كاتب سعودي
ـ المفجر أو الانتحاري الذي يضخونه بالمدائح والإيمانيات الكاذبة هو في نهاية الأمر أرخص وأتفه وأحقر عضو في كل تنظيم إرهابي، ولأنه رخيص جداً وتافه وبلا قيمة فهو جاهز ومجهز دائماً للهلاك ولا شيء آخر، ومع الأسف فهذه الحقيقة القاسية لا يمكن أن يفكر فيها أو يستوعبها أي مراهق يستعمله «داعش» أو غيره في هذه الأيام المجيدة!!
ـ كل تنظيم إرهابي في هذا العالم يحرص على كوادره الحقيقية ويحميها بالغالي والنفيس، ويؤمن لها المأوى والحماية بأقصى حالاتها؛ الوحيد الذي لا يُحمى ولا يُلتفت إليه حينما يُكتشف أمره هو الانتحاري، ولذلك تراه مثل الكلب الضال يهرب من شارع إلى آخر بينما يكتفي التنظيم بالمراقبة والتصوير إن أمكن دون أن يتدخل نهائياً.. نهاية مستحقة يا غبي!
ـ يتكرر مشهد هروب ومن ثم مطاردة الانتحاري الرخيص كثيراً، ويضطر هؤلاء للاعتماد على أنفسهم في الهرب أو البحث عن ملجأ آمن، وفي هذه الأثناء يذوب التنظيم القوي والمؤازر المفترض تماماً ويُترك الحمقى (الرخيصون جداً) لمواجهة مصيرهم.. ربما في هذه اللحظة بالذات يكتشف الانتحاري قيمته الحقيقية، ولكن بعد فوات الآوان بالطبع.
ـ هؤلاء الأنعام الذين يعيشون على رف الأحداث، ويخلعون عقولهم مع أحذيتهم قبل دخول المعترك الدنس؛ ليس مطلوباً منهم أن يفكروا أو يسألوا أو حتى يبدو رأيهم في مقاس الحزام الناسف ولا وزنه ولا وقت ارتدائه؛ فضلاً عن القبول أو الرفض.. فهل رأيتم عبودية مثل هذه تنزع من الرجال فضائل الإنسانية وتورثهم رذائل السمع والطاعة في القتل والتدمير؟ .. لا حول ولاقوة إلا بالله.
المصدر: الشرق