وام / لم تكن دولة الإمارات العربية المتحدة قيادة وشعبا منذ عام 1971 بعيدة عن آفاق القرن الـ21، فالمؤسس الراحل المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “طيب الله ثراه” جعل منذ توليه مقاليد الحكم قبل حوالي نصف قرن همه الأول هو السعي الحثيث لإقامة دولة عصرية لها ماض ثري وحاضر مزدهر ومستقبل واعد .
ومنذ ذلك الحين عام يمر وآخر يأتي حتى أصبح الإرث الإماراتي كنزا وطنيا عمره 50 عاما قدم خلالها قادة هذا الوطن العظيم والمعطاء جل عطائهم للتنمية والعلم والمعرفة والتقدم والازدهار وحققوا شعارهم أن تكون دولة الإمارات في مقدمة الأمم وكان لهم ذلك.
وتلك المسيرة التي بدأها الشيخ زايد ” رحمه الله ” كانت كفيلة بوضع الإمارات في مصاف الدول المتقدمة .. فهي دولة مرت بكل مراحل التجديد والتحديث في كل العلوم والتقنيات لتشمل مختلف المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والرياضية. وأكمل مسيرة البناء والتنمية صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله” والتي أفضت إلى تحقيق التقدم والازدهار للوطن والمواطن.
ولا يغفل المتابع ما تحقق في مسيرة التنمية في الإمارات وما شهدته خلال نصف قرن مضى من إنجازات حضارية وشواهد عظيمة .. إنجازات هي نتاج ثمرة جهود مخلصة وعزيمة صادقة تحلت بها قيادتها الحكيمة وجسدها أبناؤها الأوفياء حرصا على بناء وطن عامر بالخير والنماء لتصبح دولتهم نموذجا متميزا في التطور والنمو .
وشهدت الإمارات خلال العقود الخمسة الماضية العديد من الإنجازات التي شملت مختلف مناحي الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية ومجالات التنمية الشاملة التي عمت الدولة من أقصاها إلى أقصاها ما أهل الإمارات “وطنا ومواطنا” لتحقيق مكانة رفيعة بين الأمم والشعوب.
وخلال تلك العقود الخمسة تم تطوير البنى الأساسية والعمل على تنويع مصادر الدخل لعدم الاعتماد على النفط مصدرا رئيسا للدخل القومي بهدف تحقيق الأمن والاستقرار والعيش الكريم للمواطن الإماراتي أينما وجد وفي كل مكان من ربوع الوطن.
وتزهو الإمارات بأضخم وأكبر المشاريع التي نفذها البشر في العصر الحديث جنبا إلى جنب مع المشاريع الخضراء التي تخطط لإمارات المستقبل مثل مدينة مصدر والمدينة المستدامة في دبي ومدينة الشارقة المستدامة وتلك المشاريع هي بحق فخر لكل إماراتي وعربي.
وستبهر الإمارات الحديثة كل من يأتي إليها بداية من المطارات الدولية حتى فنادق الإقامة وشبكات الطرق المتطورة التي تربط المدن ووسائل المواصلات المتنوعة من مترو ووسائل نقل مائية سريعة .
ولا تتوقف الإنجازات الإماراتية على الحجر وإنما تمتد إلى البشر من خلال التنمية البشرية وبناء المواطن الإماراتي العصري من خلال تطوير التعليم والذي يسير في اتجاه متواز .. فالمسؤولون يدركون تماما أن المواطن الإماراتي هو العمود الفقري للنهضة الحقيقية.
وتصنف الإمارات من بين الدول المتقدمة والناجحة التي حققت معدلات مرتفعة في مستوى المعيشة وتؤمن بأن العنصر البشري هو أهم ثروة تملكها وتتبنى التعليم القائم على الإبداع والابتكار كونه الوسيلة الأفضل للتفوق ودخول المنافسة العالمية من أوسع أبوابها ولذلك عملت على شيوع المعرفة المتميزة بين مواطنيها وتعظيم قدراتهم على المنافسة دوليا.
وأصبح استشراف المستقبل في الإمارات ثقافة يتبناها كل فرد في المجتمع ولا يهدف الاستشراف إلى التكهن بتفاصيل أحداث المستقبل وإنما يهدف إلى رسم نهج استباقي واعتماد سيناريوهات يمكن التعامل من خلالها ليرتقي العمل المؤسسي ويحقق أعلى مستويات السعادة وجودة الحياة.
وإذا تحدث أي شقيق أو صديق عن الإمارات فأول ما يتذكره هو مواقفها القومية والإقليمية والدولية فدائما ما نجد الإمارات في مقدمة الدول العربية التي تتبنى سياسة خارجية متوازنة ومحايدة ولهذا تكون عنوانا دائما للتسامح والتشاور.
ولا يزال ماثلا أمامنا استضافتها أكثر من اجتماع ضم الديانات المختلفة لتصبح عاصمة عالمية للتسامح تلتقي فيها حضارات الشرق والغرب لتعزيز السلام والتقارب بين الشعوب وهذا ما جعلها مقصدا للجميع من مختلف بلدان العالم بغض النظر عن لونهم أو عرقهم أو دينهم.
ولا تغفل الإمارات دورها الإقليمي والقومي في ظل هذا الانفتاح والتقارب مع شعوب العالم حيث تتبنى رؤية خاصة لحل الأزمات المزمنة وبالتالي لم تدخر جهدا إلا وفعلته من أجل تذليل العقبات وجسر الهوة بين المواقف المختلفة.
وعلى مدار عقود رفعت الإمارات شعارات واتبعت سياسات لا تغيرها رغم تغير الزمن فمبادئها ثابتة وراسخة تقوم على السلام والمحبة والتعايش الآمن ومد يد الصداقة للجميع وهذه السياسة الحكيمة جعلتها من الدول القليلة في العالم التي تنعم بالاستقرار والأمن رغم الظروف الدولية المحيطة.
ويكتب لقيادة الامارات الرشيدة أن رؤيتها وقراءتها الواعية لما يحدث من مجريات وأحداث تقوم على أساس تهيئة أفضل نظام للسلام والأمن على المستوى الإقليمي والدولي والحفاظ عليهما لأن ذلك أصبح من أهم أهداف الأمم والشعوب لذلك كانت ولا تزال تعمل بكل جدية من أجل تحقيق السلم والأمن الدوليين .
وتتخذ الإمارات من تعزيز الحوار والتفاهم عنوانا مهما في رؤيتها بما يؤدي في النهاية إلى تحقيق الأمن والاستقرار لجميع الشعوب وهو الأمر الذي يوجه به صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله” ويشدد عليه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله” ويؤكده صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة في مختلف اللقاءات والاجتماعات مع قادة العرب والعالم.
وها هم القادة الذين يبنون الأوطان ويمتلكون رؤية ثاقبة لأنهم يستشرفون المستقبل ويضعون الخطط الاستباقية التي تعيد ترتيب الأولويات لتحافظ على مسيرة تقدمها وتطورها فلا تترك الأمور للحظ والصدفة، فتوفير الحياة الأفضل للأجيال الجديدة هي مهمة القادة الأولى وهمهم الدائم لأن ريادة الدولة عنوان نجاحهم.
ومع كل يوم وكل إنجاز تحقق يعيش الشقيق والصديق أياما عطرة مع الشعب الإماراتي اعتزازا بما حققته الدولة في مسيرة التنمية من إنجازات متميزة حققت كافة تطلعات وآمال شعبها الكريم.