كاتب سعودي
مجلس الشورى الجديد أعطى الأولوية لمناقشة تغيير إجازة نهاية الأسبوع، والموضوع ــ بصراحة ــ يحتاج أن يعطى الأولوية في هذه المرحلة الحاسمة من التاريخ، بغض النظر عن أبعاده الاقتصادية المعروفة؛ لأن إجازة (الخميس والجمعة) لها أهلها ونكهتها وطريقتها وكبساتها وسهراتها وترتيباتها، وكذلك الحال بالنسبة لإجازة (الجمعة والسبت) لها عالمها وجدولها المختلف، ولا أعتقد أنه من السهل على عدد كبير من المواطنين أن يحددوا أيهما أفضل؛ لذلك يجب أن يأخذ مجلس الشورى وقته في دراسة هذه القضية الشائكة، فنحن لسنا على عجلة من أمرنا، ولكن ما نتمنى بمجرد أن ينجح مجلس الشورى في تغيير عطلة نهاية الأسبوع أن يعطي أولوية ما لما يحدث في أيام الدوام!.
**
قال معالي وزير العدل إنه لا يوجد نص قانوني يمنع قيادة المرأة للسيارة، وأن المسألة عائدة للمجتمع، طبعا لا يمكن التأكد من رأي المجتمع، فالمسألة تقديرية.. لا أحد يجزم بعدد الذين لا يرون مانعا من أن تقود المرأة السيارة، أوعدد الذين يعارضون ذلك، أو عدد الذين لا يعارضون ولكنهم يرفضون مجرد مناقشته لأنه لم يصل بعد إلى مرحلة الأولوية، ولكن ثمة انطباع عام بأن (المجتمع) يرفض ذلك، أعتقد بأنه من أولويات مجلس الشورى اليوم أن ينظم استطلاعات للرأي يعرف من خلالها رأي المجتمع في قيادة المرأة للسيارة وفي تغيير إجازة الأسبوع، سيكون الأمر مسليا له ولنا، وقد يشجعنا حسم هذه القضايا الصغيرة على المضي قدما باتجاه مناقشة أولوياتنا المؤجلة.. أما إذا بقينا لا نحسم الثانويات بانتظار أن نحل الأولويات، فالأفضل أن تبقى عطلتنا خميس وجمعة، والمجد للكبسة فهي أم الأولويات!.
**
ظهور أكثر من قضية فساد في أكثر من كتابة عدل يحتاج مراجعة أوضاع هذه الجهة العدلية، وإعطاء هذه المراجعة الشاملة أولوية قصوى، ألم يكن إصلاح المؤسسات القضائية والعدلية أولوية قبل عدة سنوات؟، ما هو التغيير المؤثر الذي يستطيع وزير العدل أن يشير إليه بوضوح؟، ما فائدة تغيير أجهزة الكمبيوتر إذا بقي الناس على حالهم؟
**
كل المجتمع اليوم يعطي أزمة الإسكان أولوية كبرى، باستثناء وزارة الإسكان، فهي تنتظر أن يتحرك الآخرون ويزيلوا العوائق من طريقها كي تبدأ بالحركة؛ لذا أخشى عليها من مصير هيئة مكافحة الفساد: عنوان كبير ونوايا طيبة وسلامتكم وتعيشون وتتواعدون كل خميس وجمعة.
المصدر: عكاظ