عضوة سابقة في المجلس الوطني الاتحادي، كاتبة عامود يومي في صحيفة البيان
لم تكن العلاقة يوما بين دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية مصر العربية علاقات عادية، بل تطورت عبر السنوات منذ حياة المغفور له بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، فقد كان يؤمن رحمه الله بأهمية التعاون والتكامل والتعاضد بين العرب، وترسخ هذا التوجه في ظل القيادة الرشيدة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وإخوانه الحكام.
أمس الأول بدأ الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، زيارة رسمية لمصر التقى فيها الرئيس المصري وكبار المسؤولين، بعد ثورة 30 يونيو التي أكدت فيها الإمارات وقوفها مع إرادة الشعب المصري الشقيق، وأكدت نبذها لكل أنواع العنف والتطرف التي لم تجر وبالها على مصر وحدها، بل هددت أمن العالم العربي وأشاعت الفوضى في بعضه.
زيارة الشيخ محمد بن زايد لمصر الشقيقة، سبقتها خطوات داعمة قدمت فيها الإمارات أروع وأقوى معاني الدعم الذي تحتاجه دولة شقيقة حين تمر بأزمة، وهو ما يمكن اعتباره مثالا للأخوة العربية، وفي وقت يستلزم فيه رد الجميل من أبناء الإمارات الذين لم ينكروا يوما فضل المصريين عليهم في التعليم والصحة ومجالات عديدة أخرى.
وتضامن الإمارات مع مصر سياسيا واقتصاديا وإنسانيا، يؤكد حرص الإمارات ودعمها لأمن واستقرار الدول العربية الشقيقة، التي ترى أن استقرارها هو جزء من استقرار الخليج وأمنه، وهو ما لخصه سمو الشيخ محمد بن زايد بقوله: “مصر المستقرة قوة ودعامة لنهضة العرب”. وهذا ما يجعل التحركات لدعم مصر أمرا هاما وملحا ومتطلبا لمواقف جادة وحاسمة، تقطع الطريق أمام أي تدخلات تمس أمن المنطقة.
سعداء بالدعم الإماراتي للشقيقة الكبرى مصر، فالدعم الذي تقدمه الإمارات اليوم من خلال هذه الزيارة وعلى هذا المستوى، يتجاوز مع كل ما سبق، ليمثل التزاماً قومياً إماراتياً ويقدم بعدا استراتيجيا جديدا. ولا عجب في ذلك، فهو أحد أهم ثوابت السياسة الخارجية الإماراتية، التي تدرك أهمية ومكانة مصر العربية والإقليمية، وضرورة دعمها والوقوف بجوارها، خاصة في المواقف والقضايا المصيرية، وبما يخدم مصالح البلدين الشقيقين وأمن واستقرار المنطقة وشعوبها.
المصدر: البيان