مؤسسة ومدير ة دار ورق للنشر في دبي وكاتبة عمود صحفي يومي بجريدة البيان
لا شيء يمكن أن يصف تلك الثقة الهائلة في حديث صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد عصر البارحة، وهو يتحدث مع رائد الفضاء الإماراتي هزاع المنصوري من داخل محطة الفضاء الدولية، الثقة ذاتها التي أخذت بيد هزاع ليكون ضمن طاقم رواد فضاء ينتمون إلى دول ذات كعب عالٍ في مجال أبحاث وريادة الفضاء كالولايات المتحدة وروسيا، بهذه الثقة نفسها وعد الشيخ محمد المنصوري وشباب وشعب الإمارات بأن رحلتهم الآتية ستكون للمريخ بإذن الله!
لا نعجب من ثقة بو راشد، ولا من طموحاته اللامحدودة، ولا من هذه الرغبة في كسر أي حواجز تحول دون الإمارات وتحقيق المستحيل، لا نعجب لكننا نتأمل تلك اللحظة بكثير من الفرح، الفرح الذي غدا وطني الطابع وكونياً بامتياز، وهنا علينا أن لا نمرّ أمام لحظة دخول المنصوري المركبة الفضائية بصحبة الرواد الدوليين، فهذا الشاب ينتمي إلى دولة خليجية تُصنّف ضمن دول العالم الثالث، حديثة التكوين والنشأة، وكانت منذ نحو أربعين عاماً لا تمتلك جامعة وطنية على أرضها.. ومع ذلك…
مع ذلك، فهذه الدولة نفسها هي التي وقفت كلها مع العالم تنظر إلى أحد أبنائها وهو يقول: «توكلنا على الله»، ويستعد للانطلاق إلى محطة الأبحاث الدولية يوم الأربعاء (25-9-2019)، بعد 48 عاماً من إعلان قيام دولته، دولة الإمارات العربية المتحدة، بقيادة المؤسس وصاحب الأحلام العريضة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان!
لقد وقفت عاجزةً أمام تلك الفرحة الكونية وذاك السيل من التعليقات الضاجّة بالدهشة على رحلة الإماراتي هزاع المنصوري للفضاء، فما الذي يمكن أن تقوله الكلمات في حق رجل ممتلئ بكل هذا الإيمان بخالقه ووطنه وقيادته وبالمهمة التي هو بصددها؟ رجل يذهب إلى الفضاء ليصنع مجداً وتاريخاً، فكأنه يولد مرتين، على الأرض وفي الفضاء، فلا ينطفئ اسمه أبداً، ولا مجد وطنه!
المصدر: البيان