مدير تحرير صحيفة الجزيرة
تختلف الإمارات عن دول الخليج الأخرى في أنها واجهت مشكلتها مع «الإخوان» بصرامة ووضوح منذ اللحظة ولذلك فإنها الأقرب للتطهر والأكثر عرضة للخطر في ظل موجة انتشاء «الإخوان» وبدئهم حصاد مواقع السلطة.
حين تدافع الحكومة المصرية عن «الإخوان» فإنها تعلي الموقف الحزبي على الصورة السياسية مما يجعل الرفيق «الإخواني» مواطناً من الدرجة الأولى، ولذلك تشعر الكوادر التي تحاول الحركة في بلدان الخليج بأنها محمية سياسياً إنْ كُشف أمرُها قبل نجاح خطتها. ثم إن الإمارات مقياس ممتاز يجري من خلاله ردة الفعل الخليجية في مراحل لاحقة.
استهداف الإمارات ليس عشوائياً فهي الكنز الذي يحلمون به، وهي الأرض التي حرثوها طويلاً متنكرين إلى أن الدولة احتضنتهم أيام شتاتهم وقدمت لهم كل عون. يعتبرون الإمارات بوابة الخليج خصوصاً أن تركيبتها الاتحادية تمنحهم فضاءً واسعاً وأنهم استولوا على المسجد والمدرسة والجامعة مستغلين محدودية التباينات الاجتماعية وغياب المنافسين عقوداً كاملة.
المفاجأة كانت في الحسم الإماراتي ووضوحه وعدم تراخيه وهو حسم لم يكن ليظهر لولا طلائع الخطر التي تريد أن تضيف الإمارات، سريعاً، إلى قائمة بلدان الربيع العربي.
المسألة ليست تهوراً أو مبالغة بل واقع كشف لثامه جزئياً في السعودية والكويت بينما يتمتع بالسلطة والدعم في قطر لذلك ظلت البلد الوحيد الذي لا يرتفع فيه الصوت الإخواني ناقداً ومهاجماً ومحرضاً.
«الجماعة» نالت حظها في بلد المنشأ إلا أن ثمرات زرعها التي تمدها بالقوة والغنى والفاعلية تنتشر في الخليج لذلك ستتوالى التحركات وترتفع النبرات وتكثر المعارضة حتى لا تذوي الحركة الأم إن افتقدت التغذية الخليجية.
المصدر: صحيفة الشرق