأنت المبادر في المصافحة، وأنت المثابر من أجل عالم خالٍ من الضغائن، عالم يتزين بحلي السلام الحقيقي، عالم يرتاح تحت شجرة الأحلام الزاهية، عالم يرتشف من قهوة الحب، ويسرج خيول التوهج في سماوات العالم، ويسرد قصة الانتماء إلى الحياة، بلسان حر، وقلب نابض بالهوى، وروح كأنها الجناح العملاق، وعقل منفتح على المدى، يحوك معطف العلاقات مع الآخر، بدراية وحنكة وثقة وطمأنينة.
عقل الإمارات.. هذا النسر الذي حلّق وتدفق، وتألق وتأنق، وتعملق، وأصبح في الوجود أسطورة الزمان، في عالم يحتاج إلى الأمان، كما تحتاج الطيور إلى أعشاشها.
عقل الإمارات.. هذا البيرق، هذا النسق المحدق في الوجود، يسابق الزمن، من أجل صناعة واقع أنساني متحرر من (الأنا) ذاهب إلى الآخر، بوجه ناصع، وضمير يافع، وإرث يانع، لا تعرقله كأداء، ولا تعيقه بيداء، إنه العقل الذي استلهم من فكر زايد الخير، كيف نكون عشاقاً للحياة، وكيف تكون الحياة مائدتنا الثرية، بمسلمات السعادة وبديهياتها، عندما نكون خارج أطر العصبيات، وبعيداً عن طواحين التطرف، وفوق كل الانحيازات الوهمية.
عقل الإمارات يحلق بفضل القيادة الرشيدة، التي مهّدت، وسهّلت، وهيّأت، ورسّخت، وأثرت معالم الجد والاجتهاد، وجعلتنا نقف اليوم على القمة، مطوقين بالمجد المجيد، والعصر السعيد، والفكر السديد، عصر الإمارات لا غير.. إنه زمن العقول المضاءة بقوة الإرادة، والعزيمة الصارمة.
المصدر: الاتحاد